الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يا شهداء "الروضة".. طوبى لكم وسلام عليكم "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس فى مصر ساذج واحد يقبل أن يصدق أن عصابات الترويع والإرهاب لا تنهل من المدرسة الإسرائيلية التى ابتكرت هذا المنهج وعرفناه فى مصر بقصف جوى لأبوزعبل والمصانع، وعملية بحر البقر فى قرى الشرقية التى كان الشهداء فيها الأرواح البريئة من الأطفال، وأجريت بعد ذلك عليها عمليات تنقيح وصلت إلى بيوت الله فى الكنيسة ثم المسجد وبلغت البجاحة قمتها حينما أسندت هذه الأفعال إلى سلطات الدولة لتغطية عجزها فى معالجة مشاكلها وهو المنهج الذى سارت عليه دولة القناة التى أعلنت الدول الأربع المتحالفة لمكافحة الإرهاب عن قائمتها الثالثة بإضافة الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى يرأسه يوسف القرضاوى الذى وقف بكل فخر بين يدى أردوغان يقول له: «إن الله وملائكته ورسله يساندونك فى رسالتك» وهذا المجلس (مساع) مؤسسة مدعومة من النظام القطرى ومقره الدوحة.
هذه الأمور كلها بالقطع وأكثر منها أمام القيادة المصرية ورائدها فى التحرك هو بناء جسور الثقة مع الأشقاء لتطابق الظروف على المستوى القيادى وأعتقد أن السلطان قابوس سعيد سلطان عمان، بما عرف عنه من نزاهة وحكمة متزنة فقد انضم إلى التحالف الإسلامى الذى ينعقد وزراء دفاعه فى الرياض لوضع استراتيجية محاربة الإرهاب، إذن القضية متشعبة ومتشابكة لكنها غير مسبوقة ومع ذلك فهى لاتستعصى على الحل ومن الصعب تحديد روشتة جاهزة لكن المشاركة الشعبية مطلوبة، فهناك يدور فى الأذهان تشكيل حرس وطنى متطوع أو تأهيل الدفاع المدنى وهى أمور نرى أنها مطروحة على ساحة البحث، أما أبناء مصر فى العريش فإن الإعلام فى حالة استرخاء مهنى فهو يصور أبناء العريش بأنهم مجموعة من البدو بصورة حقيقية لهم ونسوا أن من بينهم أحد أبطال أكتوبر الفريق أول فؤاد ذكرى قائد القوات البحرية، واللواء طلعت شراب مدير المخابرات الحربية الأسبق، ورجال القضاء ورموز الإعلام المصرى فى مقدمتهم حلمى البلك، والنائب مصطفى قويدر نائب سيناء والإسكندرية، والمرأة الشجاعة التى مثلت سيناء تحت القبة «سهير جلبانة» وبنفس القدر المهندسة نعمة يادم، نائبة مطروح التى تعرف دبيب النحلة فى الصحراء الغربية.
هذه نماذج لا تلقى اهتمامًا من الإعلام، وهناك من تعامل معهم من رجال الأمن بكفاءتهم المتميزة ووضع صيغة للتعايش مع القبائل وهو اللواء عدلى فايد، فهذه إيجابيات، أما سلبيات الإعلام فى معالجة هذه الأحداث فتخرجه من أى تصنيف ويكفى أن أول من أذاع خبر الجريمة كان محمد الخالدي، خريج الأزهر والمقيم فى غزة على الهواء ونقله عنه العالم.
لكن الذى يدعو للأسف هو التعليقات السطحية الساذجة من المحسوبين على أنهم خبراء إستراتيجيون لدرجة أن أحدهم حينما سئل عن رأيه فى خطاب الرئيس السيسى أجاب وبدون تفكير على الهواء، كان الرئيس مبارك ولم يستدرك وواصل حديثه النمطى الممل الذى لايقنع طفلًا صغيرًا.
إننى أتمنى أن يستعيد الإعلام المصرى ريادته وثقتى أن الأخ مكرم محمد أحمد يبذل قصارى الجهد فى هذا الاتجاه حتى يتطهر الإعلام المصرى الذى يحتاج فعلًا «إلى محللين.. ولا يحتاج إلى متحللين»