سيطرت حالة من الحزن على قرية الممرض "مينا موسى" ضحية الغدر، والذي كان يحلم بعمل مناسب، لكنه لم يكن يدري أنها المحطة الأخيرة في حياته، وأن معدومى الضمير والإنسانية كانوا في انتظاره، بعد استدراجه للقاهرة للعمل في وظيفة وهمية للتمريض المنزلي، ثم يقتلونه ويقطعون جسده ويلقون أشلاءه في ترعة، بعد مساومة أهله على مبلغ مالي.
التقت “البوابة نيوز” أسرة وأصدقاء مينا موسى، حيث يقول "فادى ملاك"، ابن عم المجني عليه أنه أنهى تعليمه في معهد التمريض العام الماضي، وبدأت أحلامه كغيره من الشباب ليبنى نفسه من الرزق الحلال ليدخل بعدها في مرحلة الزواج، فعمل في بعض العيادات وفى التمريض المنزلي بقريته وفي المدينة.
وتابع “ملاك” أنه “مينا” لم يبخل على أحد في تقديم المساعدة، خاصة أنه معروف عنه طيبة القلب وحسن الخلق وكان يخدم كثيرًا من المرضى مجانا ولا يتأخر عن كل من يحتاج إليه، وفي نهاية الأسبوع قبل الماضي وجد “مينا” إعلانًا لوظيفة ممرض منزلي بالقاهرة، راتبها جيد، فقرر السفر السبت الماضي إلى العنوان الموجود، بعد التواصل مع الأرقام الموضحة بالإعلان.
وأكمل أنه وجد نفسه مختطفا واحتجزه المتهمون وطلبوا فدية من أهله قدرها 150 ألف جنيه،مشيرًا إلى أهله جهزوا المبلغ بالفعل إلا أن الخاكفين لم يمهلوه وذبحوه وقطعوا جسده وألقوه في بترعة الإسماعيلية.
وعبر كيرلس مجدى أحد اقارب "مينا "عن صدمته لفقدان صديقه موضحا أنهم لم يخبروا أسرته فور علمهم بالخبر خوفا من الصدمة، وعندما علم والده بالواقعة، أُصيب بالإغماء، وتحولت أجواء المنزل إلى حالة من الإنهيار فى البكاء و الحزن المستمر، مشيرًا إلى أن والدته لا تزال لا تعلم بمقتل نجلها.
وأكد فيلب إسحق، قائد الفريق الرياضي الذي كان مينا ينتمى إليه، أن مينا كان يتمتع بأخلاق عالية وعُرف بحسن اخلاقة وحبة للجميع على مدار السنوات التي قضاها معهم.
وقال: "لا يستحق مينا ما حدث له، فنحن كنا نحتفل بتخرجه قبل أسبوع، وحاليًا نشعر بصدمة بعد فقدانه" فقد كان شابًا طموحًا ومحبوبًا بين الجميع، حيث كان يعمل ممرضًا في إحدى العيادات الخاصة ويواصل دراسته في معهد صحي وكان يأمل فى تحسين دخلة ولدية طموح كبير وفقد حياته بسبب الغدر .
وأضاف " فادى كرم" من أصدقاء مينا أن الجميع انتابته صدمة كبيرة فهو الابن الوحيد على ثلاثة بنات ووالده عندما تلقي الخبر فقد وعيه وأغمى عليه.
وطالبت اسرة وأصدقاء مينا بالقصاص العاجل من القتلة، خاصة أن الضحية وافق على السفر إلى القاهرة من أجل لقمة العيش.
وكانت أسرة مينا، تقدمت ببلاغ إلى قسم الشرطة، أفاد بخطفه ومساوماتهم من قبل مجهولين على مبلغ من المال يذكر أن لتحريات الأولية في الواقعة أن المجني عليه الممرض مينا موسى، يعمل في مجال التمريض من قرية الروضة التابعة إداريا لمركز ملوي جنوب بمحافظة المنيا، تواصل معه شابان عبر تطبيق واتساب، زعمين توفير فرصة عمل له في مجال العلاج الطبيعي بالقاهرة، وتمكنا من استدراجه للقاهرة، وعقب ذلك خطفاه واحتجازاه وطالبا أهله بفدية مالية لإطلاق سراحه.
واعترف المتهمان أنهما تعرفا على مينا عبر فيسبوك، حيث طلب منهما فرصة عمل، واستغلا ذلك لاستدراجه، وقاما باحتجازه ليومين ثم اتصلا بأسرته للمطالبة بفدية، وفي لحظة مقاومته، قتلاه بوحشية وقاما بتقطيعه إلى أشلاء وألقوا بأشلائه في ترعة الإسماعيلية.
ودشن العديد من أبناء مركز ملوي والمنيا هاشتاج بعنوان مطالبين بالقصاص من الجناة، وتطبيق القانون عليهم وتقديمهم للعدالة في أسرع وقت ممكن.