مع تزايد العمليات الإرهابية
بمحافظة الجيزة وكان آخرها قيام العناصر الإرهابية باستخدام وسيلة جديدة لاستهداف
قوات الأمن تعتمد على زرع العبوات الناسفة ثم يتم تفجيرها عن بعد لاستهداف مدرعات الشرطة،
بجانب مهاجمة الكمائن الأمنية واستهداف رجال الشرطة، انتشرت حوادث الاغتيالات خلال الفترة
الأخيرة بمدينتى البدرشين وأبوالنمرس بجنوب الجيزة.. شهدت المنطقة وخاصة كمين المرازيق
الذي تعرض للهجوم خلال 6 أشهر إلى 3 عمليات إرهابية آخرها اغتيال شرطى بالإدارة العامة
لمرور الجيزة أثناء تواجده في عمله بالمنطقة إثر قيام 3 عناصر إرهابية بإطلاق الرصاص
عليه وفروا هاربين.. وكشفت تفاصيل العمليات الإرهابية خلال الفترة الماضية أن المتهمين
بارتكاب حوادث الاغتيالات لرجال الشرطة يستخدمون دراجات بخارية ويهربون مستغلين طبيعة
المنطقة والمناطق الزراعية ويصبح الفاعل مجهولاً حتى الآن.
وتعتبر مناطق "الهرم وفيصل والبدرشين
وأبوالنمرس وكرداسة وأكتوبر" بمثابة الكابوس للأجهزة الأمنية بالجيزة ووزارة
الداخلية، نظرًا لأنها ينتشر بها العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى..
قامت "البوابة نيوز" بجولة على تلك المناطق فتلاحظ في منطقة فيصل والهرم يقوم العناصر
الإرهابية باستئجار بعض الشقق المفروشة في العقارات الجديدة للتخطيط لتنفيذ جرائم إرهابية
واغتيالات وذلك عن طريق دفع قيمة عالية للإيجار عكس ما يطلبه المالك ويطمع صاحب العقار
في المبلغ الكبير ويقوم بإسكانهم داخل الشقق ولا ينظر إلى مصلحة الدولة، حيث نجحت أجهزة
الأمن بالجيزة خلال الفترة الأخيرة في ضبط عدد من الشقق بداخلها عناصر إرهابية يقومون
بتصنيع العبوات الناسفة لاستهداف رجال الشرطة وكان آخرها عملية قيام أجهزة الأمن بمداهمة
إحدى الشقق بمنطقة فيصل والذي أسفر وقتها نتيجة حدوث انفجار عن استشهاد 9 بينهم 6 من
رجال الشرطة وإصابة 10 آخرين.. كما حدث أيضًا في أكتوبر عندما تمكنت القوات من تصفية اثنين من العناصر الإرهابية مطلوب ضبطهما وإحضارهما في قضايا إرهاب داخل إحدى الشقق
بأكتوبر بعد تبادل إطلاق الرصاص ويقوم العناصر الإرهابية بالاختباء داخل الشقق بأكتوبر،
بسبب طبيعة المنطقة في قربها من الحدود مع محافظة الفيوم والهدوء وقلة الدوريات الأمنية
في الشوارع.
أما كرداسة فهى من أشهر معاقل العناصر
الإرهابية، حيث يتواجد بها قيادات الإخوان وشهدت المدينة أبشع الحوادث الإرهابية وهو
حادث اقتحام قسم مركز كرداسة منذ 3 سنوات والذي أسفر عن استشهاد 13 من رجال الشرطة
بجانب قيام أجهزة الأمن بتصفية عدد من العناصر الإرهابية.
أبوالنمرس
"طرق وعرة.. أراضي زراعية.. ميادين بدون أكمنة أمنية.. شوارع تفتقر لأعمدة الإنارة.. ظهور بؤر إرهابية جديدة".. كلها علامات
تجدها منذ دخولك مدينة أبوالنمرس بالجيزة.. مدينة أصبحت تظهر فيها بورة إرهابية جديدة
وذلك بسبب حوادث الاغتيالات التي شهدتها المنطقة لرجال الشرطة خلال الفترة الماضية
ابتداء بحادث استهداف كمين المنوات والذي استشهد فيه 4 من رجال الشرطة عندما قام مجهولون
بإمطار أفراد الكمين بوابل من الرصاص واستولوا على أسلحتهم وفروا هاربين، وفى غصون شهر
ونصف الشهر على الواقعة شهدت المدينة حادثًا إرهابيًا جديدًا عندما قام مجهولون باستهداف
العقيد علي أحمد فهمي رئيس قسم المرور بالمنيب، أثناء خروجه من منزله للذهاب لعمله وأمطروه
بوابل من الأعيرة النارية وأضرموا النيران بسيارته، ما أسفر عن استشهاده هو وسائقه المجند.. أصبحت مدنية أبوالنمرس وما يجاورها من قرى أشهرها قرية زاوية أبومسلم وشبرامنت على
سطح الأحداث نظرًا لما تشهده من أعمال إرهابية خلال الفترة الماضية.. حيث شهدت المدينة
عملية القبض على القيادى الإخوانى محمد البلتاجى أثناء اختبائه في أحد المنازل بالقرية.
وداخل قرى ومراكز أبوالنمرس لرصد الحالة
الأمنية التي أصبحت عليها المدينة بعد تكرار حوادث الاغتيالات لتجد أن الطريق مكون
من جانبين يفصلهما ترعة فعلى الجانب الأيمن تتواجد بعض القرى والتي تبدأ بقرية شبرامنت
الحرية وزاوية أبومسلم ونزلة الأشطر ثم مركز أبوالنمرس وقرية الحرانية ومنيل شيحا
وترسا، أما الجانب الأيسر فتوجد به قرى المنوات وميت شماس وميت قادوس.
كما رصدت "البوابة نيوز" حالة
الفقر الأمنى التي سيطرت على مداخل ومخارج المدينة وحالة الاستياء الشديد من قبل أهالي
المدينة نظرًا لما تشهده من أعمال إرهابية خلال الفترة الماضية منها أحداث كمين المنوات
والتي راح ضحيتها 4 من أفراد الأمن وواقعة استشهاد العقيد على أحمد فهمى ومجنده مطالبين
من قوات الأمن باليقظة التامة للعناصر الإرهابية التي تقوم كل يوم باغتيال أبرياء ليس
لهم ذنب الا أنهم يقومون بعملهم.
وأكد مسعد إسماعيل أحد قاطنى منطقة شبرامنت،
أن جماعة الإخوان الإرهابية ستستمر في استهداف رجال الشرطة وأن العمليات الإرهابية
لن تتوقف بسهولة وأنهم يستغلون الثغرات الأمنية التي تخلفها قوات الأمن ويستخدمها استخدامًا
جيدًا في تنفيذ عملياته الإرهابية مطالبًا من الأجهزة الأمنية بأنه يجب على قوات الأمن
أن تطور من خططها وتمركزاتها الأمنية حتى يصعب على العناصر الإرهابية مراقبة والتربص
لهم.. كما تعرض كمين المرازيق خلال 6 أشهر الأخيرة إلى 3 حوادث إرهابية.. يوم 29 سبتمبر
2015 قام مسلحون ملثمون بالهجوم على كمين المرازيق في مركز البدرشين ما أسفر عن استشهاد
مجند بقوات الأمن المركزي وإصابة ضابط شرف بـ 4 طلقات في أنحاء متفرقة من جسده وفر
المتهمون هاربين ولم يتم الإعلان عن القبض على المتهمين بارتكاب الواقعة.
وفى يوم 16 فبراير قام مجهولون يستقلون
دراجة بخارية بإطلاق عدة أعيرة نارية تجاه قوة التأمين المعينة بكمين المرازيق ما
أسفر عن استشهاد أمين شرطة وإصابة آخر من الإدارة العامة لمرور الجيزة وفروا هاربين
ولم تتمكن حتى الآن أجهزة الأمن بالجيزة من القبض على المتهمين بارتكاب الواقعة.
ولم تمر 10 أيام، ويوم الجمعة الموافق
27 فبراير، حتى قام 3 مسلحين يستقلون دراجة بخارية بإطلاق الرصاص على شرطى بالإدارة
العامة لمرور الجيزة أثناء تواجده بمكان عمله وأصيب بـ6 طلقات نارية حتى لقي مصرعه
وفر المتهمون هاربين ولم تتمكن أجهزة الأمن من القبض على المتهمين بارتكاب الواقعة
باستثناء ضبط عناصر مشتبه فيهم.
خطة أمنية
وقالت مصادر أمنية، إن الأجهزة الأمنية
بمديرية أمن الجيزة بالاشتراك مع قطاعى الأمن العام والوطنى، قاموا بوضع خطة أمنية محكمة
لمداهمة تلك البؤر الإرهابية وضبط العناصر الإرهابية التي تختبئ بها.. وأشارت المصادر
أن الخطة تعتمد على الحملات الأمنية المكثفة وكذلك الكمائن الثابتة والمتحركة لإعادة
الانضباط إلى الشارع وضبط العناصر الإرهابية المطلوب ضبطها وإحضارها في قضايا إرهاب
بجانب الحملات على جميع العقارات السكنية الجديدة لتفتيشها وضبط العناصر الإرهابية
التي تختبئ وتقوم بتصنيع القنابل.
قانون تشريع لملاك العقارات
أكد اللواء
محمد نور مساعد وزير الداخلية والخبير الأمنى، أن
الخلايا الإرهابية تستغل المناطق الجديدة والأحياء الشعبية وتقوم باستئجار شقق سكنية
فيها لتنفيذ عملياتهم الإرهابية وأنهم يقومون باتخاذ تلك الشقق السكنية كملجأ ووكر
لها للابتعاد عن أعين الأجهزة الأمنية خاصة خلال الفترة الماضية وأنه يجب على مالكى
العقارات تقديم عقد الإيجار وصورة بطاقة المستأجر وخاصة المستأجرين منهم للشقق المفروشة
إلى أجهزة الأمن لكى تقوم بفحصها أمنيًا وإجراء التحريات تجاههم للتأكد من عدم انتمائهم
لأى خلايا إرهابية.. وشدد نور على ضرورة تشريع قانون يلزم أصحاب العقارات بهذه الإجراءات
ويقضى أيضًا بمعاقبة كل من يخالف تلك الإجراءات، مشيرًا أن الخلايا الإرهابية التي تقوم
بتنفيذ العمليات الإرهابية خاصة بمناطق جنوب الجيزة ما هى إلا خلايا جديدة بعد
أن نجحت قوات الأمن خلال الفترة الماضية من إسقاط عدد كبير منهم، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية
بوزارة الداخلية تعمل على قدم وساق كخلية نحل في عملية جمع المعلومات عن تلك الخلايا
لضبطها وتقديمها للعدالة، مشيرًا أن المواطنين لهم دور كبير في مساعدة القوات.
وأشار اللواء محمد نور أن التنظيم السرى
لجماعة الإخوان المجرمين يوجد لديه مسئول إدارى في كل محافظة ولديهم خلايا وكوادر في
المحافظات مثل الشرقية والمنصورة والجيزة، وأشار أن أعضاء الخلية يستغلون مناطق البدرشين
وأبوالنمرس في تنفيذ عملياتهم خاصة أنهم يستخدمون القرى بسبب الجهل والفقر التي يعانى
منها معظم أهالي القرى الريفية ولا يقدرون على تنفيذ عملياتهم في المدن.
وأشار الخبير الأمنى إلى أنه على وزارة
الداخلية أن تقوم بتتبع صفحات العناصر الإرهابية عن طريق مباحث الإنترنت وجمع أكبر
قدر من المعلومات عنهم حتى يتم إجهاض أي مخططات لهم قبل تنفيذها كما أكد البسيونى أنه
يجب على الخدمات الأمنية المنتشرة بالشوارع والميادين أن تغير خط سيرها وعدم الالتزام
بتمركز معين لهم حتى يصعب على العناصر الإرهابية التربص لهم ومراقبتهم، وأكد البسيونى
أن هناك جهازًا صغيرًا يمكن أن تستخدمه قوات الأمن خلال عمليات التمشيط والتأمين بالشوارع
حيث يتم وضع هذا الجهاز أسفل المدرعات لقدرته على كشف المتفجرات من مسافة بعيدة.. وشدد
البسيونى على ضرورة إجراء عمليات تقنين للشقق السكنية بالأحياء الشعبية والمناطق الجديدة
بعد أن استغلتها العناصر الإرهابية لوكر لتنفيذ أفعالهم الإرهابية ضد قوات الأمن والمواطنين
وأنه يجب على أصحاب العقارات إبلاغ المسئولين عندما يتم استئجار تلك الشقق للكشف عن
هوية المستأجر ومعرفة انتماءاته السياسية.
