الخميس 05 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ملاعيب الزيات.. وتسريبات الإفك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فارق كبير بين محام يستثمر ثغرات القانون من أجل تبرئة موكله، وآخر يلجأ إلى أحاديث الإفك ووقائع مزورة ليدلس بها على الرأى العام وأمام القاضى.
منتصر الزيات أفوكاتو الإرهاب ينتمى إلى هذا النوع المدلس والمزور للحقائق، ليس لتقوية الموقف القانونى لموكله المتهم بالتخابر والعمل ضد المصلحة الوطنية محمد مرسى وأعوانه، وإنما لإحداث جلبة وصخب وحالة من التشويش على الرأى العام.
ولو كان ذلك من باب إقناع "الزبون" أى موكله بشطارته كأفوكاتو، ومن ثم لزيادة قيمة أتعابه المادية، لصمتنا وقلنا إن الأستاذ منتصر الزيات يريد أن يأكل عيش على قفا الخائن، لكن الزيات حاول أن يستثمر تسريبات الإفك التى إذاعتها قناتا "مكملين" و"الجزيرة" ليطعن فى شرف العسكرية المصرية ضمن حملة التشكيك فى مصداقية الجيش وقوته والتأثير على مكانته فى نفوس المصريين.
حضرة الأفوكاتو قال للقاضى أثناء محاكمة موكله الخائن محمد مرسى، إنه يعتقد فى صحة التسريبات المنسوبة لقادة الجيش المصرى وطلب منه التحقيق لأن إثبات صحتها سينسف صحة أساس القضايا التى يحاكم مرسى بتهمة ارتكابها.
وفى نفس الجلسة تحدث مرسى ولأول مرة عن ظروف احتجازه وطلب جلسة خاصة سرية مع الرئيس السيسى والمشير حسين طنطاوى وسامى عنان إن أرادت المحكمة ليتحدث فيها عن أمور تخص الأمن القومى من بينها وصف دقيق لما يظن أنها قاعدة عسكرية بمحافظة الإسكندرية احتجز بداخلها لفترة.
مرسى الذى ظهر فى قفص الاتهام منذ ما يزيد عن عشرة أشهر، سكت عن شرح ظروف احتجازه والأماكن التى حبس بها ليتحدث فى صباح اليوم التالى لإذاعة تسريبات الإفك، ومع ذلك صرخ حضرة الأفوكاتو فى قناة الجزيرة مساء السبت الماضى، مقسما بالله أن مرسى لم يكن على علم بنبأ التسريبات حتى تحدث هو بشأنها أمام القاضى وكأن "العياط" ولى من أولياء الله الصالحين ومكشوف عنه الحجاب يقرأ الطالع "وبيشم على ضهر إيده".
الأكثر من ذلك أن حضرة الأفوكاتو تضامن مع شلة الصحفيين الخونة الذين اعتادوا الظهور على شاشة "الجزيرة" فى اعتبار المستشار هشام بركات النائب العام متهما، وأحد أطراف تسريبات الإفك، ومع ذلك سخر من البيان الصحفى الذى نفى فيه النائب العام صحة الوقائع التى ذكرت فى التسريبات، مؤكدا تزويرها وتلفيقها وصناعتها بتقنيات متطورة، كما رفض قراره بإحالة الأمر برمته إلى نيابة أمن الدولة العليا.
ما جرى فى ساحة المحكمة وعلى شاشة الجزيرة من جانب منتصر الزيات ليس إلا جزءا من مؤامرة رخيصة لا تستهدف تبرئة ساحة مرسى، ولكن النيل من سمعة الجيش المصرى من عدة جوانب أهمها إظهاره متآمرا على القانون ومتلاعبا بالقضاء ومزورا للحقائق، ثم إظهاره ضعيفا مهترئا غير قادر على حماية أسراره، ثم الترويج لوجود انقسامات وانشقاقات تعصف بتماسكه وصراعات داخلية تنبئ بانهياره وتفككه، وفى المقابل يظهر مرسى من خلال قفصه الزجاجى فى زى رجل الدولة القوى الذى يحسن تقدير الامور بحرصه على عدم الكشف عن الأمور المتعلقة بأسرار الأمن القومى إلا فى جلسة سرية، وبمعنى آخر أن قادة الجيش مخترقون وليسوا أهلا للحفاظ على الأمن القومى بينما الجاسوس الخائن أهل لذلك.
والهدف هنا إعطاء الأمل لفئران الإخوان المختبئين فى الجحور، والتأثير على الصورة المثالية للجيش فى عين الشعب الذى أحبه والتحم به.
ما من شك أن تزامن إذاعة تسريبات الإفك مع حديث مرسى لأول مرة عن ظروف احتجازه ليس من قبيل الصدفة، وأن ادعاء حضرة الأفوكاتو منتصر الزيات أن مرسى لم يكن يعرف بأمر التسريبات، لدليل قاطع على كونها مصنوعة ومفبركة، وليس غريبا على محام احترف الدفاع عن إرهابيين لأكثر من ثلاثة عقود أن يتورط فى مؤامرة حقيرة كهذه لاسيما وأنه ما لبث وأن خرج يتاجر بها على شاشات الفضائيات المشبوهة والتى ترفع رايات العداء للدولة المصرية وإن كان ثمة تحقيق يجب أن يجرى فلابد من التوصل إلى الطريقة التى أبلغ بها الخائن محمد مرسى بما ينبغى أن يقوله فى تلك الجلسة، ومراقبة جميع زياراته ولقاءاته فى محبسه هو وغيره من عناصر الجماعة الإرهابية.