مررنا مرورًا سريعًا في المقال السابق على أنه لا فارق البتة بين تنظيم الدعوة السلفية وتنظيم أنصار بيت المقدس وتنظيم داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، وأن جميعهم إرهابيون بامتياز، فإن الفكر واحد والمنهاج واحد، والعقيدة واحدة، بل والطريق واحد.
وليس بينهم من فارق إلا في التوقيت والسرعات لا أكثر، وهم جميعًا يسيرون على الطريق ذاته وفي اتجاه واحد لا عودة منه أو فيه، ومن يسير إليه لا بد وأن يقطعه إلى آخره، وهذا الطريق وهذه المحطات والمراحل تم التعرف عليها عن طريق الاستقراء والتتبع لتاريخ وواقع تلك المجموعات والجماعات، والذي كشف بجلاء ووضوح أن المراحل لهذه المجموعات هي ثلاث ولا رابع لها، مهما اختلفت هذه الجماعات عن بعضها أو مع بعضها البعض، جميعهم طريقهم واحد يبدأ ببداية معروفة وينتهي بنهاية معروفة أيضًا ألا وهي الإرهاب.
وهذا الطريق ذو ثلاث محطات لا رابع لها، تختلف كل مجموعة منها على حسب المدة التي تقضيها في كل مرحلة أو محطة من محطات تلك المحطات الثلاث؛ وهذه المحطات الثلاث هي على الترتيب:
1- مرحلة أو محطة العمل الدعوي أو الاجتماعي والخيري.. وهذه المرحلة ضرورية لكل جماعة وتنظيم حيث تسيطر فيها من خلال العمل الدعوي والخيرى والاجتماعي على عقول وقلوب الجماهير لتستغلهم وتستخدم أصواتهم في المرحلة الثانية والتي تنتقل إليها بمجرد انتهاء المرحلة الأولى.
2 – مرحلة أو محطة العمل السياسي، والتي تستمر فيه الجماعات طالما استفادت منه وكانت مصالحها فيه، فإذا لم تعد فيها المصالح ممكنة ولم تستطع تحقيق المكاسب من العمل السياسي ولم يوصلهم العمل السياسي إلى السلطة انتقلوا مباشرة إلى المرحلة الثالثة.
3 – العمل العسكري والإرهابي، وهي المرحلة الأخيرة من المراحل التي تمر بها كل جماعة أو تنظيم سياسي ديني أو جماعة تنتمي فيما تنتمي للإسلام، تبدأ بالعمل الدعوي أولًا، ثم تنتهي بالعمل الإرهابي ولا شك.
ولن أضرب المثل بتجربة الجزائر والذي يعد مثالًا واضحًا للمراحل الثلاث والتي بدأت أول ما بدأت بالعمل الدعوي والعقدي ثم العمل السياسي، فلما فشلوا في السيطرة على مفاصل الدولة انقلبوا مباشرة إلى المرحلة الثالثة وهي الإرهاب المسلح والذي عانت منه الجزائر ما عانت وضحت ما ضحت، ولكن سأضرب المثل اليوم بالتجربة المصرية مع جماعة الإخوان الإرهابية والتي مرت بالمراحل الثلاث، ويراها كل أحد وبمنتهى الوضوح، بدأت الجماعة كمجموعة دعوية وخيرية واجتماعية، ثم انتقلت إلى العمل السياسي وما زالت تعمل بالسياسة حتى خرجت السلطة من يدها، فانقلبت مباشرة إلى العمل الإرهابي.
وهذا هو حال كل الجماعات المنتسبة للإسلام، والتي منها بلا شك الدعوة السلفية بالإسكندرية وولدها الصغير حزب النور، والتي تمر الآن بالمرحلة الثانية وهي العمل السياسي بعد أن ظلت في المرحلة الأولى وهي العمل الدعوي حتى يناير 2011، والتي تحولت بعده إلى العمل السياسي أو المرحلة الثانية والتي لا يزال فيها إلى الآن، إلا أنه وبمجرد أن يتأكدوا من فشل العمل السياسي في تحقيق مآربهم في السيطرة على الدولة والوصول للحكم، فإنهم سيتحولون مباشرة إلى المرحلة الثالثة والأخيرة وهي: العمل الإرهابي، وهذه المرحلة أراها لائحةً في الأفق كأني أنظر إليها بعيني لا أكاد أخطئها، وهي أقرب بكثير جدًا مما يظن الناس.
فحزب النور – على سبيل الإجمال- هو جزء لا يتجزأ مما يسمى بـ"التيار الإسلامي"، يسير على نفس طريق مَن سبقوه وسيصل إلى نفس النتيجة والنهاية التي وصل إليها غيره كالإخوان وغيرهم، ومَن يفرق بين الإخوان والدعوة السلفية بالإسكندرية وولدها الصغير، هو إما جاهل أو مخادع.
ولعلي أزيدك – أيها القارئ المكرم - من الشعر بيتًا علك تتيقن أو تزداد يقينًا على يقينك – إن شاء الله- ولتكن على بينة من أمرك.
وذلك أنه وفي زمن حكم الإخوان – لا أعاد الله تلك الأيام النحسات- وقبل أن يتم إسناد ملف المجموعات الإرهابية في سيناء إلى "محمد الظواهري" عن طريق ابن أخته "محمد رفاعة الطهطاوي" رئيس ديوان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، وبتكليف مباشر ودعم مالي بملايين الدولارات من "خيرت الشاطر"، عرض تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية خدماته على الرئاسة الإخوانية في هذا الملف، ووجد "مرسي" فيهم ضالته نظرًا ليقينه بأنه أقرب الناس إلى المجموعات الإرهابية في سيناء في العقيدة والفكر والمنهج، فأرسل وفدًا منهم مندوبًا عن رئاسة الجمهورية وعن تنظيم الإخوان في مصر للتفاوض معهم لكي يكفوا عن الشغب والذي أحرج الإخوان ووضعهم في صورة غير القادر على تحقيق الأمن والاستقرار، والسيطرة على الأمور.
وبالفعل ذهب وفد من تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور على رأسه "ياسر برهامي" نفسه، وليس ما ذُكر هو الأهم وإن كان مهمًا، بل الأهم هو ما دار في لقاء هذا الوفد مع وفد تنظيم أنصار بيت المقدس، وما دار فيه من تفاهمات واتفاقات، حيث أعلمهم "برهامي" وأعلنهم وأعلن للعالم كله من ورائهم أو لمن يسمع ويعي ويريد يفهم من العالم، أنهم – أي تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور- لا يختلفون في الاعتقاد أو الفكر أو المنهج شيئًا ولو كان صغيرًا عن أو مع أنصار بيت المقدس ولا غيرهم في سيناء أو في غيرها، وأنهم جميعًا على نفس المنهج والطريقة والاعتقاد في التكفير والإرهاب والتفجير، ولكنهم يختلفون معهم – فقط - في تقدير الموقف وحسابات الوقت والتوقيت المناسب - من وجهة نظرهم – لاستخدام العنف والإرهاب وليس في مبدأ الإرهاب فإنه أمرٌ متفقٌ عليه، ولكنهم – أي الدعوة والحزب- يرون أن وقت استخدام العنف والإرهاب ما زال لم يأتِ بعد، وأنهم يرون أن الوقت الحالي أنسب للمرحلة الثانية وهي العمل السياسي والذي يتأتي منه مكاسب أكبر من تلك التي قد يُحَصِّلُوها لو انتقلوا إلى المرحلة الثالثة وهي العمل الإرهابي المسلح.
كانت هذه النقطة هي محور النقاش الذي تم بين تنظيم الدعوة السلفية وولدها مع تنظيم أنصار بيت المقدس في هذا التوقيت في زمن الإخوان، وهو ما يكشف لنا ولغيرنا وبمنتهى الوضوح خطأ بل خطيئة مَن يرددون أنهم تنظيم الدعوة السلفية وحزب النور إنما هم مجموعة تؤمن بالسلمية وأنهم وطنيون يؤمنون بالوطن ويحبونه، ولكن الحقيقة على العكس من ذلك تمامًا.
هذا.. ولعله من المناسب والمفيد أن نختم بما بدأنا به ونكرره، من أن :"طريق حزب النور – وبلا أدنى شك - يؤدي إلى داعش" وأن "الطريق إلى داعش يمر – بلا شك - بحزب النور"، وأن أعضاء الدعوة السلفية بالإسكندرية وولدها حزب النور هم في الحقيقة مشاريع دواعش مستقبلية، توشك أن تنفجر مع الجميع.
وليس بينهم من فارق إلا في التوقيت والسرعات لا أكثر، وهم جميعًا يسيرون على الطريق ذاته وفي اتجاه واحد لا عودة منه أو فيه، ومن يسير إليه لا بد وأن يقطعه إلى آخره، وهذا الطريق وهذه المحطات والمراحل تم التعرف عليها عن طريق الاستقراء والتتبع لتاريخ وواقع تلك المجموعات والجماعات، والذي كشف بجلاء ووضوح أن المراحل لهذه المجموعات هي ثلاث ولا رابع لها، مهما اختلفت هذه الجماعات عن بعضها أو مع بعضها البعض، جميعهم طريقهم واحد يبدأ ببداية معروفة وينتهي بنهاية معروفة أيضًا ألا وهي الإرهاب.
وهذا الطريق ذو ثلاث محطات لا رابع لها، تختلف كل مجموعة منها على حسب المدة التي تقضيها في كل مرحلة أو محطة من محطات تلك المحطات الثلاث؛ وهذه المحطات الثلاث هي على الترتيب:
1- مرحلة أو محطة العمل الدعوي أو الاجتماعي والخيري.. وهذه المرحلة ضرورية لكل جماعة وتنظيم حيث تسيطر فيها من خلال العمل الدعوي والخيرى والاجتماعي على عقول وقلوب الجماهير لتستغلهم وتستخدم أصواتهم في المرحلة الثانية والتي تنتقل إليها بمجرد انتهاء المرحلة الأولى.
2 – مرحلة أو محطة العمل السياسي، والتي تستمر فيه الجماعات طالما استفادت منه وكانت مصالحها فيه، فإذا لم تعد فيها المصالح ممكنة ولم تستطع تحقيق المكاسب من العمل السياسي ولم يوصلهم العمل السياسي إلى السلطة انتقلوا مباشرة إلى المرحلة الثالثة.
3 – العمل العسكري والإرهابي، وهي المرحلة الأخيرة من المراحل التي تمر بها كل جماعة أو تنظيم سياسي ديني أو جماعة تنتمي فيما تنتمي للإسلام، تبدأ بالعمل الدعوي أولًا، ثم تنتهي بالعمل الإرهابي ولا شك.
ولن أضرب المثل بتجربة الجزائر والذي يعد مثالًا واضحًا للمراحل الثلاث والتي بدأت أول ما بدأت بالعمل الدعوي والعقدي ثم العمل السياسي، فلما فشلوا في السيطرة على مفاصل الدولة انقلبوا مباشرة إلى المرحلة الثالثة وهي الإرهاب المسلح والذي عانت منه الجزائر ما عانت وضحت ما ضحت، ولكن سأضرب المثل اليوم بالتجربة المصرية مع جماعة الإخوان الإرهابية والتي مرت بالمراحل الثلاث، ويراها كل أحد وبمنتهى الوضوح، بدأت الجماعة كمجموعة دعوية وخيرية واجتماعية، ثم انتقلت إلى العمل السياسي وما زالت تعمل بالسياسة حتى خرجت السلطة من يدها، فانقلبت مباشرة إلى العمل الإرهابي.
وهذا هو حال كل الجماعات المنتسبة للإسلام، والتي منها بلا شك الدعوة السلفية بالإسكندرية وولدها الصغير حزب النور، والتي تمر الآن بالمرحلة الثانية وهي العمل السياسي بعد أن ظلت في المرحلة الأولى وهي العمل الدعوي حتى يناير 2011، والتي تحولت بعده إلى العمل السياسي أو المرحلة الثانية والتي لا يزال فيها إلى الآن، إلا أنه وبمجرد أن يتأكدوا من فشل العمل السياسي في تحقيق مآربهم في السيطرة على الدولة والوصول للحكم، فإنهم سيتحولون مباشرة إلى المرحلة الثالثة والأخيرة وهي: العمل الإرهابي، وهذه المرحلة أراها لائحةً في الأفق كأني أنظر إليها بعيني لا أكاد أخطئها، وهي أقرب بكثير جدًا مما يظن الناس.
فحزب النور – على سبيل الإجمال- هو جزء لا يتجزأ مما يسمى بـ"التيار الإسلامي"، يسير على نفس طريق مَن سبقوه وسيصل إلى نفس النتيجة والنهاية التي وصل إليها غيره كالإخوان وغيرهم، ومَن يفرق بين الإخوان والدعوة السلفية بالإسكندرية وولدها الصغير، هو إما جاهل أو مخادع.
ولعلي أزيدك – أيها القارئ المكرم - من الشعر بيتًا علك تتيقن أو تزداد يقينًا على يقينك – إن شاء الله- ولتكن على بينة من أمرك.
وذلك أنه وفي زمن حكم الإخوان – لا أعاد الله تلك الأيام النحسات- وقبل أن يتم إسناد ملف المجموعات الإرهابية في سيناء إلى "محمد الظواهري" عن طريق ابن أخته "محمد رفاعة الطهطاوي" رئيس ديوان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، وبتكليف مباشر ودعم مالي بملايين الدولارات من "خيرت الشاطر"، عرض تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية خدماته على الرئاسة الإخوانية في هذا الملف، ووجد "مرسي" فيهم ضالته نظرًا ليقينه بأنه أقرب الناس إلى المجموعات الإرهابية في سيناء في العقيدة والفكر والمنهج، فأرسل وفدًا منهم مندوبًا عن رئاسة الجمهورية وعن تنظيم الإخوان في مصر للتفاوض معهم لكي يكفوا عن الشغب والذي أحرج الإخوان ووضعهم في صورة غير القادر على تحقيق الأمن والاستقرار، والسيطرة على الأمور.
وبالفعل ذهب وفد من تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور على رأسه "ياسر برهامي" نفسه، وليس ما ذُكر هو الأهم وإن كان مهمًا، بل الأهم هو ما دار في لقاء هذا الوفد مع وفد تنظيم أنصار بيت المقدس، وما دار فيه من تفاهمات واتفاقات، حيث أعلمهم "برهامي" وأعلنهم وأعلن للعالم كله من ورائهم أو لمن يسمع ويعي ويريد يفهم من العالم، أنهم – أي تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب النور- لا يختلفون في الاعتقاد أو الفكر أو المنهج شيئًا ولو كان صغيرًا عن أو مع أنصار بيت المقدس ولا غيرهم في سيناء أو في غيرها، وأنهم جميعًا على نفس المنهج والطريقة والاعتقاد في التكفير والإرهاب والتفجير، ولكنهم يختلفون معهم – فقط - في تقدير الموقف وحسابات الوقت والتوقيت المناسب - من وجهة نظرهم – لاستخدام العنف والإرهاب وليس في مبدأ الإرهاب فإنه أمرٌ متفقٌ عليه، ولكنهم – أي الدعوة والحزب- يرون أن وقت استخدام العنف والإرهاب ما زال لم يأتِ بعد، وأنهم يرون أن الوقت الحالي أنسب للمرحلة الثانية وهي العمل السياسي والذي يتأتي منه مكاسب أكبر من تلك التي قد يُحَصِّلُوها لو انتقلوا إلى المرحلة الثالثة وهي العمل الإرهابي المسلح.
كانت هذه النقطة هي محور النقاش الذي تم بين تنظيم الدعوة السلفية وولدها مع تنظيم أنصار بيت المقدس في هذا التوقيت في زمن الإخوان، وهو ما يكشف لنا ولغيرنا وبمنتهى الوضوح خطأ بل خطيئة مَن يرددون أنهم تنظيم الدعوة السلفية وحزب النور إنما هم مجموعة تؤمن بالسلمية وأنهم وطنيون يؤمنون بالوطن ويحبونه، ولكن الحقيقة على العكس من ذلك تمامًا.
هذا.. ولعله من المناسب والمفيد أن نختم بما بدأنا به ونكرره، من أن :"طريق حزب النور – وبلا أدنى شك - يؤدي إلى داعش" وأن "الطريق إلى داعش يمر – بلا شك - بحزب النور"، وأن أعضاء الدعوة السلفية بالإسكندرية وولدها حزب النور هم في الحقيقة مشاريع دواعش مستقبلية، توشك أن تنفجر مع الجميع.