السبت 06 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

علاقة النظافة الشخصية وترتيب المنزل بالصحة النفسية

غرفة غير مرتبة
غرفة غير مرتبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا يعرف البعض أن المشاكل النفسية التي يعاني منها اي شخص مثل الاكتئاب مرتبطة بكل شيء يقوم به الشخص من تصرفات وافعال وردود فعل وميول، فمثلا شخص قبل الاصابة بالاكتئاب يحب الخروج والتجمعات والنظافة لانه يمتلك طاقة وشغف، اما بعد اصابة نفس الشخص بالاكتئاب تجد تصرفاته تحولت تماما يجلس في مكان غير مرتب لفترات طويلة ونظافته الشخصية بدأ الاهمال فيها لذلك قام العلماء بدراسة لتحليل هذا الاختلاف والسلوك ومعرفة علاقة النظافة الشخصية وترتيب المنزل بالأمراض النفسية.

يقول الخبراء أنه قد يحدث أن يترك شخص الأطباق المتسخة لمدة ساعة أو ساعتين أثناء مشاهدة التلفاز مثلا أو لأي سبب طارئ، ولكن ترك الأطباق تتراكم لعدة أيام يمكن أن يؤدي إلى شعور بالارتباك وربما يرتبط بحالات الصحة النفسية فضغوط العمل والحياة قد تجعل الشخص يهمل بعض الاشياء لفترات قصيرة لحاجته الى الراحة ولكن لعدة ايام وبشكل متكرر على عكس عادته فهذا امر غير طبيعي حيث أظهرت الأبحاث وجود رابط بين الغرف الفوضوية والاكتئاب.

واشارت الابحاث الى ان الشعور قد يؤدي أيضا إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الفرد يستمتع بها من قبل مثل التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والمشاركة في الهوايات وقد يرغب الشخص في الانخراط في بعض الأنشطة، ولكن ببساطة لا يمتلك الطاقة العاطفية أو الجسدية للقيام بها لذلك إذا كانت غرفتك فوضوية، فقد يكون ذلك أكثر من مجرد تأجيل للأعمال المنزلية، واثبتت الدراسة ان عدم ترتيب الغرفة قد يدل على مشاكل نفسية.

واضاف الخبراء الذين قاموا بالدراسة ان الفوضى في المنزل تعكس الحالة النفسية لصاحبه فمعظم المنازل تعاني من بعض الفوضى، وإنه كثيرا ما كان يطلب منا ترتيب الغرف، وكان ذلك يبدو لنا مهمة كبيرة ومزعجة، ويمكن للفوضى أن تتسبب في الاكتئاب، وأحياناً يكون الاكتئاب هو سبب الفوضى وبالتالي يجب علينا كسر هذه الدائرة في مرحلة ما ومن المهم التمييز بين حالتين:

الأولى:

انشغال بعض الأفراد بشكل مستمر مما يؤدي إلى فوضى. والثانية:

أشخاص يعانون من عدم الرغبة في تحسين حياتهم نتيجة لتعب شديد وإرهاق إضافي وأزمات نفسية متراكمة.

وذكرت الدراسة ان بعض الاشخاص يميلوا إلى تأجيل المهام بسبب نقص الدافع لتحقيق السعادة أو الالتزام بجدول منتظم، وقد يعتبر كسر الروتين اليومي حلاً مؤقتاً، إلا أنه قد يؤدي لاحقاً إلى تراكم المهام، ويجب ضرورة إدارة المهام بفعالية لتجنب الشعور بالإرهاق والتوتر ومعالجة المهام بسرعة وعدم تركها تتراكم، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى صعوبة بدء المهام وإكمالها، فضلاً عن الشعور بالاكتئاب، ومن خلال التعرف على علامات الضغط المتزايد واتخاذ خطوات استباقية لمعالجة المهام في الوقت المناسب، يمكن للأفراد منع الآثار النفسية السلبية والحفاظ على الشعور بالسيطرة.

واشارات الدراسات إلى أن التأجيل والتسويف يمكن أن ينجم عن خمود المشاعر أو التعب النفسي، وفي بعض الأحيان قد يكون نتيجة للاكتئاب الحاد، كما يضعف الشعور الداخلي قدرتنا على تجميع الطاقة اللازمة لإنجاز المهام في وقتها المناسب، ومع تكرار تأجيل الأمور، تتراكم الواجبات والمسؤوليات تدريجيًا، ومن الضروري أن يتدخل أحدهم ليكسر هذه الحلقة المفرغة سواء كان ذلك من خلال شخص ما يساعدك على الخروج من حالة الاكتئاب، أو عن طريق المساعدة في ترتيب البيت وتنظيمه لتجاوز هذا الوضع.

واوضحت الدراسة ان الخبراء توصلوا لوجود ترابط دائم بين العقل الباطن وطريقة العيش، وفقًا لبعض الآراء، يُعتبر الشخص الذي يعيش وسط الفوضى مُبتكرًا وذكيًّا جداً، نظراً لتداخل أفكاره وتعددها، حيث يمكن التغلب على تجربة الفشل العاطفي وتجاوزها من خلال تنظيم خزائنك وممتلكاتك، ويعود ذلك إلى ارتباط العقل الباطن بالروتين الخارجي، فعندما تبادر بترتيب أغراضك الشخصية وخزائن ملابسك، يشرع عقلك أيضاً في ترتيب وتنظيم الأفكار، مما يُسهم في إعادة ترتيب حياتك بشكل شامل، فبعض الأشخاص يعيشون في حالة من الفوضى، وقد تكون هذه الحالة اعتيادية بالنسبة لهم، لكن هناك فرق بين الفوضى البسيطة والفوضى التي لا تحتمل.

وفسر الخبراء الفوضى الشديدة بأنها تتضمن أمورا مثل ترك الأطباق متكدسة لأربعة أو خمسة أيام، النوم في نفس المكان دون ترتيب الملابس والطعام الملقى على الأرض فهذا الوضع يعتبر خطرًا للغاية، ولا ينبغي التعامل مع هذا الموضوع باستخفاف أو الانخراط في جدال حول أنماط الحياة ويجب الإدراك بأن الشخص المعني قد يمر بأزمة اكتئاب حادة وعميقة، وهو بحاجة ماسة إلى دعم ومساعدة مناسبة.