الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت..سيادة الرئيس.. أنت ظالم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

العدل طريق وحيد لا يعرف انحناءات.. ميزان الحق يكيل بنفس المكيال.. وسيادة القانون تعني سيادته على الجميع بدون تفرقة أو تحيز أو محاباة.
كان رسولنا الكريم يقول: «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»، لكن من يدّعون الحكم بالإسلام لا يراعون في مصر عدلاً ولا حقًّا ولا قانونًا. يُشهرون القانون في وجه خصومهم، ويعلقون العمل به مع أنصارهم.
في أحداث “,”الجبل“,” الأخيرة تحرك النائب العام وجهات التحقيق في طريق واحد، هو استدعاء النشطاء المناوئين للإخوان، وتصيّد تعليقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي؛ للتدليل على تحريضهم على العنف. ونسوا -أو تناسوا- مسلسل السحل والقتل والإرهاب الذي يعيشه المصريون منذ اعتلى محمد مرسي سدة الحكم.
لقد كان من أعجب العجائب أن يُستدعى أحمد دومة لمحاسبته على رد الفعل، ولا يُستدعى من أسال دمه قبلها بأيام، وصفع الناشطة ميرفت موسى، لسؤاله عن الفعل. وكان من الغريب أن يتم طلب نوارة نجم لاستجوابها بشأن التحريض على العنف على صفحتها، ولا يتم الاقتراب من اسم عبد الرحمن عز، الإرهابي الشاب، الذي حرّض على حصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وحرق مقر حزب الوفد، والاعتداء على جريدة الوطن.
إن ذلك يذكرني بقول الشاعر أحمد مطر:
“,”أتريدون من العصفور، أن يشهر للصياد سيف الزقزقة؟..
أتريدون من المطعون، أن يعرب عن صرخته بالموسقة؟..
أتريدون من المعدوم أن يرفق الحبل.. لكي لا تتأذى المشنقة؟!“,”.
أي عدل ينشده الرئيس محمد مرسي، وهو يهدد وينفعل ويخرج عن آداب الحوار؛ غضبًا لما جرى لأعضاء الإخوان من اعتداءات؟!.. ولا يحرك ساكنًا، ولا تعلو وجهه حمرة الخجل، ولا تهتز له شعرة عندما يقتل محمد الجندي تعذيبًا، ويُغتال الحسيني أبو ضيف غدرًا، ويُسحل حمادة صابر احتقارًا!
أي دولة يتحدث عنها هذا الرجل وهو ظالم لنفسه، ولشعبه، ولدينه؟! أي قانون يدعو إليه سيادته، وجماعته أول من تدوس القانون بأحذية وغرور قادتها؟! أي عدل ينشد ورئيس الطب الشرعي يستقيل خوفًا من قتله وذبح أفراد أسرته؛ لأنه لا يقبل أن يبيع ضميره للسلطة؟! أي نهضة يطلبها الرئيس مرسي، والظلم هو عنوان دولته؟!
إن الله يقيم الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة.. كما يقول العز بن عبد السلام.
إنني لا أتردد أن أقولها له بكل صدق: أنت ظالم ولو لبست رداء عمر بن عبد العزيز.. أنت ظالم ولو أدعيت زهد الحسن البصري.. أنت ظالم ولو كررت أحاديث الصالحين والأولياء.. أنت ظالم ولو صليت فجرًا وعصرًا.. أنت ظالم.. وأخشى أن تكون ممن عنتهم الآيات الكريمة: ﴿قُلْ هَلْ ننبئكم بالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُون صُنْعًا﴾.. والله أعلم.
[email protected]