الأربعاء 03 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بعد رفع تكلفة طباعة الصحف.. توقعات بالغلق وتسريح الصحفيين.. نصار: ستواجه خسائر فادحة والقارئ سيلجأ للقنوات والمواقع الإخبارية.. خبير: لن تنتهي مهما كانت التحديات

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نتيجة لارتفاع سعر الدولار اتخذت بعض المؤسسات الصحفية القومية، والتي تقوم بطباعة كثير من الصحف الورقية اليومية والأسبوعية قرارا بزيادة تكلفة الطباعة بنسبة 100%، وخاطب مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الصحفية جميع الصحف والجرائد؛ لإبلاغها بزيادة أسعار أوراق بتلك النسبة، ما دفع بعض خبراء الإعلام لتوقع خسائر فادحة للصحف الورقية، وما يمكن أن يترتب عليها من غلق كثير منها أو فصل كثير من محرريها والاكتفاء بعدد قليل جدا لتستمر في صدورها.
أكدت الدكتورة "سهام نصار" عميد كلية إعلام جامعة سيناء، أن القرار في الغالب سيكون له آثار سلبية على الصحافة بشكل عام والورقية بشكل خاص، وربما تستفيد منه الصحافة الإلكترونية والقنوات الفضائية، منوهة إلى أن هذا بدوره سيؤدي إلى رفع تكلفة إنتاج الصحيفة، وسيزيد الأعباء على الصحف، وعندما ترفع الصحف ثمن النسخة سيؤدي إلى عزوف القراء عن الشراء وإقبالهم على المتابعة وهو في الأساس ضعيف.
وأشارت "نصار" إلى أن قرار المطابع لا مفر منه بسبب رفع سعر صرف الدولار، وهو ما سينتهي بنا المطاف إلى لجوء القارئ إلى مصادر بديلة أرخص وربما بدون تكلفة على الإطلاق مثل القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية، وهذا أيضا سيؤدي إلى خسائر كبيرة للصحف الورقية قد تمنعها من الصدور نهائيا، ويتوازى مع هذا توقع فصل أعداد كبيرة من العاملين في تلك الصحف من الصحفيين وأطقم العمل.
وتوقعت أن تستمر الصحف القومية لكن ربما تضطر لإيقاف بعض إصداراتها ضعيفة التوزيع مثل المجلات التي ليس بها إعلانات كثيرة، وفي الغالب قد تغلق الصحف الأسبوعية ضعيفة التوزيع وهي كثيرة فأغلبها موجود بدون أي جمهور أو قراء، بينما الصحف اليومية المستقلة الكبرى التي يقف وراءها رجال أعمال يدعمونها، ولن تجد كثيرا منها أمامها غير الاستغناء عن معظم الصحفيين بها، والاكتفاء بعدد قليل جدا للقيام بنفس المهمة وعدم الجوء إلى الغلق، مطالبة كل المنابر الصحفية بتطوير نفسها ومواكبة التطورات المتسارعة في عالم الصحافة؛ لأن مثل تلك الإجراءات تكون مفاجئة ويترتب عليها خسائر فادحة.

وقال الدكتور حسن عماد مكاوي، الخبير الإعلامي والأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة: إن ما تواجهه الصحف الورقية من مستجدات وتحديات مالية ليس معناه أنها ستكون بمثابة الضربة القاضية للصحافة الورقية، لأنها ما زالت صاحبة المصداقية الأكثر بين جمهور القراء، فمصداقية الخبر في الورقي أكبر منها في الموقع لأن المواقع لا تهتم إلا بعدد المشاهدين والمتابعين على حساب المهنية والحرفية.
وتابع "عماد" أن الصحافة الإلكترونية يمكن توصيفها بأنها خصم عنيد ومطور لنفسه أمام الصحافة الورقية، وهو ما يستوجب على الصحافة الورقية أن تفعله من تطوير إمكاناتها وقدراتها على الوجود في الاتجاهين والبحث عن بدائل تجذب بها قارئها في مواجهة المواقع التي تملك من وسائل الإبهار ما يسهل عليها المهمة، متسائلا عن مصير كثير من التطورات التكنولوجية هل استطاعت أن تزيح غيرها من مجال المنافسة فهل أزاح التليفزيون الراديو.
ومن جانبه أوضح سعد البحيري، الخبير الإعلامي، أن مستقبل الصحافة الورقية سوف تتقلص لكنها لن تنقرض والصحافة الإلكترونية لها جمهور واسع فرضه التطور في ثورة المعلومات والتكنولوجيا، وتستفيد من ذلك، لكن على الجانب الآخر هناك أيضًا صحف ورقية أنشأت لها مواقع إلكترونية لمواكبة هذا التطور، وجذب القارئ الشاب الذي يتفاعل أكثر مع الوسائط التكنولوجية الحديثة.
وأكد "البحيري" أنه ما زالت هناك شريحة لا يستهان بها بين المصريين، سواء من الشباب أو باقي الشرائح العمرية من تتابع الصحافة الورقية، فما زال لها بريقها الخاص، وسواء سمعنا عن بعض الصحف تغلق فنسمع أيضا عن أعداد أكبر من الصحف الورقية يتم إنشاؤها وصدورها كل يوم، منوها إلى أنه لا يجب أن تكون المعادلة بين الصحافتين صفرية، بمعنى أن يلغي أحداهما الآخر، وأن يتطورا في اتجاه إيجابي، مشيدا بالتجارب الكبرى مثل اليوم السابع والمصري اليوم، وكذلك "البوابة نيوز" التي أصبح لها إصدار ورقي ما يؤكد أن النوعين مستمران دون توقف، وأنه لا يجب أن ننساق وراء الدعاية التي تروج للإلكتروني على حساب الورقي أو العكس.