الأربعاء 22 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

شي جين بينج.. لقاءات المنفعة المتبادلة.. جذور الصين تتعمق مع محاولات التحدث باسم الجنوب العالمي

 شى جين بينج
شى جين بينج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على السجادة الحمراء القرمزية على رخام قاعة الشعب الكبرى، استمتع شى جين  بينج بماراثون دبلوماسي، بمناسبة انعقاد  القمة الصينية الأفريقية. وصافح الرئيس الصينى وقرينته بنج لى يوان ٣٣ زعيمًا، قبل عقد ٤٢ اجتماعًا ثنائيًا مع الوفود التى جاءت إلى بكين.. أرقام تثير الحسد لدى إيمانويل ماكرون، الذي لم يتمكن إلا من جمع عدد محدود من الزعماء الأفارقة فى قمة الفرانكفونية فى فيليرز كوتيريه، بعد بضعة أسابيع، بينما تزايدت عدم الثقة تجاه السيد الاستعماري الفرنسي السابق فى جميع أنحاء القارة.

ولا توجد قوة أخرى قادرة على حشد هذا العدد الكبير من الزعماء من أفريقيا التى تتودد إليها قوى عديدة، وهو ما يوضح جذور الصين فى قلب القارة الأفريقية. لقد وضع ثانى أكبر اقتصاد فى العالم أفضل ما لديه، حيث قدم المنتدى الصينى الأفريقى التاسع (فوكاك) باعتباره "الحدث الدبلوماسى الأكثر أهمية لهذا العام" فى العاصمة بكين، وما زال يحظى بالاهتمام رغم مرور نحو شهرين على انعقاده.

صوت الجنوب العالمي

وعلى الرغم من تباطؤ "المصنع العالمي" وانخفاض المساعدات المالية الصينية فى السنوات الأخيرة، فإن هذا التدفق القوى يشهد على استمرار جذب القارة لـ"إمبراطورية الصين" التى تقف بمثابة مكبر صوت لـ"الجنوب العالمي" الذى يواجه الغرب مع ذكريات الاستعمار الماضي. ومع ذلك، جاء معظم الزعماء الأفارقة ومعهم مطالب مالية، وقد أصيب البعض بخيبة أمل، على الرغم من الإعلان عن مساعدات بقيمة ٥١ مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة أطلقها الرئيس الصيني، وهى وعود، وفقًا للخبراء، تخفى التراجع فى المكاسب غير المتوقعة، فى حين تعمل بكين على تقليص السير فى "طرق الحرير الجديدة"، بعد سنوات الازدهار التى سبقت كوفيد.

ومن خلال العزف على وتر الإخوة بين الدول النامية، اتبع شى سياسة جيوسياسية فى القمة، فاقترح رفعها إلى مرتبة "الشراكة الاستراتيجية"، وقدم نفسه كبطل "حقوق" أفريقيا لتحقيق طموحاتها العالمية.  وقال الزعيم الصينى لضيوفه فى القصر الضخم الذى يطل على ميدان تيانانمن: "إننا نقف جنبًا إلى جنب للدفاع بقوة عن حقوقنا ومصالحنا المشروعة فى ظل تغييرات تهز العالم ولم نشهدها منذ قرن"، وهو ما يعبر عن قناعته الشديدة بالانحدار التاريخى للديمقراطيات الغربية لصالح ظهور دول الجنوب.

وبهدف تحسين التمثيل فى صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وكذلك فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث تطالب القارة بمقعد أو مقعدين دائمين، قدمت الصين نفسها، خلال اجتماعات المنظمة الدولية فى نيويورك، كمدافع نشط عن القارة، لكنها تحافظ على الغموض بشأن المدى الحقيقى لهذا الدعم. وقال ممثلها "لقد  حان الوقت لتصحيح الظلم التاريخى الذى لحق بأفريقيا. لقد دافعنا دائمًا عن صوت أكبر للدول الأفريقية فى الحوكمة العالمية"، لكن بكين لا تزال غامضة بشأن المطلب الحاسم المتمثل فى استخدام حق النقض، وتدعو إلى وضع "ترتيبات خاصة" لتلبية التطلعات الأفريقية.

شريك اقتصادى متزايد

وفيما يتعلق بالفترة المقبلة، يأتى التنافس مع أمريكا ترامب كأولوية للرئيس الصينى والتى تأتى سياسته الأفريقية فى هذا الإطار الاستراتيجى طويل الأجل، كنقطة دعم قوية لعزل المستشاريات الغربية دبلوماسيًا بشكل أفضل فى الهيئات الدولية. 

إن عودة بطل "أمريكا أولًا" إلى البيت الأبيض، الذى يحتقر القارة الأفريقية المليئة بـ"البلدان القذرة"، حسبما أعلن فى عام ٢٠١٨، تزيد من اتساع التواجد الصينى فى أفريقيا. وقال إريك أولاندر، مؤسس مشروع الجنوب العالمى الصيني: "إن  الصين لديها فرصة عظيمة لتعزيز مكانتها، نظرًا لعدم اهتمام الدول المتقدمة بمصير القارة، فى ظل تركيزهم على أوكرانيا أو الشرق الأوسط ".