الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أم المصريين "صفية زغلول".. عطاء من أجل الوطن

صفية زغلول
صفية زغلول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هي صفية مصطفى فهمي وكفى، زوجة سعد باشا زغلول، لُقبت بـ"أم المصريين" إثر مشاركتها في المظاهرات النسائية إبان ثورة 1919، كان لها دور بارز في الحياة السياسية المصرية، ولدت صفية لعائلة أرستقراطية، والدها هو مصطفى فهمي باشا والذي يُعد من أوائل رؤساء وزراء مصر منذ أن عُرف نظام الوزارة بمصر في أوائل القرن التاسع عشر.
صفية مصطفى فهمي والتي لقبت باسم صفية زغلول ولدت عام 1878 وتوفيت في 12 يناير 1946 تاركة وراءها حياة غير تقليدية للفتاة المصرية والزوجة المخلصة المؤمنة بزوجها؛ هي حرم سعد زغلول أحد أكبر وأقوى زعماء مصر وقائدة ثورة 1919 في مصر.
"صفية زغلول" أطلق عليها الجميع لقب "أم المصريين" وذلك لعطائها المتدفق من أجل قضية الوطن العربي والمصري خاصة، حيث خرجت على رأس المظاهرات النسائية من أجل المطالبة بالاستقلال خلال ثورة 1919، وقد حملت لواء الثورة عقب نفى زوجها الزعيم سعد زغلول إلى جزيرة سيشل، وساهمت بشكل مباشر وفعال في تحرير المرأة المصرية. 
بعد رحيل زوجها سعد زغلول، عاشت 20 عامًا لم تتخل فيها عن نشاطها الوطني لدرجة أن رئيس الوزراء وقتها "إسماعيل باشا صدقي" وجّه لها إنذارًا بأن تتوقف عن العمل السياسي إلا أنها لم تتوقف عن العمل الوطني رغم هذه المحاولات.
وكان لـ"صفية زغلول" دور هام في الحياة الاجتماعية والسياسية وخاصة إبان ثورة 1919 الشهيرة، وكانت إحدى السيدات المثقفات في هذا العصر والتي لقبت فيما بعد بلقب أم المصريين، مع العلم أن صفية زغلول لم تنجب من سعد، ربما أراد المصريون الذين أحبوا سعد وصفية أن يعوضوها عن تلك المسألة والمهمة لها كأنثى بأن لقبوها بلقب أم المصريين، وهو اللقب الذي كانت تعتز به كثيرًا.
في حياتها معه يخوض سعد زغلول الشاب المصري وصفية معارك في مواجهة الإنجليز، أسفرت عن رصيد هائل من الشعارات والتنديدات، وإنجاز آخر مهم هو تتويج السيدة صفية أمًا لكل المصريين بعدما أقصى الإنجليز زوجها خارج البلاد، فأصدرت "أم المصريين" بيانًا تمت قراءته على المظاهرات الكبرى التي أحاطت بـ"بيت الأمة"(بيت سعد وصفية) وجاء في هذا البيان الذي قرأته سكرتيرة السيدة صفية: "إن كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة قد اعتقلت سعدًا ولسان سعد، فإن قرينته شريكة حياته السيدة صفية زغلول تُشهد الله والوطن على أن تضع نفسها في نفس المكان الذي وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن السيدة صفية في هذا الموقع تعتبر نفسها أمًا لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية".
وبعد أن ألقت سكرتيرة صفية زغلول هذا البيان على المتظاهرين هتف أحد قادة المظاهرة قائلًا: "تحيا أم المصريين"، ومن يومها أصبح لقب السيدة صفية زغلول هو "أم المصريين"، وبقي هذا اللقب مرتبطًا بها إلى الآن وبعد رحيلها في منتصف أربعينيات القرن الماضي، أي منذ ما يقرب من ستين سنة.