السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

"الحمدين" و"الإخوان".. تبادل مصالح لتخريب المنطقة "ملف"

اغتيال النائب العام
اغتيال النائب العام هشام بركات-أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استغلال الربيع العربى لفرض الجماعة الإرهابية على شعوب المنطقة
تقديم مليارات الدولارات لضمان سيطرة «الجماعة» على السلطة.. وسحب الودائع من مصر عقب 30 يونيو 
منذ عقود، تسعى قطر إلى أن تصبح عاصمة «الإخوان» فى العالم؛ حيث المقر الرئيس والناطق الرسمى والزعيم الروحي، إذ تشير الدول الخليجية المجاورة لقطر إلى وجود علاقات وطيدة تجمع مشايخ الإمارة النفطية بجماعة الإخوان، تحولت إلى عطف خاص على رموزها فى مختلف البلدان العربية، خاصة بعد الربيع العربي، وراهنت الدوحة على الإطاحة بالعديد من الحكومات العربية، آملة أن تحل محلها مجموعات الإسلام السياسى الأكثر تنظيمًا من بقية الكيانات المعارضة الضعيفة وغير السياسية.
وتطور دور قطر فى رعاية تنظيم الإخوان من الاحتضان الصامت، إلى محاولة تبادل المصالح، خصوصًا مع وصول الإخوان إلى الحكم مصر إبان ثورة ٢٥ يناير، حيث اتجهت قطر نحو توظيف إمكانياتها اللوجستية لدعم تيار الإخوان، بهدف إيصاله إلى سدة الحكم، عبر استثمار أو ركوب موجة ربيع الاحتجاجات؛ مما سهل عليها تقديم غطاء سياسى ومالى وإعلامى للإخوان، بذريعة الحصول على دور مؤثر فى سياستها الإقليمية.
ولعبت قطر أيضا بورقة الاقتصاد، وسحبت ودائعها وقروضها ومعوناتها من مصر، عقب ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، بعدما كانت تغدق على الإخوان الأموال فى محاولة مفضوحة للسيطرة على مقدرات الدولة المصرية، وأوقفت الدوحة كل المساعدات، فيما جعلت من العمليات الإرهابية وسيلة أخرى لاستنزاف الاقتصاد المصري.
وقالت صحيفة «World Tribune» الأمريكية، عن رغبة القيادات الإخوانية فى الهروب لقطر، إن قطر أصبحت ملاذا آمنا لأعضاء وقيادات الإخوان الذين هربوا من مصر بعد عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي، إذ هرب العشرات من القيادات وأقاموا بها فى منازل خاصة وتمنحهم قطر دخلًا شهريًا، بجانب دعمها المالى لمن يقومون بالمظاهرات والاحتجاجات فى مصر ضد النظام. ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين العرب أن قطر ترحب كثيرًا بنشطاء الإخوان، لكنها تطلب منهم فى الوقت الحالى الابتعاد قليلا عن الأضواء.
ولم تكتف قطر بإيواء أعضاء جماعة الإخوان الهاربين من مصر، بل عملت على إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط المصريين، وزعمت عبر قناة «الجزيرة» القطرية، وجود مضايقات للأقباط فى مصر، كما استغلت تنظيم داعش شمال شرق البلاد، الذى تموله، فى استهداف المسيحيين بسيناء، كذلك استغلت قطر حوادث التفجير بكنائس مصر، لبث حالة من الرعب، وخلق حالة من الإحباط فى الشارع المصري. وبحسب متخصصين فى شئون الجماعات الإسلامية، فإن جميع التنظيمات الإرهابية فى مصر بل والعالم، خرجت من عباءة الإخوان، وإن الخيوط جميعها قادت وما تزال تقود إلى الإخوان وأتباعهم، فى عملية الاغتيال للنائب العام، هشام بركات، ومحاولة اغتيال مفتى الجمهورية الأسبق، الشيخ على جمعة، كما أن محمد البلتاجى أحد قادة الجماعة الإرهابية قالها بوضوح، «إن ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى يعود فيها المعزول مرسى إلى منصبه». 
وأضافوا، أن قطر قدمت مليارات الدولارات لضمان سيطرة جماعة الإخوان فى مصر على المشهد، وأنها لم تكتف بذلك، بل سرعان ما تورطت فى دعم متطرفين وجماعات تكفيرية وإرهابية فى مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن، لتتحول تلك التنظيمات من مجرد تنظيمات مسلحة إلى وحوش تكاد تفتك بشعوب المنطقة. وحسب المراقبين، فإن حجم التمويل القطرى المبدئى للإرهاب بلغ نحو ٦٥ مليار دولار منذ عام ٢٠١٠ حتى ٢٠١٥، وهو مبلغ هائل، كان كفيلا بإضافة مدارس ومستشفيات وخدمات للمواطن القطري، كما كان يمكن أن يغير واقع دول وحياة شعوب عربية فقيرة، لو أحسن استغلاله بدلا من توجيهه لدعم التنظيمات الإرهابية.