السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

الصدام الروسي الأمريكي يقترب.. والحل في "تحرير حلب"

الرياض تسعى للحرب ودمشق تعلن جاهزيتها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بإعلانه أن قرار الرياض إرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم «داعش» نهائى ولا رجعة فيه، أكد المتحدث باسم «التحالف العربى»، أحمد عسيرى، الخميس الماضى، مخاوف عديدة انتشرت لدى دول المنطقة باندلاع حرب إقليمية فى طورها الأول قد تتطور لاحقًا إلى حرب عالمية بسبب تصادم المصالح وتوتر الأجواء.
وأضاف عسيرى أن «الإيرانيين يدعمون ميليشيات إرهابية فى العراق وسوريا»، مشيرًا إلى أنه «لا يوجد أى طرف خارجى يحارب داعش فى سوريا على الأرض حاليًا».


كما أكد المسئول العسكرى السعودى الانتهاء من الجهود الدبلوماسية لتشكيل التحالف الإسلامى ضد الإرهاب، وأعلن دخول التحالف الإسلامى ضد الإرهاب حيز التنفيذ خلال شهرين.
وفى وقت سابق أفادت مصادر أن السعودية قدمت إلى دول التحالف الدولى ضد «داعش» فى سوريا خطة تتحدث عن مشاركة قوات خاصة فى الحرب ضد التنظيم، تقوم على جمع المعلومات وتعزيز القوات المتواجدة على الأرض مما وصفتها بالمعارضة السورية المعتدلة.
وبحسب ما توفر من معلومات، فإن المشاركة السعودية بإرسال قوات برية خاصة إلى سوريا لن تكون بصورة منفردة، وإنما مشروطة بمشاركة الولايات المتحدة، ومحصورة كذلك بمحاربة تنظيم «داعش» فى سوريا فقط دون العراق، فى ظل بقاء حلب المدينة التجارية الكبرى فى أيدى التنظيم الإرهابى، ومع التصعيد العسكرى للجانب الروسى ومعه الجيش الوطنى السورى، والذى بلغ أوجه الخميس، فى محاولة حثيثة لتحرير حلب وإغلاق الحدود التركية تماما فى وجه القوات التركية السعودية والناتو، مما سيغلق الباب أمام أى حجة لهذا التدخل المستندة إلى «محاربة التنظيم الإرهابى» وبالتالى يكون أى تدخل بعد إبطال الحجة بمثابة عدوان سافر على الدولة السورية وينكشف الغطاء عن المحاولات السعودية الغربية المحمومة للتدخل البرى الذى يهدف فى الأساس إلى إخراج روسيا من المعادلة الحالية ومعها إيران وحزب الله اللبنانى والاستفراد بالجيش النظامى السورى، ومن ثم، إسقاط نظام بشار الأسد وهو ما تعلنه المملكة السعودية فى أى تحرك دبلوماسى، حتى تحافظ فى نفس الوقت على جبهة النصرة «السنية» ومقاتلى الجيش الحر باعتبارهما البديل السعودى السورى للنظام الفعلى القائم.
على صعيد آخر، انتقل حلف الناتو نقلة نوعية جديدة تجاه روسيا تتسم بالعدوانية وذلك رغم التصريحات المطاطة بضرورة عقد لقاء فى إطار «روسيا الناتو»، حيث صرح الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، بأن ٢٨ وزير دفاع من الدول الأعضاء فى الحلف وافقوا على توسيع التواجد العسكرى فى شمال البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، وهذا التصريح جاء فى نهاية اليوم الأول من الاجتماع الوزارى فى بروكسل، وهو ما وصفه المراقبون بأن الحلف اتفق على التوسع شرقًا نحو الحدود الروسية، وقد يبدأ الحلف بتضمين تلك المهمة رسميا فى وثائقه، أو على الأقل يبدأ العمل بذلك بصرف النظر عن أى اتفاقيات مع روسيا، أو مراعاة لمصالحها.
وبطبيعة الحال، فهذه النقلة تتعلق بجبهتين أساسيتين، هما الجبهة السورية والجبهة الأوكرانية. ما يعطى انطباعًا بأن الناتو يستعد لاستفزازات ما أو مواجهات جزئية، أو فى أحسن الأحوال «يضع العصا فى الدولاب» أمام روسيا ومصالحها، أما النقلة النوعية الأخرى، فتكمن فى تصريح ستولتنبرج بأن الحلف ليس لديه بعد خطة لتعزيز مراقبة الحدود التركية من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحًا أنه «من السابق لأوانه الإجابة عن هذا السؤال»، وهذه النقلة الثانية تتضمن عاملين فى غاية الخطورة، الأول، يتعلق بتركيا وأراضيها وحدودها كدولة عضو فى الحلف لها حقوق معينة وعليها واجبات أخرى محددة، والثانى، موضوع الهجرة غير الشرعية واعتباره مسألة أمنية تتعلق بنشاطات الناتو، على الرغم من أن تركيا هى التى لعبت دورًا سلبيًا فى هذا الموضوع، بل أصبحت تستخدمه ورقة ابتزاز لأوروبا والولايات المتحدة وكندا، ولكن دول حلف الناتو نسيت فجأة الضغوط والابتزازات التركية المتعلقة بموضوع اللاجئين، واعتبرته من الموضوعات التى تدخل ضمن دائرة اختصاصاتها العسكرية والأمنية.
فى كل الأحوال، فقد أعلن ستولتنبرج، فى ختام اجتماع وزراء دول الحلف فى ١١ فبراير الحالى، أن أعضاء الحلف وافقوا على إرسال طائرات إنذار مبكر «أواكس» إلى سوريا لتقديم المساعدة فى محاربة تنظيم «داعش» كما طلبت الولايات المتحدة فى وقت سابق من قادة الحلف، وأوضح بأن الناتو سيعمل على تشديد الرقابة عند الحدود السورية - التركية.
ويرى المراقبون أن الناتو يضع تركيا ضمن سيناريو متحرك يمكن استخدامه لأسباب مختلفة ومتعددة فى حال قرر الحلف أن يقوم بمواجهات جزئية مع روسيا فى الشرق الأوسط أو فى البحر الأسود. من جهة أخرى، يمكن للحلف أن يتذرع بموضوع الهجرة غير الشرعية للتدخل فى نزاعات الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية، والليبية أيضًا، علما بأن ستولتنبرج أكد أن الحلف ينوى توسيع نشاطاته لمكافحة تنظيم داعش، لكنه لم يقل كيف!!
من ناحية أخرى أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، الخميس الماضى أن التوافق حول قائمة المجموعات الإرهابية لن يتم خلال لقاء مجموعة دعم سوريا فى ميونيخ، وقال دى ميستورا فى حديث مع وكالة «تاس» الروسية: «فيما يخص الإرهابيين، فإن هذا الموضوع يحتاج إلى نقاش طويل.. لن يتقرر الأمر اليوم، وإنما سيتطلب ذلك فترة أطول من الوقت»، كما ذكر المبعوث الأممى أن دول مجموعة دعم سوريا لم تتمكن بعد من التوصل إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار فى سوريا، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن وقف النار قبل انتهاء اللقاء، وجاءت تصريحات دى ميستورا قبل عقد جلسة وزراء الدول الداعمين لسوريا فى ميونيخ، فى إطار الجهود الرامية إلى وضع الحد للنزاع المسلح فى سوريا.
كان وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، كان قد استبق تصريحات ستولتنبرج، وقال إن تعزيز مواقف روسيا فى العالم لا يروق للقيادة الأمريكية على الإطلاق، ولذلك يحاول البعض فى واشنطن إجبار موسكو على خوض الحرب على جبهتين، ورغم أن لافروف أكد أنه ليس من أنصار نظرية المؤامرة، إلا أنه رأى وجود دلائل على رغبة البعض فى واشنطن فى إجبار روسيا على خوض الحرب على جبهتين، كما يقولون هم بأنفسهم فى دوائر ضيقة. واعتبر أن هؤلاء «الصقور» الأمريكيين لا يريدون تخفيف التوتر فى أوكرانيا، بل يعملون على إثارة «مراحل ساخنة» جديدة فى سياق الأزمة بمنطقة دونباس فى جنوب شرق أوكرانيا، لكى لا يشعر الروس بحياتهم فى سوريا كأنها «الفردوس الموعود»، على حد تعبيره.
وهذه التصريحات التى أدلى بها لافروف لصحيفة «موسكوفسكى كمسموليتس» الروسية مستبقًا فيها تصريحات ستولتنبرج، تحمل فى طياتها العديد من الملاحظات المهمة، وعلى رأسها مماطلة الناتو والولايات المتحدة فى مكافحة الإرهاب لأهداف محددة، وإشعال الأوضاع فى أوكرانيا عمومًا، وفى منطقة دونباس على وجه الخصوص، والعودة إلى استخدام ورقة جورجيا برصد مساعدات مالية وإحياء حلمها فى الانضمام إلى حلف الناتو، والعبث فى دول آسيا الوسطى. كل ذلك إضافة إلى تأجيج الأوضاع فى بولندا ودول البلطيق، وفى الحقيقة، فالكثير من الخبراء والمراقبين كانوا قد تحدثوا كثيرًا طوال السنوات الأخيرة حول نوايا النانو وواشنطن.
من جهة أخرى، يرى وزير الخارجية الروسى أن إصرار واشنطن على الحفاظ على عقوباتها ضد روسيا، يثبت أن الأمر يتعلق فى حقيقة الأمر، ليس بالوضع فى أوكرانيا وسوريا، بل بتعزيز مواقف روسيا كدولة لها توجهات خاصة بها فى الشئون العالمية، وهو وضع لا يروق على الإطلاق للكثيرين فى واشنطن.
فى كل الأحوال، تدرك موسكو جيدًا نوايا واشنطن والناتو، وبالذات فيما يتعلق بفتح الجبهات المختلفة، كما ذكر لافروف، مع العلم بأن مواصلة توسع الناتو شرقًا، يعتبر تجاهلًا تامًا للالتزامات التى أخذها الغرب على عاتقه بعد تفكك الاتحاد السوفيتى، عندما تعهد بعدم نشر بنية تحتية عسكرية فى أراضى الأعضاء الجدد فى الحلف.