السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

قاسم سليمان.. رجل إيران "الزئبقي" يشعل المنطقة العربية

قاسم سليمان.. رجل
قاسم سليمان.. رجل إيران "الزئبقي " يشعل المنطقة العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من الطبيعى أن ترى صورته بشكل مستمر ويومى في شاشات القنوات الإيرانية، لكن ما دخلنا نحن في المنطقة العربية به أو بصورته، ويمكن أن يأتى تساؤل أو استنكار: لماذا الاهتمام به؟ لكن إذا عرفت أنه الرجل الذي يحرك مراكب إيران ويقود قوافلها في المنطقة العربية ويخوض حروبها الدبلوماسية والعسكرية لدرجة دفعت طهران للتفكير في إرساله إلى "اليمن" دعمًا للحوثيين لولا الخوف عليه، كما أنها سبق ودفعت به إلى سوريا والعراق لدعم المليشيات الشيعية فى مواجهة داعش والمقاتلين هناك، مجرد أن تضع عينيك عليه وتلمح الهدوء مع ضئالة الجسم قليلّا ستسغرب لكن حين تعلم أنه قائد للحرس الثورى الإيراني ستعرف لماذا هو هذه الأهمية أنه "قاسم سليمانى أو "الحج قاسم".

ولد قاسم سليماني عام 1957 في بلدة رابور بمحافظة كيرمان الإيرانية لأب فلاح، ويحمل القائد العسكري لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في إيران شهادة الثانوية العامة، والتحق بالحرس الثوري الإيراني أوائل العام 1980، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية قائدًا لفيلق (41 ثأر الله) وهو في العشرينيات من عمره، ثم تمت ترقيته ليصبح واحدًا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود في عام 1998، تم تعيينه قائدًا لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفًا لأحمد وحيدي.

وفي 2011 قام مرشد الثورة علي خامنئي بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق خامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".
قائد للحرس الثورى
عيّن في التسعينيات قائدًا للحرس الثوري في محافظته كيرمان على الحدود مع أفغانستان، وساعدته خبرته العسكرية في الحد كثيرًا من تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران، كما كان رائجا.
وفي العام 1999 عندما اندلعت ثورة الطلاب في عهد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، وكان سليماني واحدّا من 24 قائدًا في الحرس الثوري وقعوا رسالة إلى الرئيس، بأنه إذا لم تتصد الحكومة لحراك الطلبة فإن الحرس الثوري سيفعل ذلك، وسينفذ انقلابًا ضد خاتمي نفسه.
كان أحد المرشحين بقوة لخلافة يحيى رحيم صفوي في قيادة الحرس الثوري عند تخليه عن المنصب في العام 2007.
وفي عام 2008 قاد فريقًا إيرانيّا للتحقيق في مقتل عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله اللبناني، وتوسط في العام نفسه لوقف إطلاق النار بين الجيش العراقي وجيش المهدي التابع للتيار الصدري في العراق.
خمسة عشر عامًا مدة قيادة سليماني للحرس الثورى، وخلال هذه الفترة سعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط لما يلائم مصالح إيران، عاملًا بصفته حكما ما بين القوى السياسية وكذلك حسم الأمور القوة العسكرية، باغتيال المنافسين، وتسليح الجيوش، ولمدة تزيد على عقد من الزمن، توجيه شبكة من الجماعات المسلحة التي قتلت المئات من الجنود الأمريكان في العراق.
قامت وزارة المالية الأمريكية بإدراج اسم سليماني في قائمة الحظر على ضوء دوره في دعم نظام الأسد، ولإسناده الإرهاب، ولكن رغم ذلك لا يزال مخفيّا عن أعين غالبية العالم الخارجي، حتى عندما يدير عملاءه ويوجهم إلى تنفيذ العمليات، "سليماني" هو أقوى عنصر أمني في الشرق الأوسط اليوم، بحسب ما قاله ضابط الـCIA السابق في العراق جون ماكوير، ولا أحد سامع به.

ماذا يفعل سليماني في المنطقة العربية:

"عصا إيران في المنطقة العربية" هكذا يمكن اختصار ظهوره في الوطن العربى، حيث بدأ طرح اسمه خلال الفترة الماضية بعد أن استعانت به إيران، باعتباره "رجلها القوى في المنطقة العربية".
وقائد فيلق القدس يشبه كثيرًا "الوزير" على رقعة الشطرنج، يتحرك أينما يشاء وكيفما يشاء بقوة، ويحقق تقدمّا دائمّا، فهو ورقة رابحة لإيران.
بدأ تداول اسمه من جديد خلال الشهر الماضى بعدما أعلن مسئولون عراقيون أنه يقود بنفسه عمليات تحرير المدن العراقية من داعش، فكان حاضرًا في عملية تحرير تكريت ويخطط لتحرير باقى المدن العراقية وإعادة السيطرة على العراق.
كما سبق وسافر سليماني بشكل دوري إلى دمشق، فقد كان "يدير المعركة بنفسه"، ويقال: إنه يدير المعركة من مبنى محصن بشدة، حيث كون بنفسه سلسلة من القادة متعددي الجنسيات الذين يديرون الحرب، بينهم قادة الجيش السوري، قادة من حزب الله، ممثل للميليشيات الشيعية في العراق، وإن لم يستطع سليماني أن يحضر الباسيج، فقد أحضر ثاني أفضل شيء، اللواء "حسين حميداني" نائب القائد السابق للباسيج، رفيق السلاح السابق في أثناء حرب العراق وإيران، والذي يُعد خبيرًا في إدارة الميليشيات غير النظامية كمثل التي تشكلها إيران لحماية الأسد من السقوط.
لقد استغل سليماني كل شيء، نسق الهجمات، درب الميليشيات، وتمكن من تركيب نظام يستطيع من خلاله أن يراقب اتصالات الثوار، بل واستطاع أن ينسق بين الأجهزة الأمنية في نظام الأسد التي صُممت لتتجسس على بعضها.
يقول مسئول عربي: إن عدد أفراد فيلق القدس إضافة إلى أفراد الميليشيات الشيعية يتجاوز الآلاف وينتشرون في كل أنحاء البلاد.
كما أنه سبق وساهم في تحرير مدينة القصير السورية بالقرب من الحدود اللبنانية، ولكي يستعيد السيطرة على المدينة، تواصل سليماني مع حسن نصر الله ليرسل له أكثر من ألفي مقاتل، لم يحتج نصر الله إلى إقناع، فالقصير هي مدخل البقاع (معقل حزب الله) وإغلاقها يعني أن حزب الله لن يمكنه البقاء! لذلك فقد حاصر حزب الله القصير، قطع الطرق المؤدية إليها وهاجم، قُتل العشرات من أفراد حزب الله وما لا يقل عن ٨ ضباط إيرانيين.
كما استخدام قاسم سليماني نفوذه على العراق للسماح باستخدام الأجواء العراقية في نقل ما يحتاجه الأسد من جنود وعتاد إلى سوريا من إيران عبر العراق، المالكي حتى الآن يعارض استخدام الأراضي العراقية لإرسال مساعدات إلى نظام الأسد، فرغم أنه يكره الأسد ونظامه، إلا أنه يبغض النصرة ولن يسره أن يرى حكومة للقاعدة في دمشق.
ووفقّا للمعلومات المتداولة أيضًا فقد أرسلته إيران من العراق إلى اليمن لتدريب الحوثيين وتنظيم صفوفهم في وقت سابق ومع تزامن الضربات السعودية على مناطق الحوثيين كما أنه من كان يخطط لتحركاتهم وساهم في مدهم بالعديد من المعلومات.
"لو هناك فضل لتقدم إيران في المنطقة فسيكون لقاسم سليمانى"، والذي يعتبر أحد المرشحين بقوة لخلافة "خامنئي" مرشد الثورة الإيرانية، أو روحانى كرئيس لإيران، فالرجل ساعد بشكل كبير في التوغل الفارسى بالمنطقة، ولولاه لسقطت سوريا في يد المليشيات المسلحة، ولسيطرت داعش على العراق وسقطت بغداد بل يعود الفضل له إلى تقدم الحوثيين في اليمن وخصصت إيران وقفّا بالمليارات ينفق منه سليمانى كيفما شاء دون حتى الرجوع للرئيس.