الخميس 09 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

العادات والتقاليد السودانية موروث حضارى يجسد أصالة شعب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
العادات والتقاليد عند الشعب السوداني تمثل موروثا حضاريا يرتبط بمعيشتهم وحياتهم اليومية، فمعظم تلك العادات ترجع لأصول عربية منها على سبيل المثال ما يطلق عليه (دق الشلوفة) هى عملية صبغ شفاه الفتاه بلون أخضر يميل إلى السواد وهى شكل من أشكال الزينة بالنسبة للنساء بالسودان و(دخان الطلح) وهو دخان له نوعان البخور المعروف وتُطب به الأجسام والثياب والبيوت، والدخان الذي تصطلي به المرأة العربية بغرض الاستدفاء أو الزينة، وكلا النوعين في السودان..وهى تقاليد تستخدم في التراث الحضارى النوبى كطقوس في الأعراس (الزفاف).
ومن أهم الطقوس التي انفرد بها الشعب السودانى مايعرف بعادة (الشلوخ)..وهى علامات توضع على جانبى الوجه للمرأة والرجل تختلف من قبيلة إلى أخرى وتأخذ أشكالا مختلفة باختلاف كل قبيلة، وقد شهدت الآونة الأخيرة تراجعا بتلك العادة خاصة في المدن والمناطق الحضارية ولكنها مازالت متواجدة في بعض المناطق الريفية والنائية بالولايات السودانية الممتدة مع حدود دولة جنوب السودان نظرا لارتباط القبائل السودانية بعضها ببعض في دولتى السودان.
كما تشتهر حفلات العرس السودانى بما يعرف بـ(رقيص العروس) حيث تجلس العروس وفتيات الحى للرقص على أنغام الدفة (الدلوكة) وتسمى هذه العملية بالتعليمة، وتستمر عدة أيام ويمتلئ منزل أهل العروس بالأقارب وترتفع أصوات النساء بالزغاريد ما يعرف بليلة الحنة.
وتنتشر في السودان أيضا عادة (فطور أم العريس) وهى وجبة فطور تقدمها أم العروس وقريناتها والذهاب بها إلى منزل أهل العريس في صبيحة يوم الزفاف وتزخر تلك الوجبة بالعديد من الأطعمة المفضلة لدى الشعب السودانى من مآكل ومشرب اعتادوا عليه في تلك المناسبة.
ومن أهم العادات أيضا (سد المال) هو يوم يحضر فيه أهل العريس إلى منزل أهل العروس وبين أيديهم مهر العروس وبعض العطور والكريمات مثل (المحلب) و(المسك) و(الصندل) وأحيانا مجموعة من الأحذية والثياب للعروس إضافة إلى بعض المواد التموينية مثل الزيت والسكر والدقيق والأرز والمكرونة والشاى.
وتشتهر القبائل السودانية على اختلافها بالطبيعة المحافظة والتدين العام الذي يربط الفرد والمجتمع، وترتبط العادات والتقاليد السودانية بالمناسبات الدينية مثل شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى والمناسبات الاجتماعية الخاصة مثل الزواج والمآتم. 
ويبدأ الإعداد لشهر رمضان في السودان قبل وقت مبكر حيث يتم إعداد العديد من المشروبات التي لاتوجد في أي بلد غير السودان وهى شراب (حلو- مر) المعروف ب (الأبريه) إضافة إلى المشروبات المعروفة في بعض الدول العربية الأخرى مثل (الكركدية) و(العرديب) وهو ثمرة تشبه التمر الهندي والتبلدى (الجنجليز) و(الجديم) وهو مشروب يفيد في تنقية الدم و(المديدة) وهو مشروب لزيادة النشاط والطاقة وأيضا تشتهر المائدة السودانية بأكلة العصيدة التي تختلف عن أنواع العصيدة المعروفة في بلاد الخليج العربى.
ومن العادات والتقاليد أيضا..الزي السوداني التقليدي (للنساء) وهو التوب السوداني كما يقال عنه في السودان هو الزي الرسمي للسودانيات، وهو زي يغطي جسم المرأة من ساسها إلى رأسها وعادة يكون من اقمشة (توتل) أو(حرير) أو أنواع أخرى متعددة وتوب الحرير هو التوب المفضل للعروس السودانية حيث توجد منه موديلات بألوان زاهية وتشكيلات رائعة منها التياب اللامعة التي تلبس عادة في السهرات والتياب الملونة بألوان هادية تلبس نهارا، والنساء من عمر أربعين سنة يفضلن تياب ال(توتل) لأنها أكثر وقارا وحشمة وأيضا تتعدد تشكيلات هذا النوع أيضا والتي تعرض في محال الأقمشة ومحال التياب.
الزي التقليدي السوداني (للرجال) الجلابية هي عمدة الزي القومي السوداني، وهي ليست الزي الوحيد بالسودان المترامي الأطراف، الزاخر بالتنوع الإثنى والثقافي والمناخي، وإنّما أصبحت تمثل زي السودان القومي، والجلابية السودانية هي بالطبع زي رجالي صرف إلاّ أنها ليست على شاكلة واحدة وإنّما هي أشكال عدّة، وتقف خلف هذا التعدد عوامل كثيرة منها المناخي، ومن هذه العوامل أيضًا عوامل تاريخية ودينية ومهنية و(جمالية) وهذا التعدد في الأشكال لا يسلب الجلابية شيئًا يذكر وإنما هو مجرد تغييرات طفيفة في الطول والقصر، أو في الضيق واتساع الأكمام وما إلى ذلك.
وأخيرا..يعتبر إكرام الضيف من العادات الأصيلة عند الشعب السودانى.. وتظل هذه العادات والتقاليد راسخة في المجتمع السودانى مهما طغت عليها السنوات وأثرت
عليها ثقافات الغرب التي تحاول أن تلغى أصواب معظم الشعوب، والشعب السودانى سيظل ذلك الشعب الطيب المحتفظ بعاداته وتقاليده.