قال البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن المسيح سأل الجموع في معجزة "إسكات البحر والأمواج والرياح العظيمة"، قائلاً ما بالكم خائفين؟.
وأضاف البابا خلال عظته الاسبوعية مساء اليوم الأربعاء بالكاتدرائية المرقسية، أن معجزت إسكات البحر حدثت في شمال فلسطين، في بحيرة تسمى طبرية نسبة للأمبراطور "تباريوس قيصر"، وتسمى "بحر الجليل" وتسمى بحيرة "جنيسارت" أي "جنة السرور"، مضيفا أن المعجزة مذكورة في أناجيل "متى ومرقس ولوقا".
واستطرد قائلاً: "عند عبور السيد المسيح وتلاميذه للبحر فحدثت نوه، وكان هناك تقليد يهودي بأن الشيطان يسكن في مياه البحر، وبدأوا يشعرون أنهم سيغرقون، وبالخوف، وكان السيد المسيح نائما فأيقظه التلاميذ ليطلبوا منه أن يسكت العاصفة، ويعد الخوف من أكبر المشكلات التي تواجه الإنسان".
وأشار إلى أن الخوف أحيانا يكون له صورة طبيعية، فهناك من يخاف من المستقبل، وهناك من يكون خائف لدرجة الاضطراب، وهناك ما يسمى الخوف المرضي، أو ما يسمى "الفوبيا" مثل الخوف من الأماكن المرتفعة، وأن الخوف يلازم ويصاحب حياة الإنسان.
ولفت إلى أن التلاميذ خافوا من الموت، وأن الخوف تحول لقلق واضطراب، لدرجة أنه قد يشتد لدرجة أن يموت الإنسان بسببه، مشيرا إلى أن التلاميذ ذهبوا للسيد المسيح بفزع وأيقظوه من النوم، وقالوا "أما يهمك إننا نهلك؟"، مضيفا أنه لم يرد عليهم وقام وأسكت الريح وهدأ البحر، ثم بدأ يكلمهم قائلا "ما بالكم خائفين، كيف لا إيمان لكم؟".
وأوضح البابا أن الإيمان طاقة تفوق مدركات العقل والإيمان يعني أن الإنسان يستحضر الله دائما، ويراه في كل شيء، وكل شخص وكل موضع، مشيرا إلى أن غياب الايمان يولد الخوف الذي يولد القلق ونتيجته الشك وهو ضد الايمان.
