الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

عودة التطبيع بين أنقرة وتل أبيب يكشف الوجه الحقيقي لأردوغان.. إسرائيل تدفع 20 مليون دولار تعويضات لأقارب ضحايا سفينة "مافي مرمرة".. مع استمرار الحصار البحري للقطاع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في خطوة متوقعة طال انتظارها كثيرا بين الجانبين، توقع كل من إسرائيل وتركيا، اليوم الثلاثاء، اتفاق المصالحة وعودة تطبيع العلاقات بينهما، على أن تطرح الاتفاقية غدا أمام المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينيت)، للتصويت والمصادقة عليها، بما يكشف الوجه الآخر والحقيقي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وادعاءاته بأنه ضد دولة الاحتلال.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد صرح- خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده من العاصمة الإيطالية - أمس الإثنين، أن اتفاقية المصالحة بين تركيا وإسرائيل، تحمل أهمية استراتيجية بالنسبة للأخيرة، معتبرا المصالحة ستعمل على خلق مراكز ثبات حول إسرائيل، في خضم الحروبات والقلاقل في الشرق الأوسط.
فيما قوبلت الاتفاقية بالاعتراض من بعض الوزراء الإسرائيليين ومن بينهم وزير الأمن الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، ووزير التربية والتعليم نفتالي بينيت، ووزيرة القضاء أييلت شاكيد.
ووفقًا لصحيفة "هآرتس" العبرية الصادرة اليوم فقد أجرى نتنياهو مساء الأحد، اتصالًا هاتفيا بنائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، ليطلعه على تفاصيل الاتفاقية التي توصلوا إليها، وقد بارك الأخير نتائج المفاوضات التي أفضت إلى اتفاق، سيؤتي أكله أمنيا، على حد قول بايدن.
كما أعلن رئيس الوزراء التركي بن على يلدريم، أمس الإثنين، استئناف العلاقات بين بلاده وإسرائيل، مضيفا أنه سيتم توقيع اتفاق بهذا الشأن غدا من قبل مستشار الخارجية ونظيره الإسرائيلي، ومن ثم تبدأ عمليات المصادقة عليه.
وذكر المسئول التركي أن الاتفاق يشمل دفع 20 مليون دولار تعويضات لأقارب ضحايا سفينة مافي مرمرة، وأشار إلى أن الاتفاق يتضمن إرسال مساعدات لغزة عبر ميناء أشدود الإسرائيلي، مضيفا أن أول سفينة ستنطلق يوم الجمعة المقبل إلى ميناء أشدود وعلى متنها أكثر من عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية.
بينما أكد نتنياهو أن الحصار البحري الإسرائيلي لقطاع غزة سيستمر، مضيفا أن الاتفاق الذي تم إعلانه مع أنقرة يبقي على "الحصار البحري الدفاعي" للقطاع الذي تديره حركة حماس، وقال إن المساعدات الإنسانية يمكن أن تصل إلى غزة عبر الموانئ الإسرائيلية.
ومن جانبه، اتصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ليطلعه على تفاصيل الاتفاقية بين أنقرة وتل-أبيب، واعدًا إياه أنها ستأتي بالمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بينما بارك كل من عباس والقيادة في حركة حماس، إتمام المصالحة الإسرائيلية التركية.
كما لاقت الاتفاقية ترحيبا كبيرا من المجتمع الدولي، حيث بارك وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري الاتفاقية، فيما عبر أمين عام هيئة الأمم المتحدة، بان كي مون، الذي قدم إلى إسرائيل، أمس الإثنين، عن رضاه من هذه الاتفاقية.

ويرى المحللون أن تركيا تسعى إلى إتمام هذه المصالحة لعدة أهداف من بينها شعورها بالعزلة في الإقليم وإخفاقها في الملف السوري والأزمة مع روسيا، والتهديد الكردي في الداخل والخارج، فيما تحتاج إسرائيل لحلفاء في المنطقة وتعاون استخباراتي مع تركيا افتقده منذ سنوات. 
وأوردت جريدة "يديعوت أحرونوت" بنود الاتفاقية التركية الإسرائيلية على النحو التالي: 
1- تعود كل من إسرائيل وتركيا إلى العلاقات الطبيعية الكاملة بما فيها تبادل السفراء فيما بينهما، والزيارات المتبادلة، والالتزام بعدم قيام أي من الدولتين بالعمل ضد الأخرى في المنظمات الدولية مثل حلف الناتو والأمم المتحدة.
2- تراجع الأتراك عن مطلبهم الخاص بإزالة الحصار عن قطاع غزة، بيد أن إسرائيل وافقت على تمكين الأتراك من نقل أي تجهيزات ومساعدات إنسانية ترغب فيها إلى قطاع غزة عبر ميناء أسدود، أي تحت الرقابة الأمنية الإسرائيلية، كما ستسمح إسرائيل لتركيا أيضا بإقامة محطة طاقة في غزة، ومنشأة لتحلية مياه البحر بالتعاون مع ألمانيا، ومستشفى.
3- لا تتضمن الاتفاقية أي بند يتعلق بإعادة الإسرائيلي أبره منغستو أو جثث الجنديين أورون شاؤول وهدر جولدين لإسرائيل، لكن تركيا تعهدت ببذل قصارى جهدها مع حماس من أجل إقناعها بإعادة الجثث، كما أعرب الأتراك أيضا عن استعدادهم للقيام بأعمال الوساطة بين الطرفين.
4- إسرائيل ستدفع مبلغ 21 مليون دولار لصندوق إنساني تركي لدفع تعويضات لعائلات ضحايا السفينة مرمرة، قتلى وجرحى.
5- ستلغي تركيا الدعاوى القضائية ضد الضباط والجنود الإسرائيليين والتي رفعتها إلى محكمة أسطنبول بشأن مسئولية الجنود والضباط الإسرائيليين على السيطرة على السفينة مرمرة.
6- ستلتزم تركيا بأن لا تعمل حركة حماس ضد إسرائيل من الأراضي التركية، وقد تراجعت إسرائيل عن مطلبها الخاص بطرد تركيا لقيادة حماس من أراضيها، ومع ذلك فإن كبير مسئولي حماس في تركيا صالح العاروري الذي كان مسئولا عن اختطاف وقتل الإسرائيليين الثلاثة في جوش عتصيون لم يعد موجودا على الأراضي التركية، وقد التزم الأتراك بأن لا يعود إليها.
7- تعود الدولتان للتعاون الأمني والاستخباري.
8- تقوم إسرائيل وتركيا بفتح اتصالات رسمية من أجل إقامة أنبوب غاز من آبار الغاز الإسرائيلية الطبيعية، وستعلن تركيا عن اهتمامها بشراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي، وبيعها في الأسواق الأوروبية.