الأربعاء 03 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"مجنونة يا لحمة".. بـ 68 قرشًا في 1975.. مقابل 120 في 2016.. المراقبون: فوضى.. الجزارون: "مش بتاعتنا".. المواطنون: "لسانا دلدل من الشكوى".. والحكومة: "كاس ودايرعلى البلاد"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الجنون مستمر في سوق اللحمة، الغلاء ينهش "الأكيلة"، المصري على باب الحرمان، 68 قرشا فقط سعر كيلو العجالي عام 1975 مقابل 120 جنيه 2016 في الأقاليم، و140 جنيها في الأحياء الراقية بالمهندسي والزملك بالقاهرة.. ماذا يحدث ؟ ويرد مراقبون: "فوضى وغياب رقابة"، مع تبريرات من الجزارين وأن القضية ليست قضيتهم، في المقابل صراخ من المواطن قائلا:" تعبنا.. لسانا دلدل من الشكوى" فيما مستمرة الحكومة بالتصريح وحجج الاصلاح والغلا الداير على البلاد والعباد بدون تقديم مظلة اجتماعية لحمايتهم من وحش الغلاء. 
تاريخ أزمة اللحمة في مصر يقول: إن عام 1975 كانت القفزة الأولى للأسعار، حيث وصل سعر الكيلو لـ 68 قرشا، ثم قفزت مرة أخرى لتصل إلى جنيه فخرجت المظاهرات رافضة هذا الغلاء هاتفين ضد سيد مرعي رئيس مجلس الشعب "سيد بيه يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه"، لكن كان قرار السادات في ذلك الوقت صائبا، حيث أمر بحظر بيع أو ذبح اللحوم لمدة شهر كامل، وذلك لزيادة الثروة الحيوانية، وبالفعل تحقق الهدف من القرار وانخفضت أسعاره اللحوم إلى 80 قرشا.
نفس المشهد كرره حريم جاردن سيتي قبل سنوات، كان ذلك في عهد مبارك بالانقطاع عن شراء اللحم، قررن سيدات جارد سيتي مقاطعة اللحوم احتجاجا على غلاء أسعارها، ونجحت المبادرة، وتحركت الحكومة وقتها وانخفضت الاسعار. 
وقبل أيام خرجت مبادرات عبر الفيس بالمقاطعة للحوم لكن لم يلتفت أحد، رغم غلاء السلعة التى قفزت إلى 120 جنيه في الأقاليم، 140 في الأحياء الراقية بالقاهرة والاسكندرية. 
:هانم مسعود "ربة بيت" قالت: إن هناك مبالغة كبيرة من قبل تجار اللحوم الذين يقومون بيعها بأسعار باهظة دون رقابة عليهم من قبل المسئولين، موضحة أن الشعب يعاني من ارتفاع أسعار كل المواد الغذائية، وأنها حينما علمت بشأن مبادرة "بلاها لحمة يا جزارين" حاولت الامتناع عن شرائها ولكن أولادها لم يخضعوا لهذه الرغبة وطالبوها بإعادة شرائها، فاضطرت إلى العودة إلى شراء اللحمة بأسعارها المرتفعة مرة أخرى.

وذكرت بثينة منصور "موظفة"، أن ارتفاع أسعار اللحمة ظاهرة ليست بجديدة على الأسواق المصرية، فهى دائما في ارتفاع دون مراعاة لظروف الشعب، مضيفة أن ظهور حملات مقاطعة أمر لا بد تفعيله في ظل الغلاء المتزايد يوما بعد يوم، مؤكدة أنها من الممكن أن تشارك في هذه المبادرة أملا في التغير ولا بد من تفعيل هذه المبادرات على مستوى جميع السلع الغذائية قائلة "الأسعار بقت نار وأقل أكلة تتكلف 100 جنيه غير مصاريف البيت"، قائلة: " مفيش حل غير الامتناع عن أكلها".
فيما عبرت شعبة القصابين، عن استيائها من الحملات التى تنادي بالمقاطعة للحوم وصفتها بعديمة الفائدة، مؤكدة أن الشعب المصري عادة لا يستجيب للشائعات والمبادرات التي لا تؤتى ثمارها في النهاية، قائلة: "إلى مش عاوز يأكل لحمة هو حر خلى الناس متكولش".
وأكد هيثم عبدالباسط،، نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، أن ارتفاع أسعار اللحوم يرجع إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وقلة الإنتاج الحيواني في مصر، موضحا أن ارتفاع الأسعار من أجل الاستغلال مجرد شائعات لا صحة لها، موضحا أن تراجع شراء الأفراد للحمة يعود إلى انخفاض القوة الشرائية لديهم وليس له علاقة بهذه الحملات، قائلا: "إلى معاه فلوس ودخله عالي مش هيبطل أكل لحمة". 
وقال أن أعضاء الشعبة قدموا مذكرة لوزارة الزراعة بقائمة مطالب تتضمن حلولا سريعة وحلولا طويلة الأجل لأزمة ارتفاع أسعار اللحوم الدائرة، وأنهم حاليا ينتظرون رد الوزارة، وأضاف، أن قائمة مطالب الشعبة تتلخص في: ضرورة غلق المجازر ثلاثة أيام الأحد والاثنين والثلاثاء بحجة التنظيف بهدف تنظيم عملية الذبح الأبقار والأغنام لتجنب الذبح العشوائى وكذلك تنمية الثروة الحيوانية، دعم الأعلاف لصفار المربين، زيادة الرقعة الزراعية المزروعة بالذرة الصفراء والردة، فصل الهيئة العامة للخدمات البيطرية عن المحليات على أن هيئة مستقلة بذاتها وأن يقتصر دورها على الرقابة والتفتيش على اللحوم وتحديد وتطوير المجازر، إنشاء مجلس أعلى يضم الثرورة الحيوانية والسمكية على أن يكون دورها استشاريا لاشتراكهم فى الأعلاف المستخدمة، توفير الأمصال اللازمة للأبقار وزيادة عدد الأطباء البيطريين فى القرى والنجوع.
فيما طالبالدكتور محمود عارف الخبير الاقتصادي، واستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق، بضرورة وجود مبادرة جادة للامتناع عن شراء اللحمة،، موضحا أنه يجب على من يقوم بمبادرة أن يكون باستطاعته استكمالها وليس مجرد شعارات من أجل لفت الانتباه الإعلامي إليهم، موضحا أن مثل هذه الحملة لا تضر بالاقتصاد المصري، والسبب أنه يتم استيراد معظم هذه اللحوم من الخارج وقلة استيرادها يفيد الاقتصاد. 
وأكد متولي رأفت، خبير التغذية، أن الإنسان يمكنه الحصول على البروتين من خلال مصدرين أحدهما حيواني ذات قيمة حيوية عالية والذي يتمثل في اللحوم والألبان والبيض والآخر نباتي ويتمثل في الحبوب والبقوليات.
وأشار رأفت إلى أن الغير قادر على الحصول على البروتين من مصادره الحيوانية يمكنه الحصول عليه من خلال تناول البقوليات مثل الفول والعدس، ولكن تناولهم بمفردهم لا يعطي قيمة بروتينية كاملة، موضحا أنه يمكن تفادي هذا النقص من خلال تناول البيض أو اللبن معهم للحصول على القيمة كاملة قائلا: "ممكن الفقير يأكل طبق كشري وعليه بيض مسلوق عشان يعوض اللحمة إلى مش قادر يشتريها".