الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

محمد الماغوط.. بداية خلف القضبان (أدب السجون 9/10)

الشاعر الكبير الراحل
الشاعر الكبير الراحل محمد الماغوط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: أحمد صوان
إشراف: سامح قاسم
مر الشاعر الكبير الراحل محمد الماغوط بالعديد من الفترات القاسية في حياته، فقد تم اعتقاله وأودع السجن أكثر من مرة، وما بين سجنه وخروجه تشّكلت حياة الماغوط الأدبية التي بدأها وهو سجين، وصقلتها أعماله سواء في السجن أو في رحلة الهروب منه.
"دخلت بحزب لم أقرأ مبادئه وصرت من سجن إلى سجن حتى وصلت الآن، كانت الدنيا برد وشتوية كان في حزب البعث والحزب القومي حزب البعث في حارة بعيدة وَحْل وكلاب تعوي وجانب بيتنا الحزب القومي وفيه صوبيا دخلت فيه".
كان اغتيال عدنان المالكي في أبريل عام 1955 نقطة تحول في حياة الماغوط حيث تم اتهام الحزب القومي السوري باغتياله، وانطلقت أجهزة الأمن لمُلاحقة أعضاء الحزب، وتم اعتقال الكثيرين منهم، وكان الماغوط ضمن المُعتقلين، حيث تم حبسه في سجن المزة؛ وفي الحقيقة فإن الماغوط خلف القضبان بدأ حياته الأدبية الحقيقية، حيث تعرف أثناء سجنه على الشاعر على أحمد سعيد إسبر، والملقب بأدونيس الذي كان في الزنزانة المجاورة، والذي رافقه خلال فترة الاعتقال، وهُناك أقام لهم الماغوط مسرحًا داخل السجن، حتى أنه جعل شرطة السجن تقوم بالتمثيل فيه؛ وكانت المدة التي قضاها الماغوط، رغم أنها لم تتجاوز الأشهر السبعة، ولكنها لم تكن متوالية بل كانت على مراحل وفترات متقطعة، تخللتها الكثير من الملُاحقات والعنف؛ وهُناك كتب مُذكراته وأخفاها في ملابسه الداخلية، كما كتب قصيدة "القتل" التي نشرها كما هي.
"كنت أنا بالسجن هربان مُهرب معي قصيدة مذاكرتي قال ما عندك شيء للنشر؟ قلت عندي مذكراتي ومخيط عليها بثيابي الداخلية قال لي هاتها نشوفها والله طبعناها مقاطع اسمها القتل عن سجن المزة التحقيق والاستجواب والضرب واللبط والمسبات والخوف والظلم "..
أيضًا خلال فترة الوحدة بين سوريا ومصر كان الماغوط مطلوبًا من قِبل النظام في دمشق؛ فقرر الهروب إلى بيروت في أواخر الخمسينيات، فدخل لبنان بطريقة غير شرعية سيرًا على الأقدام؛ وهناك انضمّ إلى جماعة مجلة "شعر"، حيث تعرف على الشاعر يوسف الخال الذي احتضنه بعد أن قدمه أدونيس للمجموعة؛ ولم يلبث أن عاد إلى دمشق بعد أن غدا اسمًا كبيرًا، حيث صدرت مجموعته الأولى "حزن في ضوء القمر" عام 1959، ثم ألحقها عام واحد بمجموعته الثانية "غرفة بملايين الجدران"؛ وتوطدت العلاقة بين الماغوط وسنية صالح شقيقة زوجة أدونيس بعد قدومها إلى دمشق لإكمال دراستها الجامعية.
"حسيت أنه بداخلي شيء تحطم بعد السجن.. كل كتابتي مسرح شعر سينما صحافة حتى أرمم هذا الكسر وما قدرت لحد الآن، هلأ إذا بالليل دق الباب ما أفتح "..
وفي عام 1961 دخل الماغوط إلى السجن للمرة الثانية، ليقضي في السجن ثلاثة أشهر، ووقفت سنية صالح وصديقه الحميم زكريا تامر إلى جانبه خلال هذه الأشهر الثلاث، وتزوج الماغوط من سنية صالح عقب خروجه من السجن، ليُنجب منها ابنتيه شام وسلافة.