الكتابة هي الوسيلة الثابتة للتعبير عن الفكرة، وعندما فكر المصري القديم في أن يسجل أحداثه كانت الطبيعة من حوله مصدر الإلهام بالنسبة له بما فيها من ظواهر طبيعية وكائنات حية، فهداه تفكيره إلى أن ينقل بعضًا مما في الطبيعة والبيئة المحيطة به ليعبر بالصورة عن المعانى التي يريد التعبير عنها.
جاءت الكتابه عند المصرى القديم معبرة عن صورتها، فإذا ما رسم إنسانا فإنه يقصد التعبير عن الإنسان، وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء جسم الإنسان أو الحيوان أو الطيور والزواحف والحشرات والأشجار والنباتات والجبال والبحار والأنهار، فقد استخدم علامات معينة لتعبر عن مضمون معين فالبومة للتعبير عن البومة نفسها، وموجة المياه للتعبير عن المياه بوجه عام من حيث المصدر أو الاستخدام والعلامة التي تمثل القصبة الهوائية للتعبير عنهما كأجزاء من جسم الإنسان.
وكتبت اللغة المصرية القديمة بخطوط أربعة هي: الهيروغليفية، الهيراطيقية، الديموطيقية، والقبطية، وهي خطوط لم تظهر في وقت واحد وإنما جاءت في إطار تتابع زمنى يعبر عن الامتداد الزمنى الطويل الذي عاشته اللغة المصرية القديمة ويعبر في نفس الوقت عن النضج الفكرى للإنسان المصرى القديم.
1-الخط الهيروغليفى:Hieroglyphic
هو أقدم الخطوط المصرية وأطولها عمرا وأكثر وضوحًا وجمالا واشتقت كلمة "هيروغليفى" من الكلمتين اليونانيتين "هيروس" و"جلوفس" وتعنيان الكتابة المقدسة لأنها تكتب على جدران المعابد والمقابر فقط ولعله من المناسب أن نصحح خطأ شائعًا بمسمى اللغة المصرية القديمة، فالشائع أن يشار إليها باللغة الهيروغليفية، فالهيروغليفية خط وليس لغة، ويمكن مقارنة ذلك بالغة العربية فهى لغة واحدة كتبت بعدة خطوط منها النسخ والرقعة والثلث والكوفى.
2-الخط الهيراطيقى:Hieratic
اشتقت كلمة هيراطيقى من الكلمة اليونانية "هيراتيكوس" وتعنى "كهنوتى" إشارة إلى أن الكهنة كانوا أكثر الناس استخداما لهذا الخط حيث نسبة كبيرة من النصوص الهيراطيقية في العصور المتاخرة هي نصوص دينية وكتب معظمها بواسطة الكهنة.
3-الخط الديموطيقى:Demotic
اشتق مسمى هذا الخط من الكلمة اليونانية "ديموس " والنسبة منها "ديموتيكوس" أي "شعبى" وهو خط المعاملات اليومية وخصوصا الإدارية منها والتي تحتاج لسرعة في الإنجاز.
4-الخط القبطى:coptic
هو المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة وكلمة "قبطى" المشتقة من اليونانية "أيجوبتى" وتعنى مصرى إشارة إلى المواطن الذي عاش على أرض مصر وإلى الكتابة التي عبرت عن لغته في هذه المرحلة ولأن القبطية هي الصدى الأخير للغة المصرية القديمة فهى تمثل أهمية لغوية خاصة من حيث استخدام حروف الحركة لأول مرة في خط من خطوط اللغة المصرية الأمر الذي ساعد إلى حد كبير في التوصل إلى أقرب نطق صحيح للغة المصرية القديمة.