الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

المناهج الدراسية وقراءة الفنجان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إننا ندور في دائرة مفرغة وكل عام ينتشي جهابذة الوزارة والتربيون، لوضع مناهج سهلة لكنهم يقعوا في دائرة محكمة الغلق، ويبحث الطالب إلى فك طلاسم النظريات والمعادلات ربما يلجأ الطالب فيها إلى قراءة الفنجان وتحضير الجان وطرق طبخ الباذنجان.وربما يلجأ بعض المدرسين لشرحها بسرعة وتكون مدخلا لاستقبال الطلاب في منزله أو في السنترأو المركز. 
إن الكتب الدراسية تعج بمناهج ما أنزل الله بها من سلطان تصب في النهاية لخدمة أصحاب الكتب الخارجية والدروس الخصوصية وكأن وزارة التربية التعليم تهديهم ما لذ وما طاب على حساب الطلاب، فعندما تعلن الوزارة أو تختار أكاديمي لوضع منهجا فإذا به يتمطى ويتثنى ويتفوه ويرخي سدوله فيأتي بأصعب المناهج والدروس التي لا فائدة منها ولا تخدم الطالب في حياته مطلقا، فما فائدة طالب في محافظات القناة أن يدرس الزراعة وفن زراعة الطماطم أما كان أولى به أن يدرس الصناعات التي تقوم على الصيد كي يبدع فيها وتكون مشروعا له، ناهيك عن باقي المواد التي تدرس بالرقص وبالموسيقى وعلى كل لون يا بتستا.
فالحيلة على فهم المناهج هي القضية الأساسية التي تخنق الأسر المصرية وتحمل عليها أصرا بما لا تطيق كما أنها تتبلور في الشد والجذب فكلما ضاقت المناهج كسر فك حلقاتها عنوة بالدروس ويصبح هم ولي الأمر نجاح ابنه فقط دون أن يفهم شيئا فتصب المعلومات فيه صبا فور خروجه من الاختبار فتعود ريمه لعادتها القديمة ويظل يبحث في الصيف على درس خصوصي ليحشو رأسه بها. 
أما الطامة الكبرى هي قضية تطوير التعليم التي لم تضف شيئا حتى وإن حملت معاني كثيرة مفيدة لم تجد المقتنعين فيطير هدفها سربا في أدراج الرياح وكأنهم يحاربون الريح، فمهما وضعنا من نظريات لا بد من منهج يفهمه الطالب ينمى فيه الإبداع فما أحوجنا لوجود مخترعين ومبدعين لا حافظين فقط .
إن أسلوب التلقين في المدارس يخلق نوعا من الحفظة والكسالى فمهما وضعنا الطلاب في أشكال دائرية ومستطيلة إلا المدرس فيها يعتمد على أسلوب التلقين لا الإبداع فهل سأل المدرس تلاميذه يوما ماذا أنأ أخطأت في الدرس ؟ حتى ينمى لديهم منطق النقد والتعلم بالعيوب. فقد فقدنا نشاط المسرح والموسيقى والشعر والرواية والاختراعات حتى المعامل سكنها العنكبوت، وانشغلت الوزارة بالحضور والانصراف لا التحصيل ففي سنغافورا ألغيت الاختبارات العقيمة فكيف لمدرس أن يختبر طالبا متفوقا لديه طول العام وهو يعد له اختبارات أما نحن إذا غاب الطالب في الاختبارات النهائية فيرسب رغم أنه متفوق طول العالم كم نتكلف من الأوراق واللجان والإعداد للاختبارات والسفر كم استفدنا من البعثات التي تقدمها الوزارة للمدرسين في الخارج وكم هم يصطدمون بالواقع المرير.
إن الحل بسيط جدا لكن لو امتلكنا القدرة على ذلك هي وضع مناهج سهلة واختبارات دورية دون الانشغال بقضية الدروس الخصوصية وغيرها وإغلاق المراكز فهي ستغلق من نفسها إذا عالجنا المرض واستأصلنا جذوره ،واتخذنا الطرق الحديثة الشيقة في العرض على السبورة هنا يكون التعليم راق ومفيد حتى ولو كثر عدد الطلاب فلا يلجأ الطالب إلى الرقص كي يفهم درسا ولا نلقي بشماعة تزايد الأعداد في الفصول ففي مراكز الدروس الخصوصية تدرس نفس المناهج والأعداد بالمئات إذن الحل في أيدينا فماذا نحن فاعلون ؟