السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

تركيا تكتوي بنار الإرهاب.. أردوغان رفض محاربة داعش.. والتنظيم يدعو عناصره لضرب السفارات.. وخبراء: تضارب المصالح خلف وراءه انقلابًا في العلاقات

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس بغريب أن يصدر من هنا أو هناك تقارير تكشف تعاون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع تنظيم داعش الارهابي، كما أنه ليس من الغريب أن يتحول هذا التعاون إلى عمليات إرهابية يتبادل بها الطرفان بعد الانقلابات التي شهدتها العلاقات المتبادلة.
فهذا الانقلاب ترجم على أرض الواقع بعد إعلان التهديدات التي أصدرها المتحدث الجديد للتنظيم، أبو حسن المهاجر، بضرب البعثات الدبلوماسية التركية في مختلف أنحاء العالم. قائلًا: "يا رجال التوحيد فلنبدأ حملتنا "داعش" سيستهدفون "مفاصل الحكومة التركية العلمانية في كل مكان.. الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية، بل كل سفارة وقنصلية تمثلها في بلدان العالم أجمع".
وبالتزامن مع هذه التهديدات، نشر موقع "ويكيليكس" 57934 رسالة تابعة لوزير الطاقة التركى وصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، بيرات آلبيراق، قال: إنها تثبت صلته بـ"داعش"، موضحًا أن جميع الرسائل المسربة تعود للفترة الزمنية الممتدة من أبريل العام 2000 وإلى 23 سبتمبر من العام 2016، قائلًا إن أغلبها تشكل مراسلات بين آلبيراق والسياسيين الأتراك ورجال الأعمال وأفراد عائلته، مؤكدًا أن "هذه الرسائل الإلكترونية تتضمن معلومات مفصلة بشأن صلات آلبيراق بمؤسسات مثل Powertrans، وهي الشركة التي تورطت في توريد النفط من تنظيم داعش".
وخلال الفترة الماضية شابت علاقة أنقرة وتنظيم داعش المتطرف الكثير من الغموض، خاصة بعد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق الملاصقة لتركيا، في حين توجيه الغرب اتهامات لأنقرة بصرف النظر عن المسلحين الذي يعبرون حدودها للالتحاق بصفوف داعش.


ففي سبتمبر 2014، رفضت الحكومة التركية الانضمام للتحالف الدولي الذي بدأ عملياته ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، وتذرعت بعدم المشاركة بوجود رهائنها في قنصلية الموصل في قبضة التنظيم المتطرف، ورغم الإفراج عن رهائنها، رفضت تركيا المشاركة في التحالف لضرب داعش سواء في سوريا أو العراق. وكانت تصريحات المسئولين الأتراك تشكك دومًا في حقيقة تنظيم داعش ومن يقف وراءه.
وبعد هذا الرفض تبادلت "أنقرة" الاتهامات مع الدول الغربية بشأن المسؤولية عن انضمام مئات الشباب القادم من الغرب لداعش في سوريا، فالغرب يتهم حكومة تركيا وأردوغان بغض الطرف عن عبورهم بسهولة إلى سوريا، وأنقرة تتهم الغرب بعدم التعاون الأمني معها. 
وبعد مرور عام كامل على رفض تركيا وضع يدها بتحالف الدولي، نشرت وزارة الدفاع الروسية صورًا تثبت تهريب النفط بكميات هائلة من مناطق سيطرة "داعش" في سوريا إلى تركيا، مقابل توريدات الأسلحة والذخيرة. وأوضحت أن عائدات "داعش" من الاتجار غير الشرعي بالنفط كانت 3 ملايين دولار يوميًا قبل بدء العملية العسكرية الروسية في سوريا منذ شهرين، لكنها تراجعت في الآونة الأخيرة إلى 1.5 مليون دولار.
كما أهمل الأمن التركي ملاحقة أفراد التنظيم المتطرف، ولم يخطر ببال المسئولين أن المقاتلين الأتراك في داعش قد يعودون ليشكلوا خطرًا على بلدهم، رغم التحذيرات التي أطلقتها المعارضة التركية. إلا أن تركيا استيقظت على الحقيقة مع تفجير سروج الانتحاري في أغسطس الماضي، الذي أودى بحياة أكثر من 30 شابًا كرديًا جنوب شرقي البلاد، رغم ذلك اعتبر تيار في السلطة أن التفجير استهدف الأكراد انتقامًا لكوباني ولم يستهدف تركيا، وأهمل الأمن التحقيق في الهجوم.


وتغير موقف تركيا من داعش فجأة، إذ انضمت للتحالف الدولي وفتحت له قواعدها العسكرية بحجة إطلاق داعشي النار على حرس الحدود وقتل جندي تركي، لكن أنقرة استغلت الأمر لتمرر هجماتها على حزب العمال الكردستاني، ولم ينل داعش من ضرباتها ضمن التحالف شيئا يذكر.
وعاود تنظيم داعش الكرة من جديد مستهدفا قلب تركيا وعاصمتها بتفجير انتحاري مزدوج قتل أكثر من 100 شخص، فبدا أنه لا بد من التحرك، لكنه جاء متأخرا. وأدرك الأمن التركي ثمن تأخره في مواجهة داعش عندما قتل رجلين منه في مداهمة خلية لداعش في ديار بكر الأسبوع الماضي، وكشف عن وجود 8 انتحاريين من داعش يتجولون اليوم في تركيا بحثا عن هدف جديد.
الدكتور بشير عبدالفتاح، خبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال: إن هذا التهديد دلالة على تضارب المصالح التي كانت تربط تركيا بالتنظيم، ويؤكد على أن "داعش" وضعت أسطنبول ضمن قوائم أعدائها، خاصة بعد الحرب الذي تقوده تركيا ضد التنظيم".
وأوضح عبدالفتاح، أن التنظيم قادر على ضرب أنقرة في اكثر من منطقة، سواء من خلال عمليات في الداخل خاصة في ظل وجود عناصر من التنظيم الإرهابي في اسطنبول، إضافة إلى اتخاذ التنظيم تركيا كمعبر وممر لعناصر "داعش" إلى سوريا، ومن ثم تساعد التنظيم في حربها في سوريا، ومنع استقرار المنطقة الآمنة التي أعلنتها تركيا في شرق سوريا، ويحاربون ضد القوات التركية التي توجد في سوريا.
بينما علق عادل بن محمد الحوالي، الباحث في العقيدة والمذاهب، قائلًا: إن "تصريح المتحدث الجديد باسم داعش حول شرعية قتال الأتراك يرسم ملامح المعركة القادمة للتنظيم بحيث تكون أنقرة في مرمى نيرانهم تمامًا كفعل الحوثي".