الفرحة والسعادة التي غمرت أرجاء الشارع المصري في كل شبر من أرض الوطن لوصول مصر وتأهلها لكأس العالم تعني شيئا واحدا هو حب هذا الوطن .. الانتماء لهذا الوطن .. رغم كل صعوبات ومشاكل الحياة وضغوطها اليومية فالكل يعشق هذا الوطن .. لقطة واحدة قبل نهاية المباراة لشاب مصري يبكي حين تعادل فريق الكونغو واحتمال ضياع الفرصة عبرت عن مشاعر وأحاسيس كل من كان يشاهد المباراة .. شاب يبكي لأنه يتمني رفعة هذا الوطن ووجوده في محفل عالمي هو كأس العالم .. لا يريد هزيمة أو انكسارا للوطن حتي في مجال الرياضة .. هذا الشعب الذي يحمل كل هذا الحب وكل هذا الانتماء، والذي غالبا ما يظهر جليا في المواقف الصعبة التي تمر بها مصر يستحق الفرصة .. يستحق السعادة التي غابت عنه لسنوات .. يستحق حياة أفضل .. هذا العشق وهذا الانتماء وهذا التكاتف والتلاحم وتحدي الصعاب يجب استثماره لبناء هذا الوطن ..
كلمة وطن هي أرض ومكان تسكن كيان المواطن المصري .. عائلة، أخوة، أصدقاء، مدرسة، جامعة، شارع، طفولة، شباب، مشاركة، احتفالات، دموع وآهات، ذكريات .. كلمة وطن هي حياة كاملة بكل معانيها تتجسد في بشر يعشق ترابه .. الجندي الذي يحمل سلاحه ويضحي بروحه فداء لأمن وسلامة الوطن .. رجل الشرطة الذي يسهر لحماية أمن الشارع المصري .. العامل في مصنعه .. الفلاح في أرضه .. الأستاذ في مدرسته أو جامعته .. المرأة في عملها أو منزلها لإعداد أجيال .. الطالب في مقعد دراسته .. نماذج لمن يعمل بحب رغم الصعاب .. نماذج تتحدي اليأس وتأمل في الحياة .. تأمل في رفعة هذا الوطن ..
احتفالات الشارع المصري صورة للانتماء والحب والعشق يجب أن تعكسها وسائل الإعلام وتركز عليها لنعي وندرك جميعا أننا قادرون على تحدي اليأس والعبور للأمل .. العبور لحياة أفضل يستحقها المواطن المصري ..
استثمار هذه الطاقات في مكانها المناسب والصحيح، واستثمار هذا الحب والانتماء للبناء والعمل ، ووجود رؤية واضحة وتخطيط سليم مفاتيح لغد أفضل بإذن الله ..