يأيها الإخوان ادخلوا مساكنكم ليحطمنكم الشعب وجنوده وأنتم لا تشعرون. أيها المتأسلمون: عودوا إلى جحوركم واطلبوا السلامة، لكم ولذويكم ولمصر التي أطعمتكم من جوع وآمنتكم من خوف. اجنحوا للسلم ولا ترفعوا عصا الإرهاب على الوطن.
لا تقاوموا مصر، ولا تقفوا في وجه طوفان الناس، ولا تتصوروا أنكم أقوى وأصبر وأصلب من هؤلاء الغلابة البسطاء الذين أفاقوا من غفلة، فصححوا خطيئة ابتلاعكم للنفوذ والمال ومقاعد الدولة.
اعلموا أن فتح صنابير الدم لن ينجيكم. لن يعتصم الناس ببيوتهم خوفًا، ولن يسايركم موالس طمعًا. انتهى زمن الخوف، وولى عصر السكوت. علمكم الشعب المصري الدرس الخالد: مصر لا يمكن العبث بهويتها وشخصيتها. هذا البلد لم يتهكسس ولم يتبطلم، ولم يتفرنس ولم يتجلنز؛ لذا فكان المؤكد أنه لن يتأخون، ولن يتسلفن.
انتهت جماعتكم الأم، سقطت تمامًا، أحيلت إلى الاستيداع، محيت من المشهد، أممت لصالح المصريين. غركم بالله الغرور، وسكنتم في مساكن الذين ظلموا فلم تعتبروا ولم تتعظوا، وسرتم على درب الأمم الهالكة فكتب الله عليكم الهلاك.
فضحتكم ألسنتكم. رسم أغبياؤكم ظلال القبح على وجه مصر. صادروا الجمال، وطاردوا الزقزقة. اعتقلوا قبلات النسيم ورذاذ النقاء. فرضوا الإقامة الجبرية على العصافير، وأشهروا سيوف الذبح في وجه الإبداع. تصور شاطركم أن مصر شركة قابلة للشراء، وحسب بديعكم “,”الذي ليس له من اسمه شيء من الحقيقة“,” أن المصريين مسيرون لا مخيرون. ظن حازمكم أن خرافاته تحشد له مريدين، واعتقد عاصمكم السفاح أن إرهابه يقيم لكم دولة الخلافة الوهمية. خابت ظنونكم، وغرتكم أمانيكم، فاعتصموا بحبل الصمت، وتوبوا إلى الوطن قبل أن يلفظكم إلى الأبد.
ادخلوا مساكنكم. اختبئوا في جحوركم. عودوا إلى كهوف النسيان. أنتم لها وهي لكم. لا يمكن أن تختلطوا بالناس، فشريعتكم التي رسمها مرشدكم الروحي سيد قطب تقوم على الاستعلاء، وعقيدتكم التي صبّت صبًّا في عقول التابعين بإحسان وبسوء، تعتبركم الجماعة المختارة والفرقة الناجية. عودوا إلى زواياكم ومخابئكم، فالوطن لم يعد يحتمل لِحاكم وزبائبكم وأكاذيبكم ورصاصاتكم ضد الوطن وأهله.
أقصوا أنفسكم من المشهد السياسي وتوبوا إلى بارئكم.