الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

كوريا الشمالية – أمريكا... تحد جديد ومواجهة عسكرية محتملة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كوريا الشمالية – الولايات المتحدة الأمريكية.. مواجهة جديدة بين طرفين طال بينهما الصراع والتهديدات والأزمات حتى ولو كانت تختفي حينًا وتظهر في أحيان أخرى.
فبعد أن وضعت كوريا الشمالية قواتها الصاروخية في حالة تأهب لمهاجمة القواعد العسكرية الأمريكية في كوريا الجنوبية والمحيط الهادئ، عقب قيام الولايات المتحدة باستعراض جوي للقوة في أجواء شبه الجزيرة الكورية.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية: إن زعيم البلاد “,”كيم جونج أون“,” أصدر أمرًا بعد اجتماع عقده مع كبار قادته العسكريين قال فيه: “,”إن الوقت قد حان لتصفية الحسابات مع الإمبرياليين الأمريكيين في ضوء الوضع الراهن“,”. “,” “,”
ورد الأمريكيون بإرسال اثنتين من قاذفاتهم النووية من طراز “,” B2 “,” للمشاركة في تدريبات في كوريا الجنوبية، وذلك ردًّا على سلسلة من التهديدات الكورية الشمالية، وكانت الطائرتان وهما من طراز “,”الشبح“,” التي تتفادى الرادار قد انطلقتا من قاعدة في ولاية ميزوري الأمريكية للمشاركة في التدريب ثم عادتا إلى قاعدتهما للبرهنة على قدرة أمريكا على تنفيذ الضربات الدقيقة على مدى بعيد حسبما صرح به الجيش الأمريكي.
وكان وزير الدفاع الأمريكي “,”تشاك هيجال“,” قال في وقت سابق للصحفيين في البنتاجون بواشنطن : “,”على الكوريين الشماليين أن يفهموا أن ما يفعلونه خطير جدًّا“,”. “,” “,”
هذه التهديدات والتحديات أشعلت الموقف ووضعت العالم أمام مواجهة عسكرية محتملة بين الطرفين بما تشمله من تأثيرات على منطقة شبه الجزيرة الكورية ومنطقة الشرق الأوسط.
خبراء في الشأن الدولي أكدوا أنه في كل الأحوال فإن كوريا ستخرج من هذه المواجهة مستفيدة ومحققة لأهداف كثيرة، أهمها اعتراف أمريكا بها كقوة نووية في المنطقة.
قال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية : إنه لا ينكر أحد أن بين كوريا الشمالية وأمريكا علاقات متوترة بعد كثير من الصراعات والمواقف الدولية والتهديدات التي كانت على الملأ، مشيرًا إلى أن التهديد باستخدام السلاح أيًّا كان نوعه بين البلدين يؤكد أننا ما زلنا نعيش في زمن الحرب الباردة عندما كانت تقف روسيا وراء كوريا الشمالية، وتقف أمريكا وراء كوريا الجنوبية. “,” “,”
وأضاف اللاوندي أن هناك احتمالًا كبيرًا لوقوع مواجهات عسكرية بين البلدين، لافتًا إلى أنها إذا حدثت ستكون في إطار كلاسيكي ولن تكون نووية، معللًا ذلك بأن الطرفين يعرفان جيدًا أن الحرب النووية يخسر فيها الطرفان ولا يوجد فيها منتصر ولا مهزوم.
وأشار اللاوندي إلى أن تلك المواجهة المحتملة ستؤثر على المنطقة بأسرها، خاصة الدول التي تمتلك علاقات مع الطرفين، مضيفًا أن كلتا الدولتين لا تريدان خسارة علاقاتهما بحلفائهما، منوهًا إلى أن كوريا الشمالية لا تريد الخضوع لأمريكا، والتي تعتبر نفسها أكبر دولة في العالم، ولا يجوز أن تهددها دولة بحجم كوريا، خاصة في ظل الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه، وفي ظل شعب يرفع شعار وجبة واحدة في اليوم.
ونوه اللاوندي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تستهدف كوريا الشمالية منذ زمن طويل، مستشهدًا بما قالته أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عندما وجهت اللوم لجورج بوش بسبب اهتمامه بالعراق وإهماله للملف الكوري.
وأوضح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن هذا الصراع سيدوم وسيستمر، لافتًا إلى أن الدول الإسلامية لن تتأثر به كثيرًا بسبب اعتمادها على بدائل أخرى مثل باكستان وإيران.
وقال الدكتور محمد فرحات، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية : إن ما يحدث بين أمريكا وكوريا الشمالية حلقة من سلسلة من أزمة كبيرة حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، لافتًا إلى أن ما حدث يعد تطورًا في إدارة كوريا للصراع مع أمريكا، منوهًا إلى أن أهداف كوريا من هذه التهديدات أهداف سياسية يأتي في مقدمتها إجبار أمريكا على الاعتراف بكوريا الشمالية كقوة نووية، معللًا ذلك بأن التهديد كان مباشرًا للولايات المتحدة الأمريكية وليس لكوريا الجنوبية.
وأضاف فرحات أن هناك أهدافًا أخرى لكوريا منها إجبار أمريكا على الاختيار بين الاعتراف بكوريا ومن ثم نقل ملفها النووي من منطقة الحظر أو إذا عاد الطرفان إلى فكرة المحادثات السداسية يتم هيكلتها من جديد.
وأضاف فرحات أن الصدام العسكري مستبعد تمامًا، معللًا ذلك بأن هناك طرفًا آخر يضبط أداء كوريا وهو الصين التي تلعب دورًا مزدوجًا، بحيث تترك كوريا تؤكد قوتها، وفي نفس الوقت تنسق معها بشأن عدم البدء بأي أعمال عسكرية تجر المنطقة إلى حروب، لافتًا إلى أنه من الناحية الأخرى فإن الولايات المتحدة تُدرك هذا جيدًا، ولن تبدأ هي الأخرى بأي عمل؛ لأنها لا تضمن ردود أفعال المنطقة حسب قوله.
وأوضح فرحات إلى أن تأثيرات حدوث المواجهة العسكرية بين الطرفين ستكون واضحة جدًّا في منطقة شمال شرق آسيا وشبه الجزيرة الكورية حتى في حالة حدوث هذا الصدام؛ حيث ستخرج كوريا بمكاسب ضخمة في كل الأحوال حتى لو لم تعترف بها أمريكا كقوة نووية، فقد أثبتت للجميع أنها قوة في المنطقة.
وأكد فرحات أن ما يحدث بين كوريا الشمالية وأمريكا يصب في النهاية لصالح التوازن الإستراتيجي الموجود في المنطقة، خاصة بين الصين وكوريا من ناحية وأمريكا وحلفائها من ناحية أخرى، لافتًا إلى أنه بالنسبة للشرق الأوسط فستكون الرسالة واضحة لإيران بوجود حالة جديدة لاختراق الحظر النووي في العالم، مشيرًا إلى أن هذا محفز جديد لإيران على استكمال ملفها النووي.
ونوه الخبير بالشئون الدولية إلى أن صدامات كوريا وأمريكا لن تؤثر مباشرة على الدول الإسلامية أو التي وصل إلى حكمها الإسلاميون إلا إذا كانت هناك توجهات لكي تكون كوريا الشمالية نموذجًا لتلك الدول، لافتًا إلى أن هذا مرهون بأن تكون تلك الدول لديها هذا التوجه، مؤكدًا أن ذلك غير حادث بالفعل.