رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

مصر وتونس..منافسة مستمرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين تونس ومصر كثير من الأمور المشتركة، وبالرغم من تصدر المجتمع التونسي لثورات الربيع العربي والاطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن ، سرعان ما أطاح المصريين بالرئيس السابق حسنى مبارك فى يناير 2011 بعد أن تنفس مئات الالاف منهم عبق رائحة ثورة الياسمين القادمة من تونس الخضراء.
فى 2013 تبدل الحال، بعد أن أطاح المصريون بالرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين، بعد أن عانى المجتمع طوال عام كامل من أساليب ومناورات الجماعة ، ومحاولة أخونة مؤسسات الدولة، ورفض كل الخطوات الممكنة التى تلت عزل مرسي ، حيث أصرت المعارضة على تغيير الحكومة والنائب العام بعد أن تجمعت تحت مسمى “,”جبهة الانقاذ“,”، وسط تعنت مرسي وجماعته، حتى ظهرت للنور حركة “,”تمرد“,” التى حشدت ملايين المصريين للخروج ضد مرسي فى ذكرى مرور عام على وصوله للسلطة.
الوضع يتكرر من جديد فى تونس ، حيث تشكلت جبهة الانقاذ الوطنى وتضم غالبية الأحزاب والأطياف السياسية إلى جانب النقابات العمالية والطلابية للمطالبة برحيل الحكومة التونسية، وتشكيل حكومة انقاذ وطنى تضم الكفاءات والمتخصصين فى مجالاتهم، والبعد عن اختيار شخصيات سياسية، وأصبح الباجي السيبسي رئيس حزب نداء تونس ورئيس الوزراء الأسبق فى عهد بن على لاعبا محوريا فى الأزمة التونسية، بعد أن طالبت حركة النهضة كثيرا باستبعاد كل الشخصيات التى كانت محسوبة على نظام بن على ومنهم السيبسي من تولى اى مناصب فى مرحلة ما بعد الثورة ، قبل ان تتراجع الحركة مؤخرا وتفتح باب الحوار مع السيبسي فى محاولة منها للخروج من الأزمة الكبيرة التى تتعرض لها، كذلك محاولة شق صفوف المعارضة التونسية التى توحدت خلف مطلب واحد وهو تغيير الحكومة.
كما ظهرت حركة “,”تمرد“,” فى تونس للمطالبة برحيل الحكومة وحل المجلس الوطنى التأسيسي، بعد ان طالت مدة جلسات المجلس دون الانتهاء من اعداد مسودة الدستور، إلى جانب أن هناك اتهامات عديدة لأعضاء التأسيسي بمحاولة كسب مزيد من الوقت لتحقيق مصالح خاصة بحركة النهضة التى لها الأغلبية بداخله، وانسحبت الحركة من جبهة الانقاذ بعد تراجع المطالبة بحل التأسيسي والاكتفاء بدعوات تغيير الحكومة فقط.
ولأكثر من 35 يوما لا يزال عشرات من نواب المجلس التأسيسي داخل اعتصام ساحة باردو أمام مقر المجلس مصرين على ضرورة حل المجلس، وتضامن معهم عدد كبير من الأحزاب والحركات السياسية والثورية والنقابات والاتحادات العمالية والطلابية، بل وقام عدد من نواب البرلمان الفرنسي بزيارة الاعتصام والتضامن معهم فى مطلبهم، وهو الأمر الذى أغصب حركة النهضة واعتبرت ذلك تدخلا فى الشأن التونسي الداخلى.
حركة النهضة فى تونس تعتبر ان ما حدث فى مصر بعيد عنها، وأن النموذج المصري غير قابل للتكرار، إلا انها بدأت فى التراجع رويدا رويدا، بعد ان كانت ترفض تماما تغيير الحكومة قبل اجراء الانتخابات فى اكتوبر المقبل، عادت وأكدت على موافقتها بشأن تغيير الحكومة مع احتفاظها باختيار شخصيات سياسية للحكومة وليس شخصيات تكنوقراط، وبالرغم من ذلك لا تزال تناور لكسب مزيد من الوقت، حتى تحقق الحركة مكاسبها على أرض الواقع ، ومنع المعارضة من بسط نفوذها فى الشارع التونسي حتى لا تحصل المعارضة على مقاعد تسمح لها بالغلبة فى البرلمان وبالتالى تشكيل الحكومة والاطاحة بالنهضة من السلطة!ّ.
الجيش التونسي يواجه أيضا مجموعة من المسلحين والمتطرفين بجبل الشعانبي، ويتم تزويد القوات هناك بشكل دائم بالامدادات من اجل مواجهة هؤلاء الذيين قاموا فى الأسابيع الأخيرة باستهداف جنود الجيش التونسي، كما أعلنت الرئاسة التونسية أن المنطقة الحدوية التونسية الجزائرية منطقة عسكرية مغلقة حتى يتم الانتهاء من الحرب على الارهاب هناك!
المنافسة مستمرة بين البلدين من اجل تحقيق العدالة والمساوة وتعزيز قيم الديمقراطية والحفاظ على الأمن القومى من اجل مستقبل أفضل للشعبين المصري والتونسي