الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

لوجان يكتب شهادة وفاة وولفرين للأبد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ بداية عرض فيلم الأكشن والخيال العلمي لوجان في الثالث من مارس الماضي، ويسيطر بقوة علي إيرادات البوكس أوفيس العالمية، فقد أغلق الفيلم ليلة الأحد الماضي علي إجمالي إيرادات بلغت 247.3 مليون دولار علي المستوي العالمي، بإجمالي إيرادات داخل الولايات المتحدة الأمريكية بلغت 88.3 مليون دولار، وبلغت الإبرادات في دور العرض العالمية 159 مليون دولار، وقد ذكرت شركة فوكس الترفيهية الجهة المنتجة للفيلم، أن هذه الإيرادات كانت غير متوقعة مع بداية طرح الفيلم للسينمات، ويعتبر لوجان ثالث أفضل افتتاحية فيلم في تاريخ فوكس بعد جَنيه هذه الإيرادات الضخمة في أول أسبوع فقط.
ويعود النجم العالمي هيو جاكمان بشخصية المستذئب ذو المخالب الحديدية (لوجان) مرة أخرى، والتي قدمها تسع مرات سابقاَ، ولكن من الملفت للنظر هو ظهور شخصية لوجان في هذا الفيلم بشكل مختلف، فأحداث القصة هنا تدور في العام 2029، وقد تقلصت بشدة أعداد المتحولين، وأستطاع لوجان خلال الفترة الماضية من حسم بعض الأمور وتقرير مصيره، فنراه وقد سلم نفسه لشرب الخمر وذلك بعد أن تضاءلت نسب شفائه، وأصبح يعمل سائق تاكسي في المدينة التي يقطن بها، ويعتني أيضا في منزله بأستاذه القديم إكزافيير والذي وجد منزل لوجان مخبأ جيداَ بعيداَ عن أعين مطارديه.
وخلال الأحداث يأتي شخص ما لـ لوجان ويطلب منه أن يُقل قتاة صغيرة تدعي لورا للحدود الكندية، فيرفض لوجان هذه المهمة في البداية، ولكنه يتراجع عن قراره في وقت لاحق بعد أن يكتشف أن هذه الفتاة متحولة مثلها كمثله تماماَ، وأنها تمتلك قدرات قتالية غير عادية، فهي تعمل لدي منظمة كبري تقوم بملاحقة وتتبع الشخصيات الشريرة والفاسدة، ويقبل أخيراَ لوجان بمساعدتها في الوصول إلي ملاذها الأًمن بعدما علم أيضا أن الحمض النووي للفتاة مطابقاَ لحمضه، وذلك الأمر يعلم لوجان جيداَ ما يعنيه فهو سيضطر عاجلاَ أو أجلاَ في مساعدة الفتاة بقوته الخارقة، والتي يحاول أن يخفيها بعيداَ عن أعين الناس، خاصة وأنه قد أعتزل هذا العمل وقرر الأعتماد علي نفسه ويعيش كأي بشر طبيعي، ولوجان في هذا الفيلم نراه قد وصل لمراحله الأخيرة من الشيخوخه، ويكافح من أجل الحياة والعيش بكرامه، ففي الواقع هو ليس لديه ما يخسره أو يخشاه لمساعدة لورا في رحلتها، وبهذا تزداد المخاطر والصعوبات علي كاهله كلما أقترب من المحافظة علي حياة لورا، وهو ما كلفه حياته في نهاية الفيلم في مشهد أكثر من مؤثر، طوي به مخرج العمل جايمس مانجولد صفحة هذه الشخصية والتي ظلت ترافقنا طيلة 17 عاماَ في السينما.
ولعل أبرز مقومات نجاح هذا العمل السينمائي والذي وصفه بعض النقاد، بأنه ثورة علي عالم الشخصيات الخارقة، فقد نجح مانجولد في مزج قصص الخيال العلمي والأساطير المشوقة في كتب الكوميك بالحياة في الغرب الامريكي وصحاري تكساس، وأنزل شخصية لوجان من برجها العاجي لتحاكي ما يقوم به البشر العاديون، وأستطاع إلي حد كبير أن يمزج ما بين خصائص الشخصية البشرية والشخصية الخيالية، فكما ذكرنا سابقاَ لوجان يظهر في هذا الجزء مُثقل ومُحمل بملامح الشيخوخه والتعب وأصبح يناضل للعيش، وعلي الرغم أيضا من دموية ووحشية القصة، إلا أنها تحمل في طياتها الكثير من المشاعر الأنسانية المثيرة للعواطف، ووصلت هذه اللحظات لأوجها في مساعدة لوجان للفتاة لورا، بل والأكثر من ذلك وهو التضحية بحياته مقابل حياتها، وسلط مانجولد الضوء أيضا علي سيطرة بعض القوي المتمثلة في المؤسسات الكبري، والتي تعمل بدورها علي دهس البشر دون إكتراث لكونهم أو حياتهم، ونجح كذلك من تحسين صورة لوجان عند المراهقين من مجرد ألة قتل مجردة من أي مشاعر وأحاسيس إنسانية، إلي بشري يمتلك العديد من العواطف، فمشكلة لوجان في الفيلم أنه لا يريد أن يعود لحياة القتل والعنف مرة أخري، فهو أراد أن يعيش بمعزل عن الحياة الدموية، ولكن ما أن دخلت لورا حياته أصابه ذلك بالتوتر خلال لحظات عدة في الفيلم جعلته يعيد التفكير مرة أخري، ولكن ما أن وجد خياراته نفذت، أستدعاه الشعور الأنساني لمساعدتها، فمحور القصة هنا ليست المخاطر التي تهدد العالم والبشرية، بل هي في الواقع مخاطر شخصية، فأصبح لوجان وصديقه إكزافيير يكافحان من الحق في الوجود وإنقاذ الفتاة من أيدي هذه الشركات الفاسدة، وذلك بعد أن جردهم العالم من قوتهم ومن الأمل في رؤيته سالماَ، فتحولت المعركة من هذا الجيل إلي جيل جديد يكافح هو الأخر من أجل البقاء.
كما أستطاع مانجولد أيضا أن يركز علي بعض القضايا الموجودة في الغرب الامريكي خلال الفيلم، كمشكلة الهجرة، وأستغلال الشركات، وأرتفاع الرأسمالية المتوحشة مرة أخري، والتي يرمز لها مانجولد في صعود الرئيس ترامب لكرسي الحكم.
فأصبح لوجان خلال أحداث هذه الملحمة الأخيرة أن يكون بطلاَ في أعين الجميع، ليس مجرد شخص متعطش للدماء فقط ويعيش دون هدف، فعلي الرغم أن الفيلم كتب شهادة وفاة وولفرين، إلا أنه فتح الباب لدخول شخصيات أخري جديدة تقود هذه المسيرة، في إشارة للفتاة لورا والتي من المفترض أن يكون لها دوراَ هاماَ في المستقبل، لذا حمل هذا الجزء الكثير من الأهمية لأنه لم يعتمد علي ما سبقه من أحداث، ولكنه أثبت أنه من الممكن خلق أحداث جديدة من واقع ما يعيشه البشر، وربطه بمصير شخصيات القصص الخيالية.