عقدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ندوة بعنوان: "عام على حرب غزة وتحديات صناعة السلام"، وذلك بمناسبة مرور عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ناقشت تطورات الأزمة واتساع دائرة الصراع في المنطقة.
وفي كلمته خلال الندوة، أكد اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن بمجلس الشيوخ، أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تم انتخابه لست مرات منذ عام ١٩٩٤، وأن الحكومة الأخيرة تضم فى تشكيلها عددا من الأحزاب الدينية اليمينية المتشددة.
وأضاف أن بنيامين نتنياهو تعهد بثلاث أولويات فى بداية حكومته، وهي: تحقيق الأمن الداخلي فى إسرائيل والقضاء على البرنامج النووي الإيراني، وتحقيق مزيد من التواصل ما بين وسط إسرائيل وأطرافها، وإلى الآن لم تتحقق أي من تلك الأولويات.
وقال إن تلك الحكومة هى الأكثر تشددا فى تاريخ إسرائيل منذ توليها لأنها تنتهج نهج نزع الأمن والاستقرار فى المنطقة، وأن إرادة إسرائيل لوقف إطلاق النار لن يتحقق فى ظل هذه الحكومة المتطرفة.
فيما أشار الدكتور ضياء رشوان، الكاتب الصحفي ونقيب الصحفيين الأسبق، إلى أن الإعلام لعب دور فى منتهى الأهمية في أزمة الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن دولة الاحتلال الإسرائيلي تمثل الآن أمام محكمة العدل الدولية، ورئيسها ووزير دفاعها أمام المحكمة الدولية، هذه الأمور لن تأتى فقط من السياسة، ولكن الإعلام فى العالم يقود كثيراً السياسة.
وقال رشوان، إن الإعلام الدولي بدأ يبتعد عن الرواية الإسرائيلية بشأن ما يحدث في غزة، والإعلام لعب دورًا في المعركة الدولية، مشيرا إلى أن الإعلام هو الذي يقود السياسة وليس العكس، "وما حدث في الجامعات الأمريكية من تظاهرات داعمة لفلسطين سيتكرر، ولولا الإعلام لما عرف عنه أحد شيئا"، ودور الإعلام أدى للضغط على صانع القرار الغربي.
وأكد أن ما صنعه ٧ أكتوبر هو استكمال للسادس من أكتوبر، فقد أسقط ٦ أكتوبر أسطورة الجيش الذى لا يقهر ودولة الردع، و٧ أكتوبر أسقط فكرة أنها الدولة التى تستطيع أن تأمن على نفسها وأصبحت دولة ترانزيت تترنح وأظهرت حقيقة الدولة الإسرائيلية.
من جانبه أكد العميد دكتور طارق العكاري المتخصص في الاقتصاد العسكري، أن الاقتصاد الإسرائيلي قبل الحرب على غزة كان اقتصادا قوياً ويصنف رقم ١٣ على العالم، ومتوسط دخل الفرد كان أعلى من دول أوربية، ولكن فى الوضع الحالى انخفض التصنيف ٣ مرات.
وأشار إلى أن من وجهة نظره، إسرائيل ليست بدولة على المستوى الاقتصادي لأنها الولاية رقم ٥٥ للولايات المتحدة الأمريكية ولا على مستوى احترامها للمواثيق الدولية.
وأكد أن إسرائيل تعاني من الضغط الاقتصادي بسبب الحرب، والرد على إيران من الأمور المكلفة جدًا التي لن تتمكن إسرائيل من تحملها، مشيرًا إلى أن مؤسسة إسرائيل للتنمية تصدر سندات مثل الحكومة، وأخذت ما يقرب من 27 مليار دولار من البنوك والهيئات للحفاظ على استمرارية الحرب.
فيما، قال النائب طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن اختيار تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين إقامة ندوة عن فلسطين أثناء إعلانها وضع الاستراتيجية الجديدة، يؤكد على وجوديتها داخل كل مصرى.
وأضاف الخولى: فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب قمنا بلقاء عدد من الدول ومنها الداعمة لإسرائيل، وطرحنا سؤالاً "لو تصورنا أن هناك دولة فلسطينية هل كان كل هذا سيحدث؟ بالطبع لا ، ولذلك الحل العادل هو إقامة دولة فلسطينية والتى يجب أن يطالب بها كل الأطراف، خاصة أن إسرائيل فى وضع حرج وأن تحقيق نظرية الأمن الإسرائيلي لن يحقق بالقوة.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الدول التي تراجعت عن دعم إسرائيل علنا واتجهت لدعمها في الخفاء، رغم أن كثير من هذه الدول كانت تدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا، موضحاً أن العديد من الدول التي لديها حق الفيتو بدأت في التراجع عن أي قرارات داعمة لإسرائيل، وهناك حرج أمريكي بشأن التعامل مع ملف حرب غزة.
وأضاف أن مصر تحركت من أجل فلسطين وأدخلت المساعدات وخاضت جهود دبلوماسية لدعمها، وتدخلت كوسيط في مبادرات وقف إطلاق النار وهو ما جعلها محل اهتمام العالم، وأكد أن البرلمان المصري استقبل العديد من وفود الدول الأجنبية الداعمة لفلسطين لمناقشة وقف استمرارية الدعم لدولة الاحتلال، لافتا إلى أن إسرائيل خسرت الكثير من شعبيتها العالمية وأصبحت في وضح حرج أمام العالم، وفشلت في تحقيق نظرية الأمن بالقوة، وستدفع ثمن مجازرها على مدار السنوات المقبلة بعد أن خلقت العديد من المناهضين لها.
من جانبه، أكد المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أنه فى تلك الفترة كان رئيس الحملة الانتخابية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان شاهدا على دور الهيئة العامة للاستعلامات ولقاءاتها المستمرة مع الإعلاميين والمراسلين الأجانب.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي كانت مواقفه واضحة من اللحظة الأولى، ومصر دولة جوار ولها كلمة مسموعة.
من جانبه، قدم الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة الشكر لتنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وتقدم بالتهنئة على إطلاق الاستراتيجية الجديدة للتنسيقية، مؤكداً أن التنسيقية بذلت جهودا ولعبت أدوارا وطنية كثيرة في مختلف المجالات، مهنئا التنسيقية باستراتيجيتها الجديدة، وقدم التحية للقيادة السياسية الحكيمة والقوات المسلحة المصرية وشباب مصر.
وقال الوزير: أكتوبر شهر الانتصارات والأمل على مدار 51 عاما، ونحن نحتفل بقوة ورصانة جيشنا المصري، وحكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيراً إلى أن اصطفاف القوات المسلحة والاستعراضات العسكرية، تعطي رسائل أمل وطمأنة للداخل، ورسائل رد وحسم للمجتمع الدولي، تفيد بأن مصر قادرة وستظل على حماية أمنها القومي، مؤكداً أن الدولة المصرية قدمت الدعم للقضية الفلسطينية بمختلف أنواعه.
أدار الحوار خلال الندوة أدا جاد عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وشارك فى الندوة اللواء أركان حرب أيمن عبدالمحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي رئيس الهيئة البرلمانية لحزب حماة الوطن بمجلس الشيوخ، والدكتور ضياء رشوان، الكاتب الصحفي ونقيب الصحفيين الأسبق، والعميد دكتور طارق العكاري المتخصص في الاقتصاد العسكري، والنائب طارق الخولي وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
كما حضر الندوة المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وكوكبة من الشخصيات العامة والإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف وممثلي الأحزاب السياسية.