كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" تعهد لرئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بأنه سيصد المساعي الرامية لعقد مؤتمر دولي لنزع الأسلحة النووية من الشرق الأوسط، وذلك خلال زيارة "نتنياهو" لموسكو قبل شهر.
وأوضحت الصحيفة أن "نتنياهو" لم يغادر موسكو خال الوفاض بعد أن فشل في مساعيه فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وبعد أن ظن أنه يمكنه اقناع "بوتين" بعدم دعم اتفاق "جينيف".
وأضافت أن مسألة عدم نزع الأسلحة النووية من الشرق الأوسط تحمل أهمية استراتيجية لإسرائيل، وروسيا ذات تأثير كبير على هذا الأمر.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "نتنياهو" استطاع الحصول على ضمانات أمنية بعيدة المدي من الرئيس الروسي، والتي من شأنها أن تحافظ على القدرات الاستراتيجية العسكرية لإسرائيل. وذلك بعد أن أوضح "نتنياهو" للرئيس الروسي أن عقد مثل هذا المؤتمر سيمس بمصالح إسرائيل الحيوية، مشيرا إلى أنه لن يكون من الممكن عقد المؤتمر لبحث القدرات النووية الاسرائيلية والمراقبة الدولية إلا بعد تحقيق السلام في المنطقة.
ومن جانبه تعهد "بوتين" بعدم اتخاذ أي خطوة من شأنها المساس بإسرائيل، وقال إن موسكو ستقف إلى جانب إسرائيل، وهذا رغم الحلف القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة، والتي تعتبر الخصم اللدود لروسيا.
وأشارت "معاريف" إلى أن مؤتمر نزع أسلحة الدمار الشامل من المنطقة دعا إليه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عام 2010، وكان من المزمع عقده نهاية العام الماضي إلا أنه تم إرجاؤه نظرا للضغوط الإسرائيلية.
وقالت إن "بوتين" فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن روسيا ستعترض أي جهود رامية لعقد هذا المؤتمر، وأكد أن موسكو لن تقوم بشيء يضر إسرائيل.
ورأت الصحيفة أن تصريحات "بوتين" كانت مفاجئة نظرًا لأنه قبل أربعة أشهر قال إنه يجب على إسرائيل تفكيك أسلحتها النووية.
وأوضحت الصحيفة أن التغير في الموقف الروسي جاء بسبب التقارب بين إيران والولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة حول برنامجها النووي، ورفضت إيران لقاء الرئيس الروسي، بالرغم من تقدمه مرتين بطلب للقاء الرئيس الإيراني "حسن روحاني" بعد نجاحه في انتخابات الرئاسة إلا أن "روحاني" رفض، خاصة أن موسكو سعت لإفشال المحادثات السرية بين طهران وواشنطن.
وأضافت: "بعد الاتفاق المبدئي بين الغرب وطهران حول برنامجها النووي، استشعر "بوتين" بأنه يفقد نفوذه في إيران، وقرر أن يشكل ضغوطا على طهران التي تضع آمالا على هذا المؤتمر من أجل تفكيك السلاح النووي الإسرائيلي والضغط على تل أبيب.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الرئيس الروسي قال إنه "سيصد" وليس "سيوقف"، أي أن روسيا ستبطئ الجهود بشكل كبير ولن تمنعها بشكل قاطع.
