لم تفكر "سماح" يوما أنها أم، من صفاتها الحنية والاحتواء، فهى عمود الأسرة ورمز الأمان بالنسبة لكل فرد فيها، ولكن قد يختفي كل هذا في لحظة غضب، عندما يسيطر الشيطان على عقلها ويدفعها إلى التصرف بجنون في بعض المواقف التي تحدث داخل المنزل، لتستيقظ في النهاية علي جريمة قد لا تتوقع ارتكابها، وتفقد خلالها أحد أفراد أسرتها.
هذا ما حدث داخل منطقة دار السلام، فقد تخلصت ربة منزل من نجلتها " نورا" التي تبلغ من العمر 17 عامًا، وأوهمت الجميع بأن الفتاة انتحرت، وصدقها الكثير حتى أنها أقنعت رجال الأمن بروايتها، واعتقدت أنها نجحت في إخفاء ملامح الجريمة.
لكن يشاء القدر أن ينكشف كل شىء بعد مرور ما يقرب من 6 أشهر على مقتل الفتاة، وظهر ذلك عندما تسلمت نيابة حوادث غرب القاهرة، تقرير الطب الشرعى للضحية، والذى كشف عن مفاجأة قلبت القضية رأسا على عقب، بعد أن أثبت التقرير فقدان الفتاة لعذريتها، ووجود آثار معاشرة جنسية كاملة لها، لذلك قررت النيابة فتح التحقيق مرة أخرى، واستمعت إلى شهادة ابنة خالتها، باعتبارها الصديقة المقربة لها، والتي أكدت أن الواقعة لم تكن انتحارًا، سمعت خالتها وهى تتمتم بكلمات "هى اللى جنت على نفسها"، وقد اتصلت بشقيق الفتاة وطلبت منه أن يحضر لنقل الجثة لمنزل جدتها بمنشأة ناصر.
وبعدها سمعت بخبر وفاة الفتاة وانتحارها، وعلى الفور طلبت النيابة هاتف المجني عليها، وعثرت على عدد من الرسائل مسجلة باسم فتاة، "يرحج أنه شاب منتحل صفة فتاة"، يتواصل مع الضحية، وهناك مجموعة من الرسائل الغرامية بينهما، والتى يعترف فيها بفعلته، ويطالبها أن تسامحه، بسبب لحظة ضعف.
تم استدعاء الأم، والتى انهارت فور مواجهتها بما توصلت إليه التحريات، واعترفت بأنها لاحظت أن نجلتها مريضة وحالتها النفسية سيئة، وعندما حاولت معرفة السبب أخبرتها بأنها أقامت علاقة مع شاب أفقدها عذريتها.
لم تتمالك الأم أعصابها، وانهالت على ابنتها بالضرب، وأمسكت برأسها ورطمتها بالحائط حتى سقطت جثة هامدة.
