نجاح أي برنامج حواري سواء كان في الراديو أو التليفزيون يتوقف على عدد من العوامل أساسها مثلث بثلاثة أضلاع، غياب أو عدم توفيق أي ضلع منهم يؤثر بقدر في هذا النجاح.. الضلع الأول هو الاختيار الموفق لموضوع الحوار والإعداد الجيد له، والثاني هو مذيع متمكن من أدواته يعي قيمة الرسالة الإعلامية ويدرك قواعد العمل المهنية والأخلاقية، الضلع الثالث هو التوفيق في اختيار الضيف المناسب لموضوع الحلقة.. هذا المثلث هو روشتة النجاح الأساسية يضاف إليه عوامل أخرى تزيد من تألق البرنامج مثل الإخراج والإضاءة والديكور .. إلخ .
ضيف البرنامج عامل أساسي في نجاحه ويجب الاهتمام به من طاقم الإعداد والمذيعين قبل وأثناء وبعد الانتهاء من البرنامج .. هذا الاهتمام يدل على احترام الضيف الذي يقتطع من وقته ساعات طوال كي يحل ضيفًا في برنامج رغبة منه ومن القناة أن يقول ما لديه.. هذا الاهتمام والاحترام يتم ترجمته عمليًا بمنحه الفرصة كاملة في الحديث وعدم مقاطعته رغبة من المذيع في الاستحواذ على الكاميرا والظهور الدائم وإثبات الذات! الأساس هو الضيف الذي ينتظر المشاهد الاستماع إلى آرائه ومعلوماته! احترام الضيف يعني عدم تجريحه أو إهانته أو التعامل غير اللائق معه سواء بالكلمات أو تعبيرات الوجه واليدين لمجرد الاختلاف معه في الرأي! الضيف هنا هو ضيف المشاهد ويمثل جمهور المشاهدين وأي مشاهد يجلس أمام الشاشة يضع نفسه تلقائيا مكان الضيف.. هل يتحمل أي إهانة أو تصرف غير لائق؟! احترام الضيف هو احترام لجمهور المشاهدين، هو احترام المذيع لذاته وأدواته وتعبير عن مهنيته وأخلاقياته في العمل، هو احترام للقناة التي يعمل بها.
ما يحدث في بعض البرامج الحوارية على الفضائيات أمر يحتاج إلى التوقف وإعادة النظر والمحاسبة.. لننظر ماذا يحدث حين يحل شخص ما ضيفًا لبرنامج، يقابله أحدهم قد يكون فردًا من الإعداد ويتركه في حجرة الانتظار لمدة قد تطول إلى أن يحين موعد الهواء أو التسجيل ليدخل إلى الاستديو ليقابل المذيع وجهًا لوجه لأول مرة دون أي حديث أو حوار مسبق يذيب أي توتر ويؤدي إلى راحة أكبر في التعامل أثناء الحوار تنعكس إيجابًا على ثرائه! نشاهد أيضًا الكثير من المقاطعة غير المبررة والحصيلة في النهاية استحواذ المذيع على معظم وقت الحوار ولا يتبقى للضيف إلا القليل لعرض أفكاره بشكل غير متواصل أو متسلسل نظرًا للمقاطعة المستمرة! نشاهد من البعض أيضًا اعتراضا متكررًا علي ما يقوله الضيف يصل إلى حد التجريح أو الإهانة وقد يصل تضخم الذات إلى حد إنهاء الحلقة اعتراضًا على ما يقوله الضيف؟! وقد يذكر البعض أن المذيع يتعرض أحيانًا لاستفزاز من الضيف كما أن هناك بعض الضيوف لا يحترمون قواعد الحوار ولا يتقبلون آراء ضيوف آخرين بالحلقة وقد يصل الأمر بهم إلى السباب والشتائم لبعضهم البعض أو التراشق بالمياه أو الكراسي كما شاهدنا في بعض الحلقات، وهي أحداث مؤسفة بكل تأكيد، لكنها مؤشر لسوء اختيار ضيوف الحلقة المناسبين وهذه مسئولية الأعداد، كما يشترك في المسئولية المذيع الذي يجب أن يمتلك أدواته وأن يكون لديه القدرة علي إدارة الحوار والتحكم في مجرياته واستيعاب أي خلافات في الرأي بين الضيوف وألا يقوم بمزيد من التسخين حتى يصل الأمر للسباب والتشابك رغبة منه في مزيد من كثافة المشاهدة وحديث قد يطول عن الواقعة ؟!
هذا بعض من الأخلاقيات والقواعد المهنية التي يجب أن يلتزم بها طاقم العمل في أي برنامج حواري حتي لا نرى خروجا وخرقا مسيئا لأبجديات العمل الإعلامي وسفها أخلاقيا يدخل كل بيت بلا استئذان!
مرة أخرى .. احترام الضيف هو احترام للمشاهد .. احترام لذات المذيع وأدواته ومهنيته وأخلاقياته.. احترام للقناة ذاتها!
شيء من الاحترام يا سادة لعقل ووجدان المشاهد مطلوب؟!