الذين يتحدثون باسم الرئاسة أو الرئيس زورا وبهتانا وكذبا وتدليسا أخطر من أهل الشر، الذين يدعون أنهم «واصلين»، وعلى علاقة وثيقة بالاتحادية على غير الحقيقة، الذين يروّجون بأنهم مسنودون من الجهات السيادية كلها أو بعضها، وذلك على خلاف الواقع، الذين فسدوا وأفسدوا ومارسوا كل أنواع الفساد فى كل مؤسسات الدولة وعلى كل المستويات، الذين لا يعملون ويسيئهم أن يعمل غيرهم، أولئك المرتعشة أيديهم الذين يعرقلون كل محاولات الإصلاح، الذين يحاولون إعادة نثر بذور الفساد فى أرض المحروسة، مستدعين ومستلهمين تجارب الماضى الأليم، حيث كان الفساد ممنهجا، الذين يحاولون بعث ثقافة الزواج المحرم بين المال والسلطة بعدما حدث الفراق الأبدى بينهما- أو هكذا كنّا نظن- الذين باعوا ضمائرهم فى سوق المصالح الشخصية، الذين حولوا برامجهم وأقلامهم وقنواتهم الفضائية لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب هذا الوطن، الذين ينتجون أفكارا سامة من الناحية السياسية تؤدى إلى تآكل رصيد الأمل والتفاؤل لدى الناس، أولئك الذين يتعاملون مع الوطن على أنه فندق إذا ساءت الخدمة فيه يبحثون عن فندق جديد، كل هؤلاء أخطر من أهل الشر، لكن لماذا؟ الإجابة المنطقية أن أهل الشر معروفون للجميع ويمارسون شرورهم على الهواء مباشرة أمام الجميع، ولا يتخفون ولا يخجلون بل يفخرون ويتفاخرون بشرورهم، أما تلك النماذج التى أوردتها سلفا أراها أخطر بكثير من أهل الشر، لأن هؤلاء يتحركون بحرية وأريَحَيَة ودون مقاومة أو مطاردة، هم يخربون ويقطعون أوصال الأمل، مختبئين وراء أسمائهم أو مناصبهم أو ألسنتهم وأقلامهم، بيد أن أهل الشر يعملون خارج عربة الوطن لذلك فإنهم مكشوفون ومفضوحون، أما أصحاب تلك الصورة الكريهة ذات الوجهين فهم أخطر ألف مرة، لأنهم يهدمون جدار الثقة بين الدولة ومواطنيها، لا أريد أن أدخل فى حالة جدل مع أحد لأننى دوما وأبدا أقول كلمتى وأمضى موقنا أن مواقفى ليست إلا ما أعتقد أنه الصواب، وما أوقن أنه لمصلحة هذا الوطن بوعى وأمانة، أرى وأتابع حركة مجتمع يتوق إلى التطور والتقدم وإلى رئيس يمثل حالة مصرية فريدة بكاريزما من نوع جديد، لكنى أرى أيضا سوء اختيار لقيادات ومسئولين فى مناصب لا تحتمل التجربة والخطأ، أرى ارتباكا فى إدارة المشهد الإعلامى بشكل عام، وفشلا تاما فى إدارة معنويات الشعب، ناهيك عن توقف «صناعة الأمل» أو حصارها على أحسن تقدير، أما صناعة «المؤلفة قلوبهم» فقد تم استبدالها بصناعة «المختلفة قلوبهم»، فراجت تجارة صناعة الأعداء وإنتاج أزمات مجانية، هذه الأزمات لم يصنعها أهل الشر بل صنعها هؤلاء المحيطون بالسلطة والمستفيدون منها الذين يمثلون عبئا على الوطن وعلى الرئيس، هناك وقائع محددة لكل ما ذكرت، فهناك اختيارات وقرارات ومعالجات غير موفقة، مثلا فتنة «شباب الإعلاميين» الذين خرج من بينهم من تاجروا بصفة اختلقوها لأنفسهم «إعلاميو الرئيس»، فكان منهم من أخذ بغير حق أماكن لا يستحقها خصما من رصيد العدالة وتكافؤ الفرص، مثلا هناك من خرج ليستغل ويستثمر كارت كتب عليه مستشار رئيس الجمهورية! مثلا لماذا تم اختيار وزير التعليم ووزيرة الاستثمار؟ ولماذا يتم الإبقاء على الفاشلين؟ لماذا يختار وزير الخارجية السفيرة مشيرة خطاب لتكون مرشحة مصر لرئاسة منظمة اليونسكو ويتجاهل شخصية مثل زاهى حواس أو إسماعيل سراج الدين رغم أن المعلومات تشير إلى رفض فرنسا ترشيحها كما تشير المعلومات إلى تحذيرات سفير مصر فى الأمم من هذا الترشيح؟ إن الذى سمح بتصوير باسم عودة حاملا ابنته داخل المحكمة بهذا الشكل هو الذى أشار بفصل وإنهاء خدمة شروق هشام جنينه بهذا الشكل، والذى أدار أزمات نقابات الصحفيين والأطباء قطعا- فى تقديرى- أخطر من أهل الشر.
من سمح لأحمد عز وحسين سالم وخالد حنفى وآخرين ببدء حملة إعلانية لغسل سمعتهم عبر صحف وفضائيات مختلفة هو من أهل الشر.. قولا واحدا. أفيقوا يا سادة قبل أن تسحب منكم كل سيادة.