قال الدكتور محمود يسري عيسى، عضو الكلية الملكية لطب الأطفال استشاري دولي في الرضاعة الطبيعية، إنه "في أوروبا كانوا في الماضي يستسهلون عملية الرضاعة الصناعي، ولكنهم انتبهوا لهذه المشكلة الخطيرة وبدأوا في توعية الأمهات، وفي مصر بسبب التطور والحداثة أصبحنا نرضع أطفالنا صناعيًا أكثر منهم للأسف".
وأضاف "عيسى"، في برنامج "بنشجع أمهات مصر" على إذاعة "نجوم إف إم"، مساء الثلاثاء: "السبب في ذلك يعود لكثرة الولادات القيصري، التي أصبح معدلها في مصر كبيرًا جدًا، والأمهات العاملات أيضًا فهي تريد النزول للشغل سريعًا، وعدم وعي من الأمهات أيضًا أن اللبن الصناعي يضر بالطفل، ويجعل وزنه يزيد بسرعة، وللأسف أصبحنا نبحث عن الحل الأسهل دون حل مشكلة الرضاعة الطبيعية".
وتابع: "فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل عديدة، لذا تنصح منظمة الصحة العالمية بأن يبقى حليب الأم هو مصدر الغذاء الرئيسي للطفل حتى يصل إلى سن نصف سنة، وبالنسبة للطفل تعمل على تحسين أداء الجهاز الهضمي، تحميه من أمراض الالتهاب الرئوي ومن النزلات المعوية، فالرضاعة الصناعية تصيبه بداء السكري مبكرًا، والرضاعة الطبيعية تزيد تعلق الطفل بوالدته فينشأ سويًا أكثر ممن رضع صناعيًا ونفسيته مستقرة أكثر لأنه حصل على الأمان، الطفل اللي بيرضع طبيعي بيروح للدكتور أقل، صحته في العامة أفضل من اللي بيرضع صناعي، وعلى المدى الطويل بيحيمه من أمراض الكوليسترول، وحليب الأم يحتوي على جميع المركبات الغذائية التي يحتاجها الطفل، بل حتى الأمهات اللواتي يعانين من سوء التغذية يكون الحليب لديهن كاملًا، عادة، على صعيد قيمته الغذائية، الأمر الذي لا يمكن التأكد منه وضمانه عند تلقي الطفل الحليب الصناعي".
وأشار إلى أنه "بالنسبة للأم، فالفوائد نفسية وعضوية، معروف جدًا إن الأم بيأتي لها اكتئاب ما بعد الولادة، فالرضاعة الطبيعية تقلل هذا الأمر، ترابط الأم وتعلقها بطفلها وحنانها يحميها أيضًا من سرطان الثدي وعنق الرحم وتقلل نسبة الكوليسترول في الدم ويقلل حدوث السكري".