تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تجارة جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة بالدين الإسلامي، واتخاذه وسيلة لتحقيق أهدافهم وأغراضهم فى الوصول للحكم والسيطرة والاستبداد والأخونة، كان ذلك سببًا رئيسيًا من أسباب سقوط هذه الجماعة وعزل رئيسها بعد عام واحد من حكم مصر، بل وكراهية الشعب المصري وغالبية الشعوب العربية لهذه الجماعة الكاذبة التى تتخذ من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تجارة لها ويختارون من الآيات والأحايث النبوية ما يحقق مصالحهم على حساب مصالح باقى العباد.
وقصة تجارة جماعة الإخوان بالدين معروفة لكل المتابعين لتاريخ هذه الجماعة، وكلنا نعلم عندما قررت خوض معارك البرلمان المصري فى بداية التسعينيات أنها رفعت شعار "الإسلام هو الحل" واستغلال هذا الشعار فى كسب أصوات البسطاء والمتدينين من شعب مصر دون أن توضح كيف يكون الإسلام حلًا للمشاكل المجتمعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وظلت هذه الجماعة فى مقاعد المعارضة لعدة سنوات دون أن تقدم أو تطرح بديلًا إسلاميًا ينافس المشروع الذى تنفذه الحكومة، بل اختفى شعار "الإسلام هو الحل" بعد أن كسبت الجماعة مقاعد البرلمان ووصل عدد المقاعد إلى 88 مقعدًا فى برلمان 2005 دون أن نرى شعار "الإسلام هو الحل" الذى تاجرت به لحصد أصوات البسطاء والغلابة والمهمشين، ولم تتقدم الجماعة بأى مشروع قانون لتقنين الشريعة الإسلامية وأنا شاهد عيان على ممارسات نواب الإخوان تحت قبة البرلمان المصرى.
وبعد وصولها لحكم مصر بالخداع والتزييف والتزوير تخلت عن شعار "الإسلام هو الحل"؛ لأنها ليست فى حاجة إليه، وأصبحت مصر وشعبها ملك يديها ورفعت شعارات أخرى منها "نحمل الخير لمصر" وثبت أنها كانت تحمل الشر والإرهاب والعنف والتخريب والدمار لمصر، فلم تر مصر من وراء هذه الجماعة وهى فى المعارضة أو فى الحكم أى خير.
وبالتأكيد فإن تجارتها بالشعارات الدينية وراء غضب الله ومن بعده غضب الشعب عليها، إلى جانب أسباب أخرى عديدة، مما أدى إلى قيام ثورة 30 يونيو والإطاحة بها من فوق مقاعد الحكم بمصر وعزل رئيسها المتهم فى قضايا قتل وعنف وإرهاب وبدلًا من أن تعود الجماعة إلى رشدها وتراجع مواقفها وتستعيد شعاراتها القديمة الإسلامية قامت برفع شعار جديد ألا وهو شعار رابعة، نسبة إلى مسجد رابعة العدوية الذى اعتصمت بجواره وداخله ودنّست ولوّثت هذا المسجد بل وقتلت عددًا من المصريين الأبرياء ودفنتهم بجواره فى مقبرة جماعية.
وبدلًا من التوبة والاستغفار والندم على هذه الجرائم فى حق شعب مصر، وفى حق رابعة العدوية الزاهدة الصالحة وهى واحدة من النساء المسلمات الناسكات الزاهدات وولدت فى القرن الثاني الهجري، كما ذكر الجاحظ فى كتابه "البيان والتبيان" قامت الجماعة باستغلال اسمها ورفع شعار الأصابع الأربعة فى مسيرات العنف والدم والقتل.
وأصبح هذا الشعار المنسوب إلى رابعة العدوية زورًا وظلمًا وبهتانًا هو شعار هذه الجماعة وأعضائها المُغرر بهم حتى الآن دون أن يعلموا أن هذا الشعار ماسوني، وأن الحركات الصهيونية فى العالم وراء الدفع بهذا الشعار من جانب الجماعة، والدليل أن إسرائيل أطلقت اسم شارع رابعة على أحد شوارع مدينة القدس، ليس حبًا فى رابعة العدوية الزاهدة ولكن حبًا فى الماسونية، وأن أعضاء الجماعة المحظورة يحملون هذا الشعار الآن.
ولأن لعنات الله سبحانه وتعالى تلاحق هذه الجماعة وقياداتها ورموزها بسبب تجارتهم بالدين الإسلامي، فإن لعنة رابعة أيضًا أصبحت تطاردهم هى الأخرى الآن وكل من يسعى لرفع هذا الشعار يلقى مصيرًا مظلمًا ويسير فى اتجاه الهلاك لنفسه ولرزقه، وهناك مئات الأمثلة وخاصة المحبوسين داخل السجون الآن ينتظرون القصاص العادل بسبب جرائمهم.
ويبدو أن لعنة "رابعة" تفوقت على لعنة الفراعنة المعروفة لدى المصريين ويعلم بها غالبية العاملين بقطاع الآثار سواء من المصريين أو الأجانب والتى تم الحديث عنها بعد افتتاح مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922 وتوفى عدد من الآثريين والعاملين بالآثار بعد أن تم اكتشاف عبارة على جدران المقبرة تقول "سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلامة مرقد الفراعنة".
فروح رابعة العدوية بل أرواح عشرات الشهداء المصريين الذين قتلوا بأيادي تلك الجماعة منذ وصولها للحكم وحتى الآن أصبحت تطارد وتلاحق هذه الجماعة وكل من يرفع شعار رابعة العدوية، وما حدث مؤخرًا فى مجال الرياضة لأحمد عبدالظاهر، لاعب النادي الأهلي، ومن قبله لاعب الكونغ فو محمد يوسف، دليل على أن لعنة رابعة سوف تطارد وتقتص من كل مَن يحاول الاتجار بها ويهدد أمنها وسلامتها وهى فى مرقدها.
وقد لا يعلم أعضاء جماعة الإخوان أن اللعنات الإلهية تصيب مجموعة من الناس وهم الكافرون والكاذبون والكاتمون لما أنزل الله من البينات، والناقضون لعهد الله والمنافقون والمنافقات والظالمون وأيضًا تصيب القاتل العمد والمفتري على الله بالكذب، وهذه الصفات كلها تنطبق على جماعة الإخوان ومَن يناصرها ويدعمها وينفذ أهدافها ومخططاتها لقوله تعالى فى سورة النساء "أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرًا" صدق الله العظيم وأيضًا فى قوله "ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا"، فلعنة "رابعة" التى تصيب تلك الجماعة الآن هى لعنة من الله سبحانه وتعالى عليها حتى تعود إلى رشدها وإلى حضن الوطن الأم مصر، وأن تتوب وتستغفر عن الجرائم التى ارتكبتها وتتخلى عن الاتجار بالدين، وإلا فلتنتظر تلك الجماعة المزيد من اللعنات الإلهية.