الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

قراءة في الصحف

ولاية سورية يحكمها "الأسد" بدعم إيراني وحماية روسية لمواجهة "التمرد المسلح"

البروفيسور آيال زيسر فى «إسرائيل اليوم» حذر منها:

بنيامين نتنياهووبوتين
بنيامين نتنياهووبوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توالت ردود الأفعال فى إسرائيل عقب إعلان نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مؤخرا إلى روسيا ولقائه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى موسكو، وكان بصحبة نتنياهو نخبة من العسكريين فى إسرائيل وهما رئيس الأركان «غابى آيزنكوت» ورئيس شعبة الاستخبارات، وفيما كان من نتائج الزيارة اتفاق تل أبيب وموسكو على تشكيل لجنة مشتركة برئاسة نائبى رئيسى الأركان من الجيشين لتنسق النشاط فى المجالين البرى والجوى فى الساحة السورية منعا للصدام، بعد تكثيف التواجد العسكرى الروسي فى سوريا.
وكشف نتنياهو فى مؤتمر صحفي عقده فور عودته، عن أن آلية التنسيق سيعلن عنها بعد أسبوعين، بعد أن يلتقي مندوبون كبار من الجيشين لينهوا تفاصيل الاتفاق الذى يضع حدا للتوتر الإسرائيلى بسبب تكثيف التواجد العسكرى الروسى فى سوريا.
ورغم توصل نتنياهو وبوتين لاتفاق فى هذا الشأن، إلا أن الساسة والباحثين والمحللين فى إسرائيل يرون أن التواجد الروسى سيخنق إسرائيل، وله دوافعه غير المعلنة.
وكتب المحلل العسكرى «عاموس هرئيل» فى جريدة «هآرتس» تحليلا جاء فيه أن تعزيز القوات الروسية فى شمال سوريا جاء لضمان هدفين يرتبطان ببعضهما، وهما الإبقاء على سوريا كمجال عسكرى روسى وبقاء نظام الأسد، ولكن الاستعدادات التى قامت بها روسيا مثل إقامة قاعدة كبرى لإطلاق طائرات غايتها التفوق الجوي، والتزود بمنظومات دفاعية يؤكد أن روسيا لا تكتفى بهدفها المعلن وهو تحسين القتال ضد داعش بل يريد الروس تعزيز تواجدهم الحقيقى فى سوريا، وأضاف هرئيل أن زيارة نتنياهو لبوتين تعكس عدم ثقة إسرائيل فى قدرة ونوايا الولايات المتحدة للحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية. وبحسب «عاموس هرئيل» فإنه فى الوقت الذى تعلن فيه وسائل الإعلام الأمريكية أن أوباما لم يتخذ قراره بعد الخطوة الروسية المفاجئة فى سوريا، ويفكر فى الحديث مباشرة مع الرئيس بوتين، فإن نتنياهو يسبقه ويسافر إلى موسكو بنفسه.
وفى السياق نفسه، علق المحلل السياسى يوسى ميلمان فى مقاله بجريدة «معاريف» قائلا: الأنشطة التى كانت تقوم بها إسرائيل فى سماء سوريا، كانت تحدث طالما توفرت معلومات استخبارية واحتمالات عملياتية، دون التنسيق مع أى جهة، أما من الآن فصاعدا فعلى إسرائيل أن تنسق قبل عملياتها الجوية مع روسيا، ولذا فإن حرية العمل الإسرائيلى قد تقيدت.
أما البروفيسور «آيال زيسر» فرأى فى مقاله المنشور بجريدة «إسرائيل اليوم،» أن الخوف كان من صعود داعش فى سوريا أما الآن فالخوف أصبح من إنشاء ولاية سورية صغيرة يحكمها بشار فى العلن وإيران وحزب الله فى الخفاء ويتمتع جميعهم بالمظلة الروسية، وهو الذى ربما يجبر أمريكا على التنازل من أجل محاربة داعش، كما أن التواجد الروسى فى سوريا قد يلحق الضرر بقدرة إسرائيل على العمل بحرية ضد هذه التهديدات، وقد يشجع العمليات الإرهابية الخطيرة، لكن «زيسر» عاد وأوضح أن الأمر ليس سيئا بشكل كبير، فبشار يحتاج إلى بوتين مثلما يحتاج إلى إيران وحزب الله، وبوتين هو الذى منع اتخاذ خطوات فى الساحة الدولية ضد سوريا، والأهم من ذلك أنه لا يريد أن تصبح سوريا شيعية مثل إيران، وكل ما يريده بوتين هو الحفاظ على مصالحه وضمان مناطق سيطرة عسكرية لجيشه.
وعلق «إسرائيل زيف» وهو لواء احتياط ورئيس شعبة العمليات فى هيئة الأركان سابقا فى جريدة «يديعوت أحرونوت» قائلا: إن بوتين يرى أن انهيار الأسد يمس بالشريك الاستراتيجى المركزى لروسيا فى المنطقة وهو إيران والتى أصبحت بعد الاتفاق النووى الحليف المطلق لموسكو، فطهران اليوم تتعرض لضغوط دولية أقل، وبعد رفع العقوبات والنمو الاقتصادى ستتمكن من شراء السلاح الروسى.
ونشرت جريدة «هآرتس» أن مصادر أمنية إسرائيلية مطلعة على كواليس الزيارة قالت: إن نتنياهو أكد لبوتين أنه لن يتخذ أى موقف لصالح أحد الأطراف فى الصراع بين نظام الأسد والمتمردين، وأن الحالات التى ستتدخل فيها إسرائيل فيما يجرى فى سوريا ستكون عند تجاوز الخطوط الحمراء مثل محاولة نقل السلاح المتطور من سوريا إلى حزب الله فى لبنان.
وكتب د. ديما أدامسكى الباحث فى مركز أبحاث هرتسليا فى مجلة «فورين أفيرز» تحليلا جاء فيه أن سياسة روسيا الحالية فى المنطقة هى تكرار موسع لعملية «القفقاص» قبل 45 عاما حينما تدخل الاتحاد السوفيتى لصالح مصر فى حرب الاستنزاف، واعتبرت العملية ناجحة وقتها لأن إرسال القوات والمستشارين ساعد فى إنقاذ النظام المصرى وردع إسرائيل، أما التدخل الروسى فى الشرق الأوسط الآن فيأتى لخدمة الهدف الرئيسى لروسيا فى المنطقة وهو تحقيق مكانة إقليمية موازية لمكانة الولايات المتحدة، إضافة إلى أهداف ثانوية مثل إنشاء منطقة عازلة ضد المجاهدين الذين قد يلحقون الضرر بالأراضى الروسية من الجنوب واستعراض القوة فى الجهة الشمالية الشرقية للبحر المتوسط وتوقيع اتفاقات اقتصادية كبيرة، بما فيها صفقات السلاح، فروسيا تعتقد أن الربيع العربى حدث بسبب سياسة أمريكا الخاطئة فى الشرق الأوسط، وقد حان وقتها لتعود وتلعب دورا إقليميا مرة أخرة فى المنطقة.