السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رئيس للإيجار

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعلم العقلاء أن هناك أشياء تؤجّر، وأحياناً تباع وتشترى، وأن هناك أشياء يصعب تأجيرها أو عرضها للبيع والشراء، فيمكن أن تؤجّر سيارة أو شقة أو قارب أو حتى طائرة لمن يقدر على دفع إيجارها والبعض من غير القادرين، وخاصة الأطفال في الأحياء الشعبية، كانوا يؤجّرون "البسكلتة"، ويكون الإيجار أحيانا بالعام أو الشهر أو الأسبوع أو اليوم أو حتى بالساعة، ولكننا لم نسمع أبداً عن تأجير رئيس دولة، أو عن إعلان يطلب رئيساً للإيجار، إلا من جانب جماعة الإخوان المحظورة والقائمين على أمرها الآن، بعد سقوطها من حكم مصر وعزل رئيسها أو مندوبها الرئاسي بثورة 30 يونيو، فأصابها الجنون وسيطرت عليها الهلاوس العقلية، كما قال أحد المنشقين عن الجماعة، وهو الباحث السياسي سامح عيد.
ولأن جماعة الإخوان دائماً صاحبة افتكاسات غريبة علينا، فقد أطلقت مؤخّراً - عبر بعض فلولها ومنهم المحامي محمد الدماطي - بدعة لم نسمع عنها من قبل، ولن نسمع عنها من بعد، ألا وهي السماح بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم لمدة ساعة، يفوّض من خلالها سلطاته لرئيس وزراء، ثمّ يستقيل من منصبه وتنتهي مهمّته، أو بمعنى آخر، تنتهي مدة إيجار المعزول لمدة ساعة.
فلأول مرّة في العمل السياسي نسمع عن طرح رئيس للإيجار لمدة ساعة، رغم أن أصحاب هذا الطرح يعلمون أن هذا الرئيس كان مؤجراً لصالح الجماعة على كرسي الحكم في مصر ليس لمدة ساعة، بل استمر لمدة 365 يوماً بنهارها ولياليها السوداء على الشعب المصري، حتى أسقطه الشعب وأنهى مدة إيجاره الرئاسي، ففلول الإخوان - ومنهم الدماطي - الذين يعيشون داخل الهرم الكهنوتي، يحتاجون إلى أطباء نفسيين لعلاجهم من الأمراض العقلية التي سيطرت عليهم بعد زوال الحكم، وإنهاء مدة إيجار الرئيس الإخواني، وفسخ عقد الإيجار قبل انتهاء مدّته بإرادة شعبية، لأن الإخوان وقّعوا عقداً آخر مع المعزول، بأن يظل مؤجّراً لهم لمدة 4 سنوات، ففكرة عودة المعزول لمدة ساعة هي بدعة إخوانية، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، ولكنهم على استعداد لدخول نار جهنم في الآخرة، بشرط أن ينعموا بجنة الدنيا الفانية، وينهبوا ثروات وأموال الشعب، ويقاتلوا من أجل عودة المعزول مؤجَّراً من جديد لمدة ساعة، وبالطبع لن تكون ساعة، بل ستكون ساعات وسنوات، ففكرة رئيس للإيجار هي بدعة إخوانية، بشرط أن يعلن الشعب شروطه للرئيس المؤجَّر، وهل يكون من أصحاب اللحى أم لا، وهل يكون من المطيعين للمرشد وعصابته أم لا، وهل يتلقّى التعليمات من مكتب الإرشاد، وهل يكون مسجّل خطر "سوابق"، وهرب من سجن وادي النطرون أم لا، وهل باع سيناء للإرهابيين أم لا.
بالتأكيد من حق الشعب أن يحدّد مواصفات الرئيس الذي سيؤجّره لمدة ساعة، لأن الشعب الذي ذاق المرارة والحسرة على مدار عام من هذا الرئيس وعصابته الإخوانية الإرهابية المحظورة، لا يمكن أن يسمح له مرة أخرى بالعودة من باب الإيجار، ولو لمدة ثانية واحدة وليس ساعة، ويبدو أن أصحاب هذه البدعة - وقائدهم المحامي الدماطي - مغرمون بفيلم إسماعيل يس الذي يقول فيه: "أنا عندي شعرة.. ساعة تروح وساعة تيجي"، ومن هنا كان اقتراحه بأن يعود المعزول لمدة ساعة، ولم يقل ساعتين أو ثلاث ساعات أو حتى لمدة 24 ساعة، لأن الشعب المصري سيذكره بقصة هذا الفيلم، وأغنية "ساعة تروح وساعة تيجي"، فبدعة الرئيس المؤجر لمدة ساعة يمكن أن تطرح في عام 3013، أي بعد ألف عام من الآن، ويكون لصاحبها "الدماطي" وأحفاده من بعده، حق الملكية الفكرية له، ويسجّل اسمه في متحف الرؤساء المؤجّرين، والذين تولّوا الحكم بالإيجار لمدة ساعة أو أكثر.
وربما تكون هذه التجارة في تأجير الرؤساء رابحة لمن يعمل بها، وخاصة من جماعة الإخوان، مثلما يربحون الآن من تجارة شركات الصرافة والسلاح والمخدرات وغيرها، ويتمّ تأسيس مكاتب وشركات إخوانية لتأجير الرؤساء، والإعلان عن مواصفات الرؤساء المطروحين للإيجار، وبدلاً من الانتخابات والصناديق وبطاقات المطابع الأميرية، يتم تسجيل الرؤساء المطروحين للإيجار في سجلات هذه الشركات الإخوانية، لتقديمها للشعوب لاختيار الرئيس المنتظر ومدة الإيجار، بشرط ألا يتحدّث عن الشرعية حتى لا يفقد زبائنه، مثلما فقد المعزول كرسي الحكم بعد 365 يوماً من الإيجار الأخواني له.