ألا إنه من أهم مهمات الطبيب الناجح والذي يصف الدواء الناجع، هي أن يعرف أسباب الداء وعوامل انتشاره قبل أن يصف الدواء، حتى يمنع تكرار أسبابه وحتى لا يعاود المرض المريض مرة أخرى، فيفتك به فتكًا.
فإذا لم يعرف الطبيب أو لم يفهم أسباب المرض ومسبباته، كانت نظرته ضيقة ورؤيته للأمور قاصرة، ولم يكن علاجه قويًا يقضي على المرض نهائيًا وإلى الأبد، وإنما كان كالطبيب الفاشل والخائب والذي يتعامل مع الأعراض دون الأمراض، ولا تزيد وصفاته على المسكنات، والتي لا تعالج المرض بل تزيده، لأنها لا تجعل المريض يشعر بتفشي المرض وانتشاره في جسده حتى يقتله!
فإذا لم يكن الطبيب مدركًا إدراكًا تامًا للمرض وأسبابه، كانت وصفاته خاطئة، وفقد شرطه كطبيب، وتحول إلى طبيب فاشل بل إلى طبيب قاتل!
والإرهاب بوصفه مرضًا من أخطر الأمراض التي تضرب جسد المجتمعات، يحتاج إلى علاج ناجع يقضي عليه وإلى الأبد، وليس إلى مسكنات، تكون كالمخدرات من يتعاطها يشعر براحة زائفة، والمرض يسري في جسده كما تسري النار في الهشيم تأكله أكلًا.
فلابد لنا إن كنا جادين في مواجهة الإرهاب مواجهة شاملة – ولا أَخَالَنا إلا جادين أشدَّ الجِدِّ- ألا نتعاطى المسكنات وأن نعتمد على العلاج الحقيقي والناجع الشافي بإذن الله، حتى نقدم لأنفسنا و للعالم "التجربة المصرية في محاربة الإرهاب".
وبناءً عليه فإن من أهم المهمات في مواجهة الإرهاب ومحاربته أن نعرف لماذا ينتشر الإرهاب وما هي أسباب و عوامل انتشاره، ومن ثّمَّ نعمل على نفي تلك الأسباب، فيبرأ الوجع بإذن الله.
وإن من أعظم أسباب انتشار الفكر المتطرف هي : ثنائية (الفقر – التخلف)، حيث يستغل أرباب هذا الفكر المتطرف حاجة الناس للمال فيستميلونهم عن طريق توفير بعض الخدمات ثم يستغلون جهلهم بالتأثير عليهم وبث هذا الفكر فيهم، ولأن هذا الفكر ضحلٌ جدًا، وسطحي إلى أبعد الحدود فيسهل الاقتناع به من قبل العقل البسيط لأنه يقوم بالأساس على تقسيم العالم كله و بكل تعقيداته إلى قسمين كبيرين: قسم فيه الخير والإسلام والسلام وآخر فيه الشر والكفر –زعموا-، وهو أمر يتماشى مع عقلية الشباب الهشة وعقلية البسطاء السطحية التي لا تستطيع فهم أو تحمل تعقيدات الحياة.
- ومن الأسباب أيضًا والتي تؤدي لتزايد أعداد العناصر المتطرفة: غياب التنمية الاقتصادية وتدني الخدمات الحكومية ما يؤدي إلى تزايد الحنق والغضب على الأنظمة والحكومات وفقدان الانتماء للدولة .
و مع استمرار الشحن النفسي والعاطفي من قبل هذه المجموعات الإرهابية وغيرها لنفسية المواطن الذي يشعر بكراهية الدولة بسبب إهمالها له، فيجد المواطن نفسه مدفوعًا دفعًا إلى الرغبة في معاقبة الدولة والانتقام منها و ذلك –من وجهة نظره القاصرة- بالانتماء لأعدائها –أو على الأقل مساعدتهم أو الرضاء بأفعال وعدم كراهيتهم أو استنكار أفعالهم الإرهابية على أساس أن: عدو عدوي: صديقي-.
وهنا يجد المواطن العدو الجاهز الحاضر متمثلًا في أصحاب هذا الفكر المتطرف، فينتمي إليهم!
وهذا السبب من أكبر أسباب انتشار الإرهاب في صعيد مصر خاصة بسبب غياب التنمية، وكذلك تحوله لمنفى للموظفين المُراد معاقبتهم ما يشعرهم بضرورة الانتقام من الدولة فينتمي لتلك الجماعات، بالإضافة لأسباب أخرى متعلقة بالصعيد كالطبيعة الجبلية والعصبيات القبلية وغيرها مما قد نفرد له مقالًا آخر أو مقالات – نبين فيها أسباب انتشار الإرهاب في الصعيد المصري خاصة - ليس الآن وقتها، ولا حان حينها، فعسى ولعل.
- ومن الأسباب أيضًا التي تؤدي لانتشار الأفكار المتطرفة: حصول التفكك الاجتماعي حيث من الملاحظ عن طريق الاستقراء والدراسة أن أصحاب الفكر المتطرف ينتشرون بكثافة في الأماكن التي تقوم على النظام القبلي القائم على الانتساب للقبيلة لا الأسرة ويقلون في النظام الاجتماعي النووي (المكون من نواة هي الأب والأم) بسبب توفر الرقابة الأسرية في هذا النظام الاجتماعي وغيابها في حالة النظام القبلي، وهو سبب من أسباب توغل الإرهاب في مناطق معينة كسيناء وليبيا واليمن والقرن الأفريقي وغيرهم بالإضافة – بالقطع- لعوامل أخرى.
ومن الأسباب أيضًا المؤدية لانتشار الإرهاب والتطرف: توفر البيئة الحاضنة، كالبيئة الصحراوية و الجبلية والتي تعتبر مأوى مناسبًا لهذه التنظيمات، فبالإضافة لكون هذه البيئة الصحراوية والجبلية تعد مكانًا ممتازًا و بيئة حاضنة لهذه المجموعات للتخفي والاختباء والبعد عن الأعين المُرَاقِبَةِ والهروب من الملاحقة الأمنية، فهي أيضًا تتماشى مع فكر هذه التنظيمات من اعتزال المجتمعات الجاهلية –زعموا- والهجرة إلى الجبال والقفار ولهذا نجد سيناء والصعيد في مصر أيضًا من أكثر الأماكن التي ينتشر فيها هذا الفكر وكذلك اليمن وليبيا وأفغانستان، وكذلك القرن الأفريقي بسبب توفر البيئة الحاضنة.
إلى غير ذلك من العوامل التي تؤدي لانتشار الإرهاب والتطرف كغياب الوعي الديني وعدم انتشار خطاب ديني يناسب العصر ويحترم العقلية المعاصرة، وعدم توافر المواجهة الفكرية الحقيقية لهذا الفكر، وعدم العمل على تفنيد الشبهات التي يلقيها أصحاب هذا الفكر على الناس والشباب مما يدفعهم للانجراف في تيارهم، إلا أن الواجب علينا أن نصف الدواء بعد أن شخصنا الداء.
فلابد إذن من وصف "طرق مواجهة هذا الفكر" والتي تتلخص في القضاء على أسبابه ومسبباته على نحو مما يلي: -
- طرق مواجهة الإرهاب والتطرف
ألا إن المعركة مع الإرهاب والتطرف هي معركة علمية فكرية بالأساس ولابد فيها من العمل الثقافي والفكري بالتوازي مع العمل الأمني وإلا ضاع الجهد الأمني كأن لم يكن وعاد الإرهاب مرة أخرى، فلابد من مواجهة فكرية بالعمل على تفنيد الشبهات التي يعتمد أرباب هذا الفكر على نشرها ولابد أيضًا، من تحصين الأجيال الناشئة بتعليمهم العلم الديني الصحيح والذي يحصنهم من الانخراط في تلك التنظيمات والانخداع بزيفهم، وذلك بتعليمهم الحق وشيئًا عن هذا الباطل حتى لا يكونوا فريسة سهلة يتم السيطرة عليها واستقطابها تجاه هذه الأفكار .
كما قال بعض الشعراء:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه.. ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه، وكما قال الفاروق عمر –رضي الله عنه-: ينقض الإسلام عروة عروة : من دخل في الإسلام ولم يعرف الجاهلية ؛ فلا بد من تدريس شيء ولو قليل عن هذه المناهج المنحرفة لتكون كـــ "التطعيم" الذي يتحصل عليه الطفل حتى لا يصاب بالمرض بعدُ .
- ومن طرق مقاومة الإرهاب والتطرف أيضًا القيام بعملٍ تنموي قويٍ، والقيام بعملية تنمية استراتيجية شاملة توفر للمواطن احتياجاته اليومية والاقتصادية والاجتماعية وتخرجه من حالة الفقر التي يستغلها الإرهاب من أجل السيطرة على العقول الفارغة عن طريق البطون الجائعة.
وكذلك لامناص عن توفير حياة كريمة تقوم على احترام الكرامة الإنسانية للمواطن و على احترام آدميته، ما لا يجعل المواطن يفقد انتماءه لوطنه، ويحاول أن يبحث عن وطن وهمي ينتمي إليه يشعر معه بالأمان أو الراحة، فلا يجد أمامه سوى الإرهاب ملجأ، فيلجأ إليه.
- بالإضافة إلى العمل على تحسين المنظومة التعليمية، بحيث نستطيع كسر حلقة المُكَوِنِةِ لثنائية (الفقر - التخلف) وتخريج أجيال مثقفة تستطيع هي بنفسها مواجهة التطرف والإرهاب وتكون مسلحة بسلاح العلم والذي هو أقوى من كل سلاح.
وكذلك لا فكاك عن مواجهة كل المحاولات التي يسعى أصحابها إلى تفكيك الترابط المجتمعي وتفكك الأسرة و العمل على تحسين الترابط الاجتماعي.. مما يصعب مع تواجده انتشار الفكر المتطرف، فلابد من العمل على زيادة أواصر الترابط المجتمعي وإعادة الحياة إلى النظام الأسري القائم على الأساس النووي (الأب و الأم) والذي يخلق إنسانًا سويًا غير معقدٍ نفسيًا أو منعزل عن المجتمع فيكون فريسة سهلة للإرهاب والتطرف، فــ "إنما يأكل الذئب الشاة القاصية".
إلى غير ذلك من العوامل والتي ينبغي دراستها على مهل، وليس في مقال أو مقالين أو مقالات، ولكنه لابد من خطة شاملة بحيث تكون استراتيجية الدولة قائمة عليها، لننعم معها –إن شاء الله- بالأمن و السلام، ويذهب الإرهاب إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، وبلا رجعة.
فإذا لم يعرف الطبيب أو لم يفهم أسباب المرض ومسبباته، كانت نظرته ضيقة ورؤيته للأمور قاصرة، ولم يكن علاجه قويًا يقضي على المرض نهائيًا وإلى الأبد، وإنما كان كالطبيب الفاشل والخائب والذي يتعامل مع الأعراض دون الأمراض، ولا تزيد وصفاته على المسكنات، والتي لا تعالج المرض بل تزيده، لأنها لا تجعل المريض يشعر بتفشي المرض وانتشاره في جسده حتى يقتله!
فإذا لم يكن الطبيب مدركًا إدراكًا تامًا للمرض وأسبابه، كانت وصفاته خاطئة، وفقد شرطه كطبيب، وتحول إلى طبيب فاشل بل إلى طبيب قاتل!
والإرهاب بوصفه مرضًا من أخطر الأمراض التي تضرب جسد المجتمعات، يحتاج إلى علاج ناجع يقضي عليه وإلى الأبد، وليس إلى مسكنات، تكون كالمخدرات من يتعاطها يشعر براحة زائفة، والمرض يسري في جسده كما تسري النار في الهشيم تأكله أكلًا.
فلابد لنا إن كنا جادين في مواجهة الإرهاب مواجهة شاملة – ولا أَخَالَنا إلا جادين أشدَّ الجِدِّ- ألا نتعاطى المسكنات وأن نعتمد على العلاج الحقيقي والناجع الشافي بإذن الله، حتى نقدم لأنفسنا و للعالم "التجربة المصرية في محاربة الإرهاب".
وبناءً عليه فإن من أهم المهمات في مواجهة الإرهاب ومحاربته أن نعرف لماذا ينتشر الإرهاب وما هي أسباب و عوامل انتشاره، ومن ثّمَّ نعمل على نفي تلك الأسباب، فيبرأ الوجع بإذن الله.
وإن من أعظم أسباب انتشار الفكر المتطرف هي : ثنائية (الفقر – التخلف)، حيث يستغل أرباب هذا الفكر المتطرف حاجة الناس للمال فيستميلونهم عن طريق توفير بعض الخدمات ثم يستغلون جهلهم بالتأثير عليهم وبث هذا الفكر فيهم، ولأن هذا الفكر ضحلٌ جدًا، وسطحي إلى أبعد الحدود فيسهل الاقتناع به من قبل العقل البسيط لأنه يقوم بالأساس على تقسيم العالم كله و بكل تعقيداته إلى قسمين كبيرين: قسم فيه الخير والإسلام والسلام وآخر فيه الشر والكفر –زعموا-، وهو أمر يتماشى مع عقلية الشباب الهشة وعقلية البسطاء السطحية التي لا تستطيع فهم أو تحمل تعقيدات الحياة.
- ومن الأسباب أيضًا والتي تؤدي لتزايد أعداد العناصر المتطرفة: غياب التنمية الاقتصادية وتدني الخدمات الحكومية ما يؤدي إلى تزايد الحنق والغضب على الأنظمة والحكومات وفقدان الانتماء للدولة .
و مع استمرار الشحن النفسي والعاطفي من قبل هذه المجموعات الإرهابية وغيرها لنفسية المواطن الذي يشعر بكراهية الدولة بسبب إهمالها له، فيجد المواطن نفسه مدفوعًا دفعًا إلى الرغبة في معاقبة الدولة والانتقام منها و ذلك –من وجهة نظره القاصرة- بالانتماء لأعدائها –أو على الأقل مساعدتهم أو الرضاء بأفعال وعدم كراهيتهم أو استنكار أفعالهم الإرهابية على أساس أن: عدو عدوي: صديقي-.
وهنا يجد المواطن العدو الجاهز الحاضر متمثلًا في أصحاب هذا الفكر المتطرف، فينتمي إليهم!
وهذا السبب من أكبر أسباب انتشار الإرهاب في صعيد مصر خاصة بسبب غياب التنمية، وكذلك تحوله لمنفى للموظفين المُراد معاقبتهم ما يشعرهم بضرورة الانتقام من الدولة فينتمي لتلك الجماعات، بالإضافة لأسباب أخرى متعلقة بالصعيد كالطبيعة الجبلية والعصبيات القبلية وغيرها مما قد نفرد له مقالًا آخر أو مقالات – نبين فيها أسباب انتشار الإرهاب في الصعيد المصري خاصة - ليس الآن وقتها، ولا حان حينها، فعسى ولعل.
- ومن الأسباب أيضًا التي تؤدي لانتشار الأفكار المتطرفة: حصول التفكك الاجتماعي حيث من الملاحظ عن طريق الاستقراء والدراسة أن أصحاب الفكر المتطرف ينتشرون بكثافة في الأماكن التي تقوم على النظام القبلي القائم على الانتساب للقبيلة لا الأسرة ويقلون في النظام الاجتماعي النووي (المكون من نواة هي الأب والأم) بسبب توفر الرقابة الأسرية في هذا النظام الاجتماعي وغيابها في حالة النظام القبلي، وهو سبب من أسباب توغل الإرهاب في مناطق معينة كسيناء وليبيا واليمن والقرن الأفريقي وغيرهم بالإضافة – بالقطع- لعوامل أخرى.
ومن الأسباب أيضًا المؤدية لانتشار الإرهاب والتطرف: توفر البيئة الحاضنة، كالبيئة الصحراوية و الجبلية والتي تعتبر مأوى مناسبًا لهذه التنظيمات، فبالإضافة لكون هذه البيئة الصحراوية والجبلية تعد مكانًا ممتازًا و بيئة حاضنة لهذه المجموعات للتخفي والاختباء والبعد عن الأعين المُرَاقِبَةِ والهروب من الملاحقة الأمنية، فهي أيضًا تتماشى مع فكر هذه التنظيمات من اعتزال المجتمعات الجاهلية –زعموا- والهجرة إلى الجبال والقفار ولهذا نجد سيناء والصعيد في مصر أيضًا من أكثر الأماكن التي ينتشر فيها هذا الفكر وكذلك اليمن وليبيا وأفغانستان، وكذلك القرن الأفريقي بسبب توفر البيئة الحاضنة.
إلى غير ذلك من العوامل التي تؤدي لانتشار الإرهاب والتطرف كغياب الوعي الديني وعدم انتشار خطاب ديني يناسب العصر ويحترم العقلية المعاصرة، وعدم توافر المواجهة الفكرية الحقيقية لهذا الفكر، وعدم العمل على تفنيد الشبهات التي يلقيها أصحاب هذا الفكر على الناس والشباب مما يدفعهم للانجراف في تيارهم، إلا أن الواجب علينا أن نصف الدواء بعد أن شخصنا الداء.
فلابد إذن من وصف "طرق مواجهة هذا الفكر" والتي تتلخص في القضاء على أسبابه ومسبباته على نحو مما يلي: -
- طرق مواجهة الإرهاب والتطرف
ألا إن المعركة مع الإرهاب والتطرف هي معركة علمية فكرية بالأساس ولابد فيها من العمل الثقافي والفكري بالتوازي مع العمل الأمني وإلا ضاع الجهد الأمني كأن لم يكن وعاد الإرهاب مرة أخرى، فلابد من مواجهة فكرية بالعمل على تفنيد الشبهات التي يعتمد أرباب هذا الفكر على نشرها ولابد أيضًا، من تحصين الأجيال الناشئة بتعليمهم العلم الديني الصحيح والذي يحصنهم من الانخراط في تلك التنظيمات والانخداع بزيفهم، وذلك بتعليمهم الحق وشيئًا عن هذا الباطل حتى لا يكونوا فريسة سهلة يتم السيطرة عليها واستقطابها تجاه هذه الأفكار .
كما قال بعض الشعراء:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه.. ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه، وكما قال الفاروق عمر –رضي الله عنه-: ينقض الإسلام عروة عروة : من دخل في الإسلام ولم يعرف الجاهلية ؛ فلا بد من تدريس شيء ولو قليل عن هذه المناهج المنحرفة لتكون كـــ "التطعيم" الذي يتحصل عليه الطفل حتى لا يصاب بالمرض بعدُ .
- ومن طرق مقاومة الإرهاب والتطرف أيضًا القيام بعملٍ تنموي قويٍ، والقيام بعملية تنمية استراتيجية شاملة توفر للمواطن احتياجاته اليومية والاقتصادية والاجتماعية وتخرجه من حالة الفقر التي يستغلها الإرهاب من أجل السيطرة على العقول الفارغة عن طريق البطون الجائعة.
وكذلك لامناص عن توفير حياة كريمة تقوم على احترام الكرامة الإنسانية للمواطن و على احترام آدميته، ما لا يجعل المواطن يفقد انتماءه لوطنه، ويحاول أن يبحث عن وطن وهمي ينتمي إليه يشعر معه بالأمان أو الراحة، فلا يجد أمامه سوى الإرهاب ملجأ، فيلجأ إليه.
- بالإضافة إلى العمل على تحسين المنظومة التعليمية، بحيث نستطيع كسر حلقة المُكَوِنِةِ لثنائية (الفقر - التخلف) وتخريج أجيال مثقفة تستطيع هي بنفسها مواجهة التطرف والإرهاب وتكون مسلحة بسلاح العلم والذي هو أقوى من كل سلاح.
وكذلك لا فكاك عن مواجهة كل المحاولات التي يسعى أصحابها إلى تفكيك الترابط المجتمعي وتفكك الأسرة و العمل على تحسين الترابط الاجتماعي.. مما يصعب مع تواجده انتشار الفكر المتطرف، فلابد من العمل على زيادة أواصر الترابط المجتمعي وإعادة الحياة إلى النظام الأسري القائم على الأساس النووي (الأب و الأم) والذي يخلق إنسانًا سويًا غير معقدٍ نفسيًا أو منعزل عن المجتمع فيكون فريسة سهلة للإرهاب والتطرف، فــ "إنما يأكل الذئب الشاة القاصية".
إلى غير ذلك من العوامل والتي ينبغي دراستها على مهل، وليس في مقال أو مقالين أو مقالات، ولكنه لابد من خطة شاملة بحيث تكون استراتيجية الدولة قائمة عليها، لننعم معها –إن شاء الله- بالأمن و السلام، ويذهب الإرهاب إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، وبلا رجعة.