الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

يوسف وردانى.. فتى جمال مبارك المدلل يسيطر على وزارة "عبدالعزيز"هل هذا هو تمكين الشباب يا سيادة الرئيس؟أسئلة إلى خالد عبد العزيز: هل يمكن أن تحدثنا عن معايير اختيار يوسف وردانى معاونًا لك؟

خالد عبدالعزيز وزير
خالد عبدالعزيز وزير الرياضة والشباب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أسرار وزير قوي.. خالد عبدالعزيز.. الدور الغامض والطموح المستحيل

أسئلة إلى خالد عبدالعزيز:

هل يمكن أن تحدثنا عن معايير اختيار يوسف ورداني معاونًا لك؟

هل فكرت لدقيقة واحدة فيما يمكن أن يشعر به من صنعوا الثورة التي جاءت بك وزيرًا؟

لا تتحدث بعد الآن عن ثورة ولا عن ثوار، فأنتم تتغنون باسم الثورة في المساء وتقتلون روحها كل صباح

عمل مديرًا لتحرير الموقع الرسمى لـ«الوطنى».. وكان مسئولًا عن كتابة «الافتتاحيات» وحذفها من الأرشيف مؤخرًا! اختفى عقب «25 يناير» وعاد بعد «30 يونيو» عبر منصب حكومى وهو «معاون وزير الشباب»

٧٥ باحثًا من جامعات مصر المختلفة، كانوا على موعد واحد، يجمعهم مؤتمر «رؤية شباب الباحثين لمستقبل مصر»، الذى نظمه «المركز العربى للبحوث والدراسات» بالتعاون مع وزارة الشباب، فى الجلسة الافتتاحية كان من المنتظر أن يتحدث وزير الشباب فى افتتاحية المؤتمر، لكنه لم يحضر، اعتذر فى الساعات الأخيرة، رغم أن موعد المؤتمر تم تحديده منذ أكثر من شهر، وتقبل القائمون على المؤتمر عذره، فقد كان يشارك فى نفس الوقت باحتفالية عيد العلم التى حضرها الرئيس السيسى.

الأزمة ليست هنا على الإطلاق، فالوزير فى الغالب وقته ليس ملكه، لكن الأزمة فيما جرى خلال المؤتمر.

على المنصة الرئيسية للمؤتمر كان يجلس عبد الرحيم على، رئيس المركز العربى للبحوث والدراسات، وشيخ علم الاجتماع السياسى فى مصر، السيد يسين مدير المركز... وفى المسافة الفاصلة بينهما كان يجلس يوسف وردانى ممثلا لوزير الشباب.


هل قرأتم الاسم جيدًا؟

إنه هو بالفعل يوسف وردانى.. الصفة الرسمية له الآن والتى يحرص على كتابتها وتقديم نفسه بها هى «باحث فى شئون الشباب ومعاون وزير الشباب»... وكانت له ورقة بحثية فى المؤتمر بعنوان تمثيل «الشباب فى مؤسسات الحكم بعد ثورة ٢٥ يناير... الواقع والخبرة الدولية»... وقدمها على أنه باحث دكتوراه بجامعة القاهرة.

قبل ثورة ٢٥ يناير كان يوسف وردانى ملء السمع والبصر، ليس بسبب إمكانياته الإدارية الفذة، ولا قدراته العلمية النادرة، ولكن لأنه كان أحد رجال جمال مبارك فى الحزب الوطنى، ولما قامت الثورة اختفى تماما، لكنه وبعد ٣٠ يونيو عاد مرة أخرى للظهور الرسمى، عبر منصب حكومى وهو معاون وزير الشباب.

لقد سمعنا كلامًا كثيرًا من رئيس الجمهورية شخصيًا عن أن العجلة لن تعود إلى الوراء، وأن الوجوه القديمة التى طفت على السطح أيام مبارك لن تظهر مرة أخرى، وسمعنا كلامًا كثيرًا من رئيس الحكومة عن تمكين الشباب ودفعهم إلى الأمام، وكنا نعتقد أن ثورتين كافيتين جدًا لأن تنتهى الوجوه التى ارتبطت ملامحها باستبداد وفساد نظام، لكن يبدو أن شيئًا من هذا لن يحدث قريبًا.

قد تكون لدى يوسف وردانى خبرات كثيرة، لكن عندما نراجع تاريخه السياسى القصير فلا يمكن أن نسعد به كشاب فى موقع قيادى، رغم أننا نشجع الدفع بالشباب إلى الصفوف الأولى.

حتى ثورة ٢٥ يناير كان «يوسف» هو مدير تحرير الموقع الرسمى للحزب الوطنى... والمسئول الأول عن كتابة افتتاحيات الموقع، وبذلك كان هو المعبر الأول عن سياسات الحزب والدفاع عنها وتبريرها.

آخر افتتاحية كتبها يوسف على الموقع كانت عن حادثة كنيسة القديسين والضغوط الغربية التى تتعرض لها مصر بسبب هذا الحادث.

بعد الثورة لم يضع وردانى وقته، الوقائع التى تحيط به تشير إلى أنه يجيد القفز من السفن الغارقة قبل أن تتعرض للكارثة، فقبل أن يتم حل الحزب الوطنى رسميًا تعاقبت استقالات أعضاء الحزب فى مختلف المحافظات، حتى وصلت فى أيام قليلة إلى ١٥ ألف استقالة.


من بين هؤلاء المستقلين كان يوسف وردانى.. لكن ما جرى كان مفاجأة أخرى، دعا يوسف إلى تأسيس حزب جديد أطلق عليه اسم شباب مصر، ويومها قال فى تصريح واضح وصريح ولا يقبل التأويل لجريدة الشرق الأوسط: لقد وجهنا الدعوة لجميع قيادات الحزب الجديد الذى سوف يختار الشباب رئيسه، ويتكون من شباب مصر الذين صدموا بتحول المبادئ السامية التى تضمنها برنامج الحزب الوطنى عند التنفيذ إلى مصالح خاصة سيطرت عليها ممارسات نفعية وانتهازية أسقطت الحزب وأفقدته الشرعية الشعبية، ويتيح فرصة للشباب بتولى القيادة، بعد أن ملوا من طول فترة الإنتظار والتهميش المتعمد فى مواقع صنع القرار.

قرر يوسف أن يؤسس حزبًا على مبادئ الحزب الوطنى التى كان يعتبرها سامية لولا مشاكل التنفيذ، وهو ما يتناقض تمامًا مع ما سبق أن قاله يوسف لجريدة الشروق فى ٢١ أكتوبر ٢٠١٠، حيث كان قد تولى إدارة موقع الحزب الإلكترونى، وهذه بعض آرائه لعله يتذكر.

قال: وجدت مبادئ الحزب الوطنى بسيطة بالنسبة لى كشاب فى مقتبل دراستى الجامعية، وجدت جماعة سياسية كبيرة وهيكل تنظيمى قوى وطرق منظمة للترقى داخله وتشجيع كبير للشباب.

وقال: الرغبة فى الترقى الشخصى ونسج العلاقات داخل الحزب ليست عيبا، فشعور الأفراد بالرضا الذاتى ضرورى لأى مؤسسة أو جماعة لكى يمكن أن تكون ناجحًا بشرط ألا يطغى ذلك على المصلحة العامة للكيان.

لم يتحدث يوسف وردانى عن المبادئ السامية التى ابتذلها الفاسدون فى الحزب الوطنى، فقد ذهب إلى هناك حتى يستفيد هو الآخر، وقد حقق مكاسب كثيرة بعد أن عبر إلى الحزب عبر بوابة الدكتور علىّ الدين هلال، الذى كان يشرف على أمانة التثقيف فى الحزب، وقد عمل يوسف إلى جواره قبل أن يتولى مسئولية الموقع الإلكترونى للحزب.

لا تتوقف مفاجآت يوسف وردانى بالطبع، فقد حذف كل الافتتاحيات التى كتبها باسمه على الموقع، ليست موجودة فى الأرشيف من الأساس، ولو جربت وحاولت أن تحصل عليها فلن تجدها، فقد قرر ألا يترك وراءه أثرًا على الإطلاق، يدل على أفكاره القديمة، ولا على آرائه القديمة، ولا على مدحه القديم وتغزله فى الحزب الوطنى.


نعود مرة أخرى إلى حزب «يوسف» الجديد الذى قال إنه سيؤسسه «حزب شباب مصر»... اختفى الحزب الذى روج أنه سيكون على مبادئ الوطنى السامية، لم يتحدث عنه، بل لم يتحدث هو من الأساس، اختفى تمامًا ليظهر مرة أخرى فى فبراير ٢٠١٤ مديرًا تنفيذيًا لمركز تواصل للدراسات وبحوث الشباب.

فى سبتمبر ٢٠١٤ كانت هناك سفينة جديدة تنتظر يوسف وردانى، الذى قفز من سفينة الوطنى قبل الغرق، كان إبراهيم محلب قد قرر تفويض كل وزير فى اختيار اثنين أربعة لشغل وظيفة معاون وزير على ألا يزيد سن المتقدم على ٤٠ عامًا.

تم اختيار وردانى ضمن ستة اختارهم وزير الشباب خالد عبد العزيز ليكونوا معاونين له، لكن يبدو أن الوردانى لم يقنع بوظيفته كمعاون للوزير، فيحرص على تقديم نفسه على أنه نائب للوزير، دون أن نعلم على وجه التحديد اختصاصاته، أو المهام التى يقوم بها، خاصة أن تعريفه الرسمى ومن أوراق وظيفته الرسمية أنه معاون وزير الشباب والرياضة للشئون الشبابية، وهو كلام هلامى جدًا، وكأن هناك شئونًا غير شبابية فى وزارة الشباب (لكن هذه ليست القضية الأساسية الآن).

ولأن السفينة جديدة فقد حرص وردانى على أن يتحدث عنها، وكما كان يشير إلى إمكانية الترقى فى الحزب الوطنى يشير الآن إلى أنه يؤمن فعليا بأن النظام الجديد جاد فعليًا فى مسألة تمكين الشباب لأن استقرار النظام وتنفيذ المشروعات الكبرى التى أعلن عنها لن يتم دون إشراكهم... ويزيد وردانى فى الوصل خطوة عندما يقول إن الرئيس السيسى تعهد عدة مرات بتمكين الشباب.

ليست لدىّ مشكلة مع يوسف وردانى ولا أعرفه من الأساس، ولا يهمنى ما إذا كان سكرتيرًا خاصًا لجمال مبارك أو مديرًا لموقع الحزب الوطنى – ففى الحالتين كان مقربًا من جمال – ولكن ما يهمنى الآن أن هناك ملايين الشباب الذين خرجوا يحملون أرواحهم على أيديهم من أجل هذا الوطن، بينما كان وردانى يتخفى حتى لا تصيبه، فالثورة فى مقتل، هؤلاء الذين صنعوا الثورة الآن مشردون ومحبوسون ومحبطون ومبعدون... وهو يجلس على منصة وزير الشباب معاونًا له ومتحدثًا باسمه.

هل يمكن أن يحدثنا وزير الشباب ويقول لنا ما هى معاييره لاختيار يوسف وردانى معاونًا له... هل بحث تاريخه السياسى، هل فكر ولو لدقيقة واحدة فيما يمكن أن يشعر به من صنعوا الثورة التى جاءت به هو وزيرًا للشباب، ألا يعرف خالد عبد العزيز ماذا يقوله العاملون فى الوزارة، إنهم يتعجبون من وزير ثورة ٣٠ يونيو، الذى يأتى بمعاون له ممن أطاحت بهم ثورة يناير، يقولون نعرف ما يحدث لكن لا نجد له تفسيرًا.

افعلوا ما شئتم يا سيادة وزير الشباب.. لكن لا تتحدث بعد الآن عن ثورة ولا عن ثوار، فأنتم تتغنون باسم الثورة فى المساء وتقتلون روحها كل صباح.