الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السيسي عريسي!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في إحدى اللجان لاحظت حماسا ملحوظا من بعض الفتيات والسيدات للمشاركة في الاستفتاء، تزامن ذلك مع نقل الفضائيات من مختلف لجان الجمهورية إقبال السيدات على التصويت، وحماسهن الشديد وإطلاق الزغاريد والهتاف وترديد الأناشيد، وكأنه عرس كبير تشارك فيه فتيات وسيدات مصر.
من واقع قراءتي للدستور ومقارنته بالدساتير السابقة لمصر، وكذلك الاطلاع على عدد من دساتير العالم وجدت أن نص المادة 11 من الدستور يمنح المرأة المصرية الكثير من الحقوق والحريات، والتعيين في الوظائف العامة والهيئات القضائية والمساواة مع الرجل، وإنهاء إرث التمييز الذي استمر عقودا ضد المرأة، ولكن هل هذه المادة تفسر هذا الإقبال التاريخي للمرأة والفتيات المصريات على المشاركة في الاستفتاء.
هذا المشهد جعلني أتوجّه بالسؤال إلى فتاة في العشرينيات من عمرها في إحدى لجان حدائق القبة بالقاهرة، وبادرتها بالقول "هل اطّلعتي على مسوّدة الدستور؟، وماذا تعرفين عن المادة 11؟"، الإجابة كانت صادمة، حيث أبلغتني بأنها تابعت النقاشات التي جرت على الفضائيات والصحف حول الدستور، ولكنها لا تعلم تفصيليًّا نصوص الدستور، ولا تعلم شيئًا عن المادة 11 من الدستور!
وفي نفس اللجنة توجّهت بنفس السؤال إلى سيدة في الخمسينيات من العمر، فكانت الإجابة "زهقنا يا بني، عاوزين حال البلد تتعدل وتستقر، كفاية دم وعنف"!
على باب اللجنة وجدت مجموعة من السيدات والفتيات يرددن أغنية "تسلم الأيادي" وسط هتافات الأطفال ومجموعة من المواطنين تصادف وجودهم أمام اللجنة، وهناك مَن يرفع العلم المصري، وهناك مَن يصفّق، وهناك مَن يرقص، والنساء تطلقن الزغاريد في مشهد يغلب عليه الفرح والسعادة وكأنه عُرس لفتاتهم أو ابنهم البكر، فالكل يغني ويهتف ويردّد من أجل مصر، وبالطبع صور الفريق أول عبد الفتاح السيسي تتصدر المشهد، حيث رفعها مئات من المواطنين في مختلف اللجان والشوارع!
تركت هذه اللجنة وذهبت إلى لجنة أخرى بشبرا، وبسؤال عدد من السيدات والفتيات، والإجابات لم تتغيّر، ونص المادة 11 غير معروف، وليست هذه المادة فحسب، بل أغلبية المواد غير معروفة، بينما الكل يتفق أن نزولهن للاستفتاء من أجل الاستقرار وإنهاء حكم الإخوان نهائيا، ومحاكمة الجماعة الإرهابية عن جرائمها في حق الشعب المصري، والاقتناع بتوافق رجال السياسية والقانون والأزهر والكنيسة والفنانين حول الدستور كما تنقله الفضائيات، والتأكيد أن هذا الدستور أفضل من دستور الإخوان.
المشهد الأكثر دهشة هو حمل كثير من الفتيات والسيدات صورة السيسي أما إحدى اللجان في الزيتون، استوقفني المنظر وبدأت في متابعته في إطار رصدي ليومي الاستفتاء، ووجدت نقاشا مفتوحا حول شخصية السيسي، الأولى تسأل: كيف يتعامل هذا الرجل مع زوجته؟ والأخرى تردد: ربنا يبارك فيه حمى البلد من الإخوان، والثالثة تردد: لو جاء شخص مثل السيسي لقبلته عريسا على الفور، بينما رددت الرابعة: لو عرض عليّ السيسي الزواج فهو عريسي، فأنا لن أقبل بعريس بغير مواصفات السيسي!
تركت اللجنة وعدت إلى عملي لمتابعة زملائي ومتابعتهم ورصدهم للاستفتاء، فوجدتهم غارقين في متابعة التقارير الحقوقية والفضائيات حول متابعة الاستفتاء ورصد الانتهاكات والخروقات التي أثرت على الاستفتاء، ولكني تركت كل هذا وذاك وجلست وحيدا مع فنجان القهوة أتساءل:
ما مصير هذا البلد بعد الاستفتاء؟!

ما زلت أفكر...!!