الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

الريشة مقابل البارود.. من ناجي العلي إلى رسامي شارلي إبدو

رسام الكاريكاتير
رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الكاريكاتير من الفنون البسيطة، والجميلة، والتي تتميز بالنقد اللاذع المصاحب للطرفة، يصيب الهدف بالصورة، لا يحتاج إلى ترجمات أو لغات، يفهمه الجميع ببساطة.
مع عصر العولمة انتشر فن الكاريكاتير بسرعة البرق، لم يعد يحتاج إلى جرائد أو مجلات كما يحدث في الماضي، فمثلًا تزامنت رسومات كارلوس لانوف من البرازيل يومًا بيوم مع أحداث الثورة المصرية.
بالأمس قتل أربعة من فناني الكاريكاتير، وهم "شارب، وكابو، وولينسكي، وتينوس" الذين يعملون في الصحيفة الفرنسية الأسبوعية الساخرة "شارلي إيبدو"، على أيدي مجموعة من الإرهابين الذين ينتمون إلى تنظيم "داعش".

وهذا يجعلنا نفتح صندوق الماضي ونتذكر الحوادث التي تعرض لها فنانو الكاريكاتير، وكان أبرزهم الفنان الراحل ناجي العلي، الذي تم اغتياله على يد شخص مجهول في لندن في 29 أغسطس عام 1987.

تميز ناجي العلي بالنقد اللاذع في رسومه، ويعتبر من أهم الفنانين الفلسطينيين، له أربعون ألف رسم كاريكاتوري، واعتبرته الموساد من أخطر الأعداء رغم أنه لم يملك غير ريشته.

وأسفرت التحقيقات البريطانية، عن تورط بشار سمارة، وهو على ما يبدو الاسم الحركي لبشار الذي كان منتسبا إلى منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن كان موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي، وتمت العملية في لندن بتاريخ 22 يوليو عام 1987م فإصابة تحت عينه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 أغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده .

خلق ناجي العلي شخصية حنظلة التي تمثل صبيًا في العاشرة من عمره، أدار ظهره في سنوات ما بعد 1973م وعقد يديه خلف ظهره، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.
لقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وبخاصة الفلسطينية، لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي تواجهه فهو شاهد صادق على الأحداث ولا يخشى أحدًا.
كما رسم ناجي شخصيات كثيرة أخرى تتكرر في لوحاته، ومن أهمها شخصية فاطمة المرأة الفلسطينية التي لا تهادن، رؤاها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا.

مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان آخريان، أهما السمين ذو المؤخرة العارية، ممثلا للقيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين.

وشخصية الجندي الإسرائيلي، طويل الأنف، الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال، وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.
في السياق نفسه وتقريبا قبل ثلاث سنوات من الآن رسم الفنان العراقي أحمد الربيعي صورة كاريكاتورية لمرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي، على إثرها قامت عناصر شيعية بالعراق بتهديده وهاجمت الجريدة التي يعمل بها رغم أنها جريدة تصدر رسميا من الحكومة الشيعية.

على إثر التهديدات هرب الرسام العراقي إلى أربيل ليعلن عن وفاته بعد أيام حيث تم اغتياله في المدينة نفسها من قبل حكومة كردستان مارس 2014.
كان الفنان أحمد الربيعي ختم حياته المهنية برسم بورتريه مثل المرشد الإيراني علي خامنئي، كجزء من متطلبات عمل صحفي يتناول ذكرى "الثورة الإسلامية في إيران"، ونشر في صحيفة "الصباح الجديد" التي كان يعمل بها.
البورتريه أثار غضب الميليشيات الشيعية التي اعتبرته مسيئًا لـ"رمز ديني"، لذلك استهداف الصحيفة بثلاث عبوات ناسفة، كما هددت بقتل رسام الكاريكاتير أحمد الربيعي، ما اضطره إلى الهرب إلى إقليم كردستان.

من جانبها حملت "جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق"، رئيس الوزراء نوري المالكي وحكومته آنذاك مسئولية موت الربيعي، داعية الحكومة إلى محاسبة المحرضين على قتله من أعضاء برلمان وميليشيات، وأكدت الجمعية في بيان لها، أن أحمد الربيعي مات مقتولًا والمتسبب في موته هو من طارده وحرض على قتله وأجبره على الهروب من بغداد، باحثا عن مكان آمن، وفي فترة الهروب والبحث لم يتمكن من متابعة وضعه الصحي الذي أخذ بالتدهور ليموت بسبب تفاقم الالتهاب الرئوي الحاد.
فيما نعى وقتها رسام الكاريكاتير العراقي خضير الحميري على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك "الربيعي" قائلا "الرائع أحمد الربيعي توفي في إحدى مستشفيات أربيل بعد أن أصيب بالتهاب رئوي شديد".
الربيعي مواليد بغداد 1968، فنان كاريكاتير عضو رابطة رسامي الكاريكاتير العراقية، ونقابة الصحفيين حيث عمل في جريدة الصباح الجديد العراقية اليومية.
من جهة أخرى وتحديدا في مايو 2012 أصدرت محكمة دنماركية حكمًا بالسجن عشر سنوات على شاب صومالي أدانته بمحاولة اغتيال رسام الكاريكاتير الدنماركي الذي أساء برسوماته إلى النبي.
وكان الشاب الصومالي محمد غيلي، البالغ من العمر 30 عامًا، قد حاول قتل رسام الكاريكاتير "كورت فسترجارد" في منزله، في يناير 2010.
وقالت المحكمة العليا في الدنمارك التي ثبتت الحكم إنه "لم يكن هناك سبب لتعديل عقوبة السجن 10 سنوات"، مؤكدةً أن "غيلي" حاول ارتكاب عمل إرهابي من خلال مهاجمة كورت فسترجارد في منزله في الأول من يناير 2010.
وأكدت المحكمة أيضًا طرد محمد غيلي نهائيًّا من الدنمارك بعد انتهاء عقوبته، حيث كان يعيش هناك لأكثر من 10 سنوات، وهو متزوج وله أربعة أولاد.
وكان غيلي الذي لا يعتبر أن ما قام به "عملا إرهابيا" قد قدم طعنًا أمام المحكمة العليا بعد إدانته في الاستئناف في يونيو 2011 بالسجن 10 سنوات والطرد النهائي من البلاد.