تستضيف منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، اليوم، مؤتمرًا دوليًا تحت عنوان "دور التكنولوجيا الحيوية الزراعية في النظم الغذائية والتغذية المستدامة" وذلك بمقرها في العاصمة الإيطالية روما.
يحضر المؤتمر الذي يستمر حتى 17 فبراير الجاري، أكثر من 400 من العلماء وممثلي الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وشريحة وزارية رفيعة المستوى بالإضافة إلى الأوساط الأكاديمية وجمعيات المزارعين والتعاونيات.
ويهدف المؤتمر الدولي العلمي إلى تعريف مزارعي الأسرة بكيفية الاستفادة من التقانات الحيوية الزراعية بشكل مباشر وممن يحتاجون إلى تحسين نظم التغذية والغذاء لا سيما لدى البلدان النامية في وقت يواجهون فيه تحديات متزايدة بسبب الفقر وتغير المناخ والنمو السكاني
وقالت الخبيرة مارسيلا فياريال مديرة مكتب "فاو" للشراكات والدعوة وبناء القدرات، إن الندوة مفتوحة ومحايدة حيث يمكن لأي طرف أن يشارك فيها للتعرف على المعارف والابتكارات في هذا المجال وكيفية وضعها في أيدي المزارعين الأسريين والمنتجين والمستهلكين خاصة في البلدان النامية، ومن جانبة ذكر الخبير رودريغو كاستانيدا رئيس وحدة "فاو" للشراكات.
أن المؤتمر معني بجميع القطاعات الزراعية في مختلف أنحاء العالم وسيتم خلاله تبادل الخبرات ووجهات النظر ونقاشات حول التقانات الحيوية الزراعية في خدمة مزارعي الأسرة.
وتركز الندوة على جملة واسعة من التقنيات الحيوية القادرة على رفع مستويات الغلة وتعزيز التغذية وزيادة إنتاجية المحاصيل والماشية والأسماك والأشجار التي تعتمد عليها النظم الغذائية للمزارعين الأسريين وسبل معيشتهم، كما تتضمن نقاشا حول الكائنات المحورة وراثيا.
وتعد التقانة الحيوية تطبيق المعلومات المتعلقة بالمنظومات الحية بهدف استعمال هذه المنظومات أو مكوناتها في الأغراض الصناعية، أي أنها تقنية مستندة على علم الأحياء خاصة عندما تستعمل في الزراعة وعلم الغذاء والطب، كما أنها تستخدم في معالجة الكائنات الحية والتعامل معها على المستوى الخلوى وتحت الخلوى من أجل تحقيق أقصى استفادة منها صناعيا وزراعيا واقتصاديا وذلك عن طريق تحسين خواصها وصفاتها الوراثية.
كما تعنى التقانة الحيوية بتطوير وتنظيم تشريع الأنظمة الحيوية لمعالجة البيئات المتلوثة في الأرض والهواء والماء وإجراء العمليات الصديقة للبيئة أو ما يطلق عليها تقنيات التصنيع الخضراء والتنمية المستدامة، كما تعتبر الاستخدام المثالي الرشيد للطبيعة المتواجدة في أشكال نباتات وحيوانات وبكتيريا وفطريات بهدف إنتاج طاقة متجددة وطعام ومغذيات في دائرة مدمجة ومتعاونة.
وتكمن أهمية التقنية الحيوية البيئية تجاه الزراعة والأمن الغذائي وتلطيف حدة التغير المناخي والتأقلم بالإضافة إلى تحقيق أهداف الإنمائية الألفية، كما يتم تطبيق التقنية الحيوية في مجال البيئة في التخلص من الملوثات باستخدام الكائنات الحية والحد من ظاهرة التلوث بالمغذيات وإنتاج الوقود الحيوي والكاشفات الحيوية والاختبارات الحيوية.
يذكر أن مصطلح التقانة الحيوية استخدم لأول مرة من قبل الاقتصادي الزراعي المجري "كارل إيركي"، في عام 1919 ليعني به "كل خطوط العمل المؤدية إلى منتجات ابتداء من المواد الأولية بمساعدة كائنات حية"، ثم توسع التعريف ليشمل إنتاج مواد بمساعدة كائنات حية كالأنزيمات والكتلة الحيوية ثم تم تضييق التعريف ليركز على تقانات جديدة بدلا من عمليات الإنتاج التقليدية حيث أصبحت نظرية الزراعة هي الطريقة المثلى لإنتاج الطعام منذ ثورة العصر الحجري الحديث ومن خلال التقانات الحيوية المبكرة تسنى للمزارعين اختيار وتوليد أفضل المحاصيل وبذلك أصبحت الغلة أعلى لإنتاج غذاء كاف لدعم تزايد السكان.
