السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

تعرف على مراحل التحنيط والدفن عند القدماء المصريين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بحث المشاركون في الحلقة النقاشية "التعريف بالتاريخ المصري" عقيدة البعث والخلود لدى المصريين القدماء، واختراع فن التحنيط.

وأدار المرشد السياحي أحمد الجابري، عضو نقابة المرشدين السياحيين بالجيزة وشمال الصعيد ضمن فعاليات سفينة الشباب بحضور نحو 24 دولة عربية وإفريقية.

وقال المشاركون: إن فن التحنيط، أحد الأسرار الذي اختص به فئة من المصريون القدماء، وبالأخص الطبقة العليا من الكهنة، ولم يبقي سرا فقط للمصريين لان كان هناك الكثير من الباحثين عن السر، الذين وجدوا أدلة عليه في القبور، مثل أدوات وعقاقير تستخدم في التحنيط.

وأضافوا أنه رغم تقدم فن التحنيط إلا أن طرق التحنيط الجيدة من الدرجة الأولى والثانية، أصبحت تخص فقط الملوك والأمراء والأغنياء، ولكن المصريين فئه الشعب العادي فلم تحنط جثثهم بهذه الطرق بسبب تكاليفها الباهظة فلجأوا لاختراع طريقة ثالثة للتحنيط رخيصة الثمن لهم لكنها لم تحافظ على سلامة الجثة مدة طويلة.

وكان التحنيط في الدولة القديمة يمر بمراحل عديدة وصعبة فيتم عن طريق تفريغ البطن ثم وضع التوابل الخاصة بالتحنيط كالنطرون، والقار، وشمع النحل، ونباتات مخصصة لذلك، والملح بكميات هائلة، والراتينج ثم يلف الجسد بالكتان.

واختلف الأمر في الدولة الوسطى، لان التحنيط كانت تكلفته باهظة الثمن، حيث يقوموا باستخدام نوع من الصموغ باهظ التكلفة وذات الرائحة والتوابل والراتنج وبإزالة المخ والأعضاء الداخلية ثم ينقع في مادة النطرون لمدة 70 يوما، وحاولوا حفظ الجسد بدون فتحه عن طريق حقن الجثة بزيت خشب الأرز ومادة التربنتين، لتأتي مرحلة غسل المتوفي وتنظيفه من أي روائح، وذلك من خلال وضعه في حوض خاص بالغسل ويعتمد على مناظر مقبرة جحوتي حتب بالبرشا (القرن 20 ق.م)،الهدف من الغسل بالماء وملح النطرون أي أنه يساعد على البعث والولادة، وبعدها يقوموا بنزع المخ من خلال العظمة المصفية بالرأس أو من فتحة خلف العنق، يستخدم المحنط آلة نحاسية طويلة ويحشرها داخل جمجمة المتوفي ويحرك الطرف الآخر الموجود خارج الجسد ويقوم بقطعه قطع صغيرة ليخرجها من فتحتي الأنف، وعند الانتهاء من تفريغ الجمجمة من النسيج يقوم بوضع سائل مستخرج من أشجار الصنوبر من خلال إدخاله عن طريق الأنف.

وتكتمل مرحلة التحنيط بإخراج "أعضاء الجسد سريعة التحلل الداخلي "القلب والرئتين والمعدة والأمعاء والكبد والكليتين"، عن طريق عمل فتحة في أيسر البطن، ويضع هذه الأعضاء في ملح النطرون، ويتم وضع زيت الأرز ولفها كاملة بالكتان ويضعها في الأواني الخاصة بذلك "الآنية الكانوبية"، وثم يقوم بإرجاع القلب والكليتين في جسد المتوفي لأن القلب له دور في العالم الآخر كوضع النيات والعقاب على نيته وعلى أفعاله.

يضع مواد التحنيط وهي مواد حشو تبقى للابد ومنها ملح النطرون، نشارة الخشب، المر والقرفة، لفافات كتانية مغموسة بالراتنج الصمغي، البصل، ومواد حشو داخل الجلد، وهي تعطي الجسد ملامحه عندما كان حيا لتستطيع الروح التعرف عليه، توضع في الطبقة الوسطى من البشرة هي الأدمة ومن هذه المواد: الطين، الكتان، الرمال، نشارة الخشب، زبدة وصودا، هذه المواد توضع من خلال فتحات في الذراعين والساقين والظهر، ثم يلقي المحنط كميات كبيرة من ملح النطرون على جسد الميت لمدة 40 يوما لتخليص الجسم من وزن الجسد وهو الماء، والتخلص أيضا من الأطعمة التي تناولها المتوفي في هذه المرحلة يتم وضع المتوفي على سرير حجري مائل وفي أعلى سطح السرير توجد قناة تتجمع فيها المياه من الجسد ثم تتجمع في حوض أسفل السرير، بعد انتهاء مدة التجفيف يقوم المحنط بإزالة ملح النطرون واستخراج مواد الحشو المؤقتة.

ويصل إلى مرحلة التكفين الأخيرة فبعد وضع صبغ الوجه ووضع الباروكات والصنادل والحلي يقوم الكاهن بعد ذلك بلف الجسد أسبوعين بالكفن ويصاحب كل لفة قراءته لتعويذة وتهدف هذه المرحلة إلى توفير حماية إضافية للجسد لمنع التحلل، ويلون الكفن باللون الأحمر وتنتهي خطوات التحنيط بوضع القناع على وجه المتوفي ومن ثم يقوم المشرف على قراءة التعاويذ من كتاب الموتى ودفن الجسد المحنط.