الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

فنانو البوتوكس والفيلر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في زمن كان فيه الفن الجميل يتمثل في معزوفة طربية تؤديها فنانة راقية الحس والمظهر يشدك إليها، ذلك الجمال الساكن بين ملامح الوجه الطبيعية وروعة الأداء وسلامة النطق والحروف
كان سلاح الفنان الوحيد هو نظرته الملهمة لعدسات الكاميرا مع ابتسامة صافية معبرة تفتح أمام أعين المشاهد باب لشمس جديدة من التفاؤل.
ما نراه الآن ومنذ فترة ليست بالقريبة هو ما يجعلنا نتساءل، أين ذهب الفن الجميل؟
هل ضل الطريق وسط هذا الصخب غير المنظم من البوتوكس والفيلر والشد والنحت الذي غيّر ملامح معظم الإناث في الوسط الفني من تليفزيون إلى سينما ومسرح إلى مذيعات النفخ على البرامج اليومية؟!
أصبحنا لا نرى وجوهًا حقيقية وسط هذا الكم الهائل من الوجوه البلاستيكية المصنعة من مواد قد يسمونها في بعض الأحيان مواد نفخ طبية.. أين هي نظرات الرائعة زبيدة ثروت في أفلامها الرومانسية والتي كانت تبعث في نفوسنا إلى الآن الأمل والإحساس العالي بالرومانسية.
نحن لا نرى الآن على شاشات العرض سوى تلك العيون المشدودة بخيوط طبية مخفية يموت بداخلها الحس المرهف وتنعدم عند الفنان القدرة على التواصل مع المشاهد، فقد غابت لغة العيون وسط خيوط شد البشرة الصناعية.
في الأمس الجميل كانت تطل علينا الفنانة سعاد حسني فتسحر الجميع بابتسامة هادئة من شفاة طبيعية وناعمة، لم تعلم الجميلة سعاد أنه سيأتي في الفن قوم بعدها يعتنقون منهج كبر حجم الشفاة يجعلك في المقدمة!
نحن جميعًا نشهد الآن طفرة في مقاييس الحكم على الفنانين ونوع الفن الذي يقدمونه، أصبحت أعلى الإيرادات لهؤلاء اللواتي يعتمدن في المقام الأول على قياس حجم الخصر وحجم الشفتين وطول الرموش الصناعية وكثافتها.
ذلك يجعلنا نقف قليلًا وننظر جيدًا لصناع الأفلام والمسلسلات بل وبعض البرامج التليفزيونية؛ أي مبدأ يعتنقه هؤلاء في وضع هذه المعايير، وهل وصل الذوق العام للمشاهد لهذا الحد أم أن هذا النوع من الأداء غير الفني هو الذي فرض عليه؟!
لا عجب أن تسمع أن الفنانة (س) سافرت إلى أمريكا لتقوم بدفع نصف مليون دولار لنفخ بعض الأجزاء في الجسم وشد الوجه والشفاة ثم تعود من بعدها لتقوم بتمثيل أدوار فتاة في العشرين من عمرها!
كل ما يجري على الساحة الفنية يؤكد لنا كل يوم أن زمن الفن الجميل ذهب ولم يعد.. الباقي فقط من سيشد وينفخ ويشفط ولا حاجة للتدقيق في الأداء الفني ومهارات الفنان.
المجتمعات تسعى لفن راقٍ وهادف يبني ويعمر.. ولكن للأسف هذا الوقت محجوز في المستشفى في انتظار حقنة بوتوكس هو الآخر.