"مفيش صاحب يتصاحب".. كلمات جرت على لسان فرقة أغانى شعبية، وانتشرت كالنار فى الهشيم داخل المجتمع المصرى بكل أطيافه، حتى أضحت تشكل معنى الصداقة داخل العلاقات الاجتماعية، غير أن لحكماء العرب قولا آخر، يزن تلك العلاقة ببلاغة منقطعة النظير وبحكمة لم تعرف إلا منهم.
فعن سفيان بن عيينة "رحمه الله" قال: قال علقمة بن لَبِيد العُطَارِدي لابنه: "يا بني إذا نزغتك نفسك يومًا إلى صحبة الرجال، فاصحب من إن صحبته زانك، وإن تخففت إليه صانك، وإن نزلت بك نازلة حمل مؤنتك وقام بكفايتك، وإن قُلْتَ صَدَّقَ قولَك، وإن صُلت به شدد صولك، اصحب من إن مددت يدك بفضل مدها، وإن رأى منك حسنة عَدَّها، وإن بدت منك سيئة سدها، وإن سألته أعطاك، وإن سكتَّ عنه ابتداك، وإن نزلت بك إحداى الملمات آساك، اصحب مَنْ لايأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق.
