الأربعاء 03 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

أرجوك اعطني "بيوري نيثول".. 50 ألف طفل مريض بـ"سرطان الدم" يبحثون عن الدواء.. العقار مختفي بسبب ديون الوزارة لدى شركات الأدوية.. 46 جنيهًا سعر الشريط المدعم و2000 جنيه بـ"السوق "السوداء"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فجأة اختفى دواء  "بيوري نيثول" الذي يعالج سرطان الدم والأورام الخبيثة عند الأطفال، وفجأة تعالى صراخ الأهالي، حتى أن البعض ناشد الرئاسة بالتدخل لإنقاذ الموقف والمرضى، في حين الصمت سيد الموقف وكالعادة من وزارة الصحة التي تكتفي في الأزمات بالتصريحات المسكنة والمطمئنة، وأن الوضع جار السيطرة عليه، لكن هل جار السيطرة كما تزعم الصحة، ونشك ! "

هنلاحقها منين ولا منين.. من المرض اللي هد الجسم.. ولا من مرارة الدواء.. ولا من غلاء الدواء.. ولا من اختفائه من الصيدليات".. ربما تلك الكلمات هي لسان حال مرضى السرطان وبالأدق مصابي "لوكيما الدم" ، وخاصة الأطفال منهم، والذين يعانون زيادة على شدة المرض من نقص الأدوية التي توصف لهم في العلاج سواء ما قبل أو بعد "الكيماوي" وأشهرها "بيوري نيثول" والذي شهد في الأيام الأخيرة ندرة ملحوظة واختفاء مثير للانتباه من سوق الأدوية سواء في الصيدليات الحرة أو صيدليات المستشفيات الحكومية ومعاهد ومراكز الأورام، لماذا ؟ وبحثنا عن إجابة.
وكانت البداية من خلال رصد شكاوى المرضى من اختفاء هذا العقار بشكل مفاجئ حيث قال "السيد حجاج" والد أحد مرضى اللوكيميا بمعهد أورام طنطا، أن ابنه يعالج منذ فترة ما بين طنطا ومعهد ناصر، ويتم صرف العلاج بشكل منتظم لأنه لا يتحمل تكاليف العلاج الحر الغير مدعم، وفوجئ منذ أيام ان هناك نقصا في عقار "بيور نثول" وعندما سألنا عليه في بعض الصيدليات لم نجده وإذا وجد قالوا أن ثمنه يتجاوز 2000 جنيه. 

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بموقع فيس بوك انتشر هاشتاج "فين البيورنثول.. أطفال السرطان بتموت " حيث حرص عديد من النشطاء على بث استغاثات للمسئولين والمتبرعين الذين لديهم القدرة على توفير أي كمية من هذا الدواء، فقال "هشام عبد الحميد" : إننا لا نطالب بتوفير فلوس أو مشاوير مجرد كلمة هتتكتب على صفحتك حتى توصل للمسئولين ويتم توفير الدواء فى أقصى سرعة"، وفي ذات السياق وجه "أحمد شبل" أحد المرضى على صفحته صرخة استغاثة متضررا من اختفاء عدد من الأدوية المقررة له منها عقار "بيوري نيثول".
ولمحاولة معرفة تأثير وفائدة هذا العقار بالنسبة لمرضى السرطان أوضح د. "علاء الحداد" أستاذ أمراض الدم والمناعة بالمعهد القومي للأورام والعميد السابق للمعهد القومي للأورام قائلا: إن عقار "البيورنثول" مهم للغاية في حالات سرطان الدم الليمفاوى الحاد، وربما ما يجعل شركات الأدوية تتحكم فيه وترفع أسعاره أو تسحبه من السوق أنه يحقق نسب شفاء مرتفعة ولا يمكن استبداله بسبب المادة الفعالة له، كما أن سعره المنخفض يجعل أكثر المرضى يتناولونه، فالدواء مُسعر بــ44 جنيها ويتم استخدامه منذ ما يقرب من 20 سنة، ومع أزمة توفير الدولار وارتفاع سعر الدولار بالتأكيد ستوجد صعوبة في توفير خاصة في الصيدليات خارج المستشفيات الحكومية ومعاهد الأورام.


اتجهنا بعد ذلك إلى إحدى الصيدليات للبحث عن هذا العقار أو بديل له فأوضح لنا د. "محمد عبد الهادي" عضو نقابة الصيادلة"، أن هناك ندرة في بعض الأصناف بشكل عام في الصيدليات بشكل عام منذ أشهر بسبب اتجاه الشركات لرفع الأسعار فتقوم بوقف إنتاجه وتوزيعها لفترة حتى تطرحها بالسعر الذي تريد، منوها إلى انه من المخجل أن نتعامل مع مرضى السرطان بنفس الكيفية ونتحكم في شفائهم وعلاجهم.
وأكد "عبد الهادي" اختفاء عقار "بيورينيثول" من الصيدليات الخارجية، وعند وجوده في أي صيدلية تبيعه بسعر أعلى من السعر العادي بأضعاف أضعافه "سوق سودا" مستغلة احتياج المريض له، مرجعًا الأزمة لنقص الدولار وارتفاع ثمنه "بعض هذه الأدوية وفرتها وزارة الصحة فى معهد الأورام ومع ذلك نتابع الأدوية الناقصة باستمرار ونبلغ إدارة النواقص فى وزارة الصحة"، 70 - 80 مادة فعالة ناقصة و280 - 300 صنف تم الإبلاغ بنقصانها هذا الشهر فقط، لكن يبدو أن الأزمة في طريقها إلى الحل بعد تصريح د. "خالد مجاهد" بتوفيرها بعد سداد جزأ من مديونيات الشركات لدى الوزارة.
وكان د. "خالد مجاهد" المتحدث باسم وزارة الصحة قد صرح بأن دواء البيورنثول الخاص بالأطفال الذين يعانون من السرطان متوافر في مستشفيات وزارة الصحة وفي مستشفى أبو الريش أطفال مصر وفي الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة، وأن سبب عدم توافر هذا الدواء في المستشفيات الجامعية يعود لتوقف شركات الأدوية توريد بيورنثول للمستشفيات بسبب مديونيات وإن وزارة الصحة تدخلت لحل الأزمة والمشاورات مازالت مستمرة.
من جانبه قال "محمود فؤاد" مدير مركز الحق في الدواء أن عقار البيورنثول صنف من 3 أصناف أدوية مكملة للبروتوكول العلاجى لمرضى الأورام يستخدم للمصابين باللوكيميا أحد أنواع سرطان الدم، كما أنه عقار مستورد ليس لد بديل أو مثيل، ويتم استيراده وتوزيعه من قبل الشركة المصرية لتجارة الأدوية ويبلغ سعره المدعم 46 جنيها، والكميات التي يتم توريدها لمصر لا تكفى كل المرضى.
وأشار "فؤاد" إلى أن المعهد القومى للأورام بالقاهرة كان قد أوقف العلاج للأطفال المصابين باللوكيميا لحين توفير الدواء نظرا لأنه لا توجد فائدة من الحصول على جرعات الكيماوي دون وجود عقار “البيورنثول”، موضحًا أن عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى العقار يقرب من 50 ألف طفل في كل المحافظات، مطالبًا بزيادة الميزانية المخصصة لشرائه.