الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

يقتل نجله "البلطجي" في أبوزعبل.. التحريات: المجني عليه سلك طريق الإدمان منذ فترة.. وبدأ في سرقة أهالي المنطقة من أجل الحصول عليها.. دائم الاعتداء على والديه بالضرب والسب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمشي مطأطئ الرأس، منكسر الخاطر، لا تحمله قدماه، نقل قدمه ليمشي خطوة للأمام، لم يستطع أن ينقل القدم الأخرى، يتعكز على أم ثكلى زاغ الضوء من عينيها على فراق نجلها "البلطجي" بطعنات والده وسكين "البيت"، حتى وصل إلى مكتب رئيس مباحث مركز الخانكة ليقص عليه وقائع جريمة، تختلط فيها المعايير لينقلب الجاني ضحية، وتنقلب الضحية إلى جانٍ، وبين هذا وذاك تظل قيم وأخلاق المجتمع المصري في مهب الريح.
وأمام المقدم أحمد سامي، رئيس المباحث جلس- الأب- "السيد ع م"، 47 سنة، صاحب محل أدوات منزلية ومقيم في أبوزعبل مركز الخانكة، يلتقط أنفاسه اللاهثة، يحاول أن يواري لوعته على فراق ابنه الذي قتله بيديه قبل دقائق معدودات، قبل أن يقول، ذهبت إلى غرفة نجلي "محمد" 20 سنة، لأوقظه من النوم، إلا أنه فاجأني بوابل من السباب الذي تطور إلى التعدي بالأيدي، وحين حاولت والدته أن تنهره وتمنعه من التعدي على، انهال عليها ضربًا هي الأخرى.
وصمت الأب المكلوم قليلًا، ليكتم تلك العبرات التي تقافزت من عينيه، حين حاول أن يجففها بملابسه، قبل أن يهدأ قليلًا ليكمل، "حين رأيته يتعدى عليَّ وعلى والدته، لم أتمالك نفسي التي لم أعد قادرًا على السيطرة عليها، حتى وجدتني أتوجه إلى المطبخ وأحضر سكينًا، لعلها تردعه عن التعدي علينا، إلا أننى لم أفق من غفوتي حتى وجدتني أغرس السكين في جسده أكثر من مرة، لأريحه وأريح والدته من تحمل "عار" هذا الابن العاق الذي اعتاد التعدي علينا.
وانهار الأب تمامًا حتى تحول صوته إلى نحيب مخلوط ببعض الكلمات التي لم تعد مفهومة، حين قال، "مكنتش عايز أقتله، بس دا كان حرامي وجايبلنا العار"، مؤكدًا، أن نجله تعود سرقة محتويات المحل الخاص به، وبيعها دون عمله، وكذلك تعود على سرقة مبالغ مالية من خزينة المحل.
وأضاف الأب، حاولنا مرارًا وتكرارًا أن نُقًّوم من سلوكه وكنا "بنعدي غلطاته"، إلا أننا فوجئنا بما لم نستطع تحمله، حين اكتشفنا أنه مدمن مخدرات منذ فترة طويلة، وأنه يسرق من أجل الحصول على المال اللازم لشراء المخدرات، حتى ذاع صيته بين أبناء المنطقة على أنه "حرامي" واعتاد على سرقة أشياء تخص أشخاص وجيران من سكان المنطقة، حتى تكررت الشكوى من الجيران، و"كل يومين بمصيبة".
على الفور قرر أحمد سامي رئيس المباحث تشكيل فريق بحث بقيادة النقيب أحمد حمدي، والذي اصطحب الأب القاتل إلى مسكنه، حيث كشفت التحريات والمعاينة المبدئية وجود جثة نجله المذكور ملقاة على الأرض بغرفة النوم بالطابق الثالث وبها عدة طعنات بالصدر والظهر والرقبة والعضد الأيمن والبطن وخروج الأحشاء.
كما عثر على السكين المستخدم في الواقعة بجوار الجثة، والتي تم نقلها لمستشفى بنها العام والتحفظ عليها تحت تصرف النيابة العامة.
كما استجوب فريق البحث والدة المجني عليه "ليلى ا ع" 46 سنة ربة منزل، والتي أيدت كلام زوجها، مشيرة إلى أن نجلهما جلب لهما العار، وجعل "سيرتهما على كل لسان".
وأمرت نيابة الخانكة بحبس الأب قاتل نجله أربعة أيام على ذمة التحقيقات، لحين استكمال تحريات المباحث، كما صرحت بدفن جثة الابن، بعد تشريحها وورود تقرير الطب الشرعي.