"فن الأرابيسك" من الفنون الأصيلة التي تميزت بها الحضارة العربية الإسلامية، والتي تعود أصولها إلى أكثر من ألف عام، وكان ازدهار هذا الفن عائدا إلى انتشار الأثرياء والسلاطين الذين كانوا يتنافسون في إضفاء التفرد على قصورهم ومنازلهم.
وتبرز فيه روعة الفنون الإسلامية بأشكالها المتنوعة وانسجامها وتوافقها مع واقع البيئة الحضارية العربية والإسلامية، كما أنها تعبر عن الطبيعة الثقافية والحضارية للأماكن التي أنتجت فيها والى ميول الطبقات الاجتماعية التي كانت تستخدم هذا الفن في تزيين أثاثها وبيوتها وقصورها وكذلك ثقافتها المعمارية في المساجد.
والتقت عدسة "البوابة نيوز" باحد العاملين في الارابيسك، ويسمى حمادة عجوة، والذي قال "أنه يعمل في هذه الحرفة منذ عام 1988، وليس لديه محل خاص به إنما يعمل مع "على حمامة" وهو معروف بـ"ملك الارابيسك" في خان الخليلى، نظرا لأن جده كان هو ناظر المدرسة الإلهامية التي أسستها الوالدة باشا والدة محمد على بك الكبير، وبدأت هذه المهنة تتوارث في عائلته".
وقال "عجوة: "أن صناعة الارابيسك تأتى أولا بجلب الاخشاب، وتقطيعها بالمنشار بمقاسات محددة 5 سم أو 10 أو 15 سم، وتخرج عبارة عن قطعة خشب مربعة تقريبا 1.5 سم x 1.5 سم أو 2 سم x 2 سم، ثم يتم تركيبها على مكن يسمى بـ"المخرطة" مشيرا إلى أنه في البداية كان يصنع بطريقة يدوية عن طريق "قوس المنجد" على عكس الآن حيث تم استبدال القوس بموتور يقوم الصانع بتدوير قطعة الخشب امامه، وبعدها يتم أستخراج الشكل المطلوب، وهذا هو الأرابيسك".
وأضاف أن شغل الارابيسك يعتمد على السياحة، لذا الإقبال عليه في وقتنا الحالى ضعيف جدا، لافتا إلى أن هناك عدد كبير من المصريين يقبلون على شرائه، والأكثر إقبالا عليه هم العرب أو من يمتلكون الأموال، مشيرا إلى أنه غالى الثمن فطبقات معينة هي التي تقبل على شرائه.
وأكد أن الارابيسك كان له رونقه في الأوقات الماضية على عكس الوقت الحاضر، موضحا أن الارابيسك اوشك على الاندثار في الوقت الحالى، والأمر لا يقتصر على الارابيسك فقط وانما على كل الصناعات فجميعها رونقها انخفض عن الماضى، لافتا إلى انهم يحافظون على هذه المهنة بطرق واساليب عدة حتى يكون لها رونقها وطابعها الخاص.