الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تليفزيون البوابة

استقبل المعزين في جنازته بعد 3 أشهر من وفاته.. تفاصيل ما حدث .. شاهد

جنازة جروس بيديل
جنازة جروس بيديل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في واقعة أثارت جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الدولية، نُظمت جنازة المنتج الفني الشهير "جروس بيديل" وفق طقوس تقليدية غير مألوفة في ساحل العاج، تضمنت هذه الطقوس إخراج الجثمان من النعش وإجلاسه على كرسي مزين بالألوان الأفريقية التقليدية، مرتديًا ملابسه الأنيقة التي اشتهر بها، في مشهد أثار العديد من ردود الفعل المتباينة.

جروس بيديل: رمز في صناعة الترفيه بساحل العاج

جروس بيديل، واسمه الحقيقي "أهوا بليتشي نويل"، كان شخصية بارزة في عالم الترفيه بساحل العاج،  بدأ حياته المهنية في إدارة النوادي الليلية الشهيرة في العاصمة أبيدجان، حيث أسس لنفسه اسمًا لامعًا في صناعة الترفيه، ساهم في إنتاج العديد من الأعمال الموسيقية، وكان يُعتبر رمزًا للابتكار الفني في مجال الإنتاج. امتد تأثيره ليشمل دعم المواهب المحلية، ما جعله من الشخصيات المؤثرة في الحياة الفنية بساحل العاج.

تفاصيل الجنازة: مزيج من التقاليد والحداثة

بعد وفاة جروس بيديل في الثاني من يوليو 2024 بسبب سكتة قلبية، بدأت التحضيرات لجنازة فريدة تليق بمكانته الاجتماعية والفنية. استمرت مراسم الجنازة عشرة أيام، من 6 إلى 15 سبتمبر، جمعت بين التقاليد الأفريقية والعصرية. لكن المشهد الذي لفت الأنظار كان اليوم الذي تم فيه إخراج الجثمان من النعش وإجلاسه على كرسي مزود بميكروفون وعصا، ليبدو وكأنه يستقبل المعزين بنفسه.

هذه الممارسة ليست غريبة على بعض المجتمعات في غرب إفريقيا، حيث يُعتقد أن الروح لا تفارق الجسد فور الوفاة، وأن المتوفى يستمر في الشعور بمن حوله. يُعتبر هذا التصرف تكريمًا للميت وفرصة للعائلة والأصدقاء لتوديعه بطريقة تُظهر احترامًا أكبر لمكانته. من هنا، جرى تجهيز بيديل بملابسه التقليدية ليظهر في الجنازة بكامل أناقته المعتادة، وكأنه حاضر بين محبيه حتى اللحظات الأخيرة.

ميت ظهر بكامل أناقته.. جلس يحمل الميكروفون ويحيي المعزين

الطقوس الجنائزية في غرب إفريقيا: رمزية وتقاليد

تشتهر بعض دول غرب إفريقيا، خاصة غانا وساحل العاج، بطقوس جنائزية فريدة تعكس تقاليد ثقافية عريقة. في هذه المناطق، لا يُعتبر الموت نهاية مطلقة للحياة، بل مرحلة جديدة في الرحلة الروحية. لذلك، تُجرى الجنازات بشكل يُظهر احتراماً كبيراً للمتوفى، من خلال تنظيم احتفالات تدوم لعدة أيام، تضم عروضا موسيقية وطقوسًا اجتماعية.

من أكثر الجوانب إثارة للاهتمام هو طقس "إجلاس الجثمان"، حيث يتم إخراج الميت من النعش وإجلاسه بشكل طبيعي، وكأنه يشارك في الاحتفال بنفسه. يعتبر هذا الفعل رمزًا للربط بين الحياة والموت، حيث يتم تصوير الميت كجزء لا يتجزأ من المجتمع حتى بعد رحيله.

ردود الفعل على جنازة جروس بيديل

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي ردود فعل متباينة حول جنازة بيديل. البعض رأى في هذا الطقس احترامًا لتقاليد ثقافية قديمة تعبر عن الروحانية العميقة في المجتمعات الأفريقية. بينما وصف آخرون المشهد بأنه "غير مريح" و"مخيف"، نظرًا لما اعتبروه مناقضًا للعادات الجنائزية في معظم دول العالم. كتب أحدهم على موقع فيسبوك: "هذه هي ثقافتنا، نطلب احترامها". في حين تساءل آخرون عن الكيفية التي جرى بها تجهيز الجثمان ليظهر بهذا الشكل الطبيعي​(

 بين التقليد والحداثة

تعكس جنازة جروس بيديل صورة حية للتقاليد الجنائزية الغنية في ساحل العاج وغرب إفريقيا. ورغم أنها قد تبدو غريبة أو غير مألوفة للبعض، فإن هذه الطقوس تعبر عن ارتباط المجتمعات الأفريقية بتاريخ طويل من الرمزية والاحترام للميت. تظل هذه التقاليد جزءًا من الهوية الثقافية التي تمزج بين الحياة والموت، وتستمر في إبهار العالم بعراقتها وغناها.