بعد فوز الكويت بمقعد غير دائم في مجلس الأمن لمدة سنتين تبدأ في الأول من يناير العام المقبل، وذلك عقب حصولها اليوم الجمعة، على 188 صوتًا من أصل 192 صوتًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تعهد وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح في مؤتمر صحافي بتحمل بلاده مسئولية التوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمات التي تعيشها المنطقة.
وشدد الحمد الصباح على تطلع بلاده لإجراء حوار مع إيران على أساس القوانين الدولية لحل الأزمة بينها وبين دول الخليج، في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة وإنهاء الصراعات.
كما أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم، أن انتخاب الكويت عضوا غير دائم في مجلس الأمن يعكس المكانة الدبلوماسية المرموقة للبلاد، معتبرًا أن "الصوت العاقل والناضج" للسياسة الخارجية الكويتية يعد إضافة إيجابية على مجلس الأمن".
وأوضح الغانم في تصريح صحفي له، أنه "بعد حوالي أربعين عامًا تعود الكويت إلى مجلس الأمن كصوت عربي ناضج وخبير، وكشريك دولي عرف بسياساته الداعية إلى الاعتدال والتوافق، وكلاعب دبلوماسي مؤيد بقوة لسياسات إحلال السلم والأمن الدوليين في كل مناطق الصراع في العالم".
وشدد على ثقته بنجاح الكويت، ممثلة بوزارة الخارجية ومندوبية الكويت الدائمة لدى الأمم المتحدة، في عكس صورة السياسة الخارجية الكويتية المتزنة التي رسم ملامحها تاريخيا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قبل أكثر من 60 عامًا.
وأعرب عن أمله في أن تسهم البلاد وشركائها الدوليين في تخفيف حدة التوتر في مناطق التصدع السياسي والمسلح في العالم والوصول إلى حلول سياسية دائمة ونهائية للعديد من الصراعات المزمنة إقليميًا ودوليًا.
وخلال حملة ترشح الكويت، قامت البلاد بالتركيز على أجندتها التي شملت سياسات متوازنة وواقعية للتعامل مع قضايا مجلس الأمن، وتنوي الكويت استثمار علاقاتها مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، خاصة دول الشرق الأوسط بهدف العمل على تعزيز أمن واستقرار المنطقة، وهذا يأتي ضمن مبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة ومواد القانون الدولي.
وتتطلع الكويت لتمثيل المجموعات السياسية والإقليمية التي تنتمي إليها، وذلك عبر علاقاتها الدبلوماسية والصديقة مع دول العالم، بهدف نقل اهتمامات وطموح تلك المجموعات من أجل المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والعالمي.
كما تعهدت البلاد بلعب دور حيوي وفعال في عملية صناعة وتنفيد قرارات مجلس الأمن، خاصة المتعلقة بجهود إنهاء الصراعات في المنطقة.
وتهدف الكويت أيضًا إلى تحفيز دور مجلس الأمن في الجهود الرامية إلى منع وقوع الصراعات عبر استثمار إمكانيات وقدرات الأمم المتحدة في مجال "الدبلوماسية الوقائية" ومن خلال التعامل بكفاءة وسرعة مع جميع الأزمات التي تهدد الأمن والسلام الدوليين.
وعقب إعلان البلاد ترشحها لمقعد غير دائم في مجلس الأمن في عام 2011، صادقت مجموعة "آسيا باسيفيك" في عام 2016 بشكل رسمي على ترشحها وكذلك مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقد سبق للكويت التي أصبحت عضوة في الأمم المتحدة عام 1963، الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن مرة واحدة خلال فترة 1978 و1979.
ويتعين حصول الدولة المترشحة للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الحصول على ثلثي أصوات الأعضاء بما يعادل 129 صوتًا على الأقل من أجل الفوز بالمقعد.
