السبت 29 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ليلة الغد موعد حسم مذنب "آيسون" بالبقاء أو الفناء

مذنب آيسون
مذنب "آيسون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليلة الغد "الخميس" يعيش مذنب "آيسون" الذى يحلق حاليا في أقرب نقطة من مداره حول الشمس ليلة فارقة ، تحدد مصيره كمذنب القرن بالبقاء أوالفناء.
فإما أن يتفتت ويتبخر ويتلاشى بفعل الشمس أويصمد وتكتب له النجاة وفى الحالتين فإنه يمنح البشر مشهدا كونيا رائعا ينتظره العلماء ومحبو وهواة علم الفلك في جميع أنحاء العالم بصبر فارغ ، حيث يعد حدثا نادر الوقوع سيسدل الستار على عام متميز لعلماء الفلك الذي حفل بزيارة العديد من الأجرام السماوية لكوكب الارض.
ومذنب آيسون يفوق في لمعانه ضوء القمر، ويتوقع الفلكيون أن يكون أكثر المذنبات إشعاعا وألمعها رؤية في القرن الحادى والعشرين ، والسؤال الذى يشغلهم حاليا هو هل سيغرق آيسون فى الأعاصير الشمسية، أم سيتمكن من النجاة ليصبح جديرا بلقب "مذنب القرن ونجم عيد الميلاد في أعياد الكريسماس هذا العام" ؟.
وليلة الثامن والعشرون من شهر نوفمبر الجاري هي الموعد الذى حدده علماء الفلك لالتقاء مذنب "آيسون" الذي يسافر منذ مليون عام تقريبا مع الشمس ، إذ تصل سرعته إلى 3ر1 مليون كيلو متر فى الساعة ، ومع اقترابه من الشمس، يعيش إيسون معركته من أجل البقاء ، فإما أن تتسبب الحرارة الصادرة عن الشمس في ذوبان الجليد على سطح المذنب محدثه ذيولا براقة ومميزة وأجساما مضيئة ، وإذا نجح فى الحفاظ على هيكله عند مروره بالقرب من الشمس، عند النقطةالتى تعتبر فى القصوى لدورتها بالعديد من الانفجارات الشمسية، فإنه يخرج ضوءا قويا يمكن رؤيته طوال الشهر المقبل فى الجزء الشمالى من كوكب الأرض .
وقال الدكتور أشرف لطيف تادروس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن "مذنب (آيسون) الذى ينتظر علماء ومحبو وهواة علم الفلك فى مختلف أنحاء العالم ظهوره فى السماء بلونه الأخضر المائل للحمرة، سيصل إلى أقرب نقطة للشمس يوم غد الخميس فى حوالى الساعة الثامنة والنصف مساء ".
وأضاف، "إذا كتبت النجاة لمذنب (آيسون) وظل صامدا فإنه سوف يتراىء لسكان شمال نصف الكرة الأرضية حتى نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل ، إذ يتجه (آيسون) باتجاه النجم القطبى ويكون أقرب ما يمكن له (على مسافة درجتين تقريبا) يوم 7 يناير 2014، و عندما يمر كوكب الأرض بالقرب من مدار (أيسون) يومى 23 و14 يناير القادم سيمكن مشاهدة زخة شهابية لمخلفات (أيسون) فى المدار عند دخولها الغلاف الجوى للارض.
ومذنب (آيسون) يوجد بالقرب من النجم المسمى (سبيكا أوالسنبلة) الموجود فى برج العذراء، ويبلغ لمعانه القدر الرابع الذى يكاد يرى بالعين المجردة، بالرغم من وجود القمر فى السماء فجرا، والنجم (سبيكا) يعتبر دليلا على العثور على مذنب (آيسون) لأنه يقع فى مجال الرؤية للنظارة المعظمة التى يستخدمها الهواة فى البحث عن المذنب فى اتجاه الشرق قبل شروق الشمس.
وأكدت وكالة "ناسا"، أن المذنب "آيسون" الذي يتجه حاليا نحو الشمس قد يتعرض لضربة قوية من انبعاثات بلازما الشمس، الأمر الذي لن يلحق أي ضرر بجسم المذنب ولكنه يحرق ذيله ؛ ما سيسمح للعلماء بفهم تركيبة هذه الانبعاثات وتحديد معايير سحابة البلازما في نقطتين في آن واحد، وذلك لتشكيل تركيبة ثلاثية الأبعاد .
ولا يستبعد علماء الفلك احتمالية تدمير المذنب بسبب اقترابه من الشمس، أوأن يكون في وضع يمكن فيه مشاهدته من على الأرض أوائل شهر ديسمبر المقبل وفى نهاية العام سيحلق المذنب فوق الأرض على ارتفاع 64 مليون كيلومتر، وهي أقرب مسافة من الأرض.
وقال الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن العام الميلادي الحالي كان عاما مميزا لعلماء الفلك الذين نجحوا في رصد وتتبع الكثير من الظواهر الكونية وحركة المذنبات، حيث أصبح بإمكانهم استخدام الوسائل الحديثة في ترقب ورصد حركة المذنبات، بل توقع مواعيد زياراتهم بالمعادلات الرياضية وظهور مذنب "آيسون"، الذي سيمكن رؤيته بالنظارات المعظمة ، ظاهرة نادرة جدا تحدث مرة كل 10 ملايين عام .
ومصدر مذنب إيسون منطقة في النظام الشمسي تعرف باسم "سحابة أورت" تمتد من أعلى مدارات الكواكب إلى حدود المجموعة الشمسية، واكتشفه اثنان من هواة الفضاء - الروسي هم أرتيوم نوفيتشونك والبيلاروسي فيتالي نيفسكي، فى عام 2012.
وكان العلماء يعتقدون أن هذا المذنب قد يصبح الأكثر سطوعا في السنوات العشر الأخيرة، غير أن هذه التوقعات لم تتحقق حتى اليوم ، وأطلق فلكيون على المذنب الجديد اسم "آيسون "نسبة لاسم المنظومة التلسكوبية التى اكتشف فيها .
والمذنبات هى جسم كبير جدا وهائل الحجم, وأحيانا يفوق حجمها حجم الأرض بعشرات المرات , وتتكون من غازات متجمدة على هيئة ثلج وغبار وغازات متاينة .