الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

60 عامًا على العدوان الثلاثي.. تأميم قناة السويس واتفاقية السلاح مع الاتحاد السوفيتي أبرز الأسباب.. فرنسا أرادت الثأر من عبدالناصر لدعمه "ثوار الجزائر".. وصحف عبرية: مصر ضيقت الخناق على إسرائيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم السبت الذكرى الـ60 للعدوان الثلاثى، الذي شنته إسرائيل على سيناء عام 1956 بجانب القوات البريطانية والفرنسية، على إثر تأميم الرئيس جمال عبدالناصر لقناة السويس، وشن كل من إنجلترا وفرنسا وإسرائيل عدوانا على مصر في ٢٩ أكتوبر ١٩٥٦.
وكان قد تم توقيع اتفاقية في ١٩ أكتوبر ١٩٥٤ سميت باتفاقية "الجلاء"، وتم جلاء آخر جنود بريطانيا من ميناء بورسعيد في أوائل يونيو ١٩٥٦، وفى ١٨ يونيو ١٩٥٦ أعلنت بريطانيا الجلاء عن مصر، وفي مساء الخميس ٢٦ يوليو ١٩٥٦ وأثناء الاحتفال بأعياد الثورة أعلن عبدالناصر في خطاب الثورة من الإسكندرية قرار تأميم قناة السويس المصرية.

أسباب العدوان
وكان لكل دولة شاركت في العدوان أسبابها، ومنها توقيع مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفييتى تقضى بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة والمتطورة بهدف تقوية القوات المسلحة لردع إسرائيل، فإسرائيل رأت أن تزويد مصر بالأسلحة المتطورة يهدد بقاءها.
كما كان دعم مصر للثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى وإمدادها بالمساعدات العسكرية مبررًا فرنسيًا للمشاركة في العدوان، فضلًا عن تأميم قناة السويس الذي منع إنجلترا من التربح من القناة، التي كانت تديرها قبل التأميم، وكان هذا مبررًا لمشاركة بريطانيا.

الأمم المتحدة الأمريكية تندد بالعدوان على مصر

لكن القيادة المصرية فوتت عليهم هذا الغرض فارتدت وأخلت سيناء حيث تقدم الجيش الإسرائيلي واحتلها، استمر الفدائيون من رجال الجيش بالاشتراك مع الشعب في قتال القوات الاستعمارية في بورسعيد، وتدخلت الأمم المتحدة ونددت بالعدوان الثلاثي على مصر وطالبت المعتدين بالانسحاب وضغطت الولايات المتحدة على كل من إنجلترا وفرنسا، كما هدد الاتحاد السوفيتي الدول المعتدية، إضافة إلى ثورة العمال المتعطلين في إنجلترا وفرنسا ضد حكومتهما بسبب ما تعرضوا له من البطالة، وبذلك فشل الاعتداء واضطرت الدول المعتدية سحب قواتها بعد أن وافقت مصر على قرار الأمم المتحدة بوجود قوة طوارئ دولية على الحدود الفاصلة بين مصر وإسرائيل، وفي منطقة شرم الشيخ.
وفي ٧ نوفمبر، تقدمت قوات العدوان 35 كيلومترا على امتداد قناة السويس بعد أن احتلت بورسعيد، إلا أن تحذير موسكو باستخدام القوة في حال استمرت العمليات القتالية لعب دوره في وقف هذا العدوان على مصر.

العدوان في عيون إسرائيلية
أحيت وسائل الإعلام الإسرائيلية الذكرى الـ 60 للعدوان الثلاثي على مصر 1956م، وأعدت صحيفة "معاريف" العبرية تقريرًا مطولًا عن الحرب، في سبتمبر الماضي، ذكرت فيه أن قرار الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، بشأن تأميم قناة السويس أدى إلى غضب بريطانيا وفرنسا لذا قررا التعاون السري مع إسرائيل للرد على ناصر.
وأضافت الصحيفة العبرية أن إسرائيل حصلت على أسلحة ضخمة ليس لها مثيل مقابل صفقة أسلحة تشيكية لمصر، وفي المقابل تعهدت إسرائيل بمساعدة فرنسا في الحرب ضد ناصر الذي دعم المتمردين في الجزائر.
ولفت التقرير إلى أنه رغم أن بريطانيا تضررت اقتصاديا من قرار تأميم القناة إلا أنها كانت أقل حماسة من فرنسا بشأن خوض الحرب، ربما يرجع ذلك لالتزامها باتفاقية الدفاع مع الأردن.
وتابعت الصحيفه أنه من ناحية أخرى سعت بريطانيا لإسقاط نظام جمال عبد الناصر، لأنه هدد وضعهم في الأردن والعراق، مشيرة إلى أن أهمية السيطرة على قناة السويس كانت ثانوية لفرنسا مقارنة ببريطانيا، لأن لديها مصادر نفط أخرى.
وفى السياق ذاته قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن تلك الحرب تعد من أكثر الحروب المنسية، والمذمومة والمفيدة أيضًا، في حروب إسرائيل باستثناء حرب 1948، زاعمة أنها حققت ثمارًا طورت فجوة ضخمة بين إسرائيل وجارتها مصر، وصنعت قاعدة التفوق النوعى حتى يومنا هذا.
وأضافت هارتس، إنه منذ عام 1949، أعلنت الدول العربية على رأسها مصر بأن وجهتها "جولة ثانية" وإلقاء اليهود في البحر، وحتى عام 1956 تفشى في إسرائيل انتفاضة اسمها "التسلل"، حيث انتشر الفدائيين العرب في كل مكان، وفى حينه تعرض رئيس الأركان موشيه ديان إلى هجوم في شارع القدس – تل ابيب.
وأكدت أن "الفدائيين" فرضوا الرعب، لكن المشكلة كانت وجودية، حيث أن مصر تزودت بسلاح سوفييتى، والغرب فرض حظرًا على بيع السلاح لدولة اليهود، واعتقد وزير الخارجية الإسرائيلى حينها موشيه شاريت أنه يملك خطة لعقد اتفاق سلام مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن الرئيس الإسرائيلى الراحل شيمون بيريز، كان مهندس المعركة حيث قام ببناء "الجسر على البحر المتوسط"، ووصل السلاح الفرنسى إلى إسرائيل، وضغط بيريز ومعه موشيه ديان من أجل الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا في الهجوم على مصر، لأسبابهما الخاصة، إلا أن رئيس الوزراء الأول لإسرائيل ديفيد بن جوريون لم يسارع إلى ذلك.
وأضافت أنه في أغسطس عام 1956 اقترحت إسرائيل على العرب الاكتفاء باتفاقات عدم المحاربة لسنوات طويلة من دون أن يعترفوا بدولة اليهود، لكن العرب رفضوا حتى الرد على اقتراحه، وبعد شهرين انطلقت عملية سيناء.
ووصفت الصحيفة العبرية بأن الانتصار كان ساحقًا، قائلة "إن مصر أدعت بأن إسرائيل انضمت إلى الاستعمار القديم"، وزعمت الصحيفة أن "العالم تجاهل الخناق الذي فرضه العرب على إسرائيل، من خلال إغلاق قناة السويس ومضايق إيلات، كما تجاهل بشكل خاص السلاح السوفييتى الذي وصل إلى مصر"، على حد قول الصحيفة.